تخدم الأفعال الشائنة التي تمارسها جماعات الهيكل المزعوم بحمايةٍ ودعمٍ من حكومة وشرطة الاحتلال، منذ أكثر من أسبوع، اجتثاث الحلم الإسلامي والفلسطيني بتحرير المسجد الأقصى المبارك. من هنا تبرز عظمة وأهمية مشروع المقاومة الفلسطينية الحاضرة للانتصار للمقدسات وحماية المسجد الأقصى.
هذه الأعياد العبرية المزعومة، والتي تتواصل حتى السابع من أكتوبر، تؤكد بأن مسرحيات التطبيع كذبة كبرى ومشينة، وبأن العدو الصهيوني العنصري لا يكترث للدبلوماسية العربية الكاذبة، ولا يحترم الأديان ولا يؤمن بالتعايش الذي يسوق له اليوم عبر الاتفاقيات المسماة “إبراهيمية”.
المتطرفون الصهاينة حاضرون بقوة في الشارع ويصعدون من انتهاكاتهم لفرض التقسيم الزماني والمكاني عبر أداء الطقوس التوراتية العدوانية والاستفزازية كذبح البقرات الخمس ونفخ الحاخام الأكبر للبوق، وهو بمثابة إعلان السيادة الصهيونية التامة والكاملة على المسجد الشريف وعلى المسلمين؛ تصرف عنصري مقيت وخطير في تصاعد مستمر.
تاريخيًّا، تزامنت هذه الاستباحات المتكررة مع انتفاضات شعبية فلسطينية بسبب التضييق الممارس عليهم، والتعديات التي يقوم بها المحتلون الصهاينة، والتي تصل إلى التعدي على قداسة الرسول الأعظم والإسلام. كل هذا يجري أمام أعيان الحكومات “الإسلامية” التي تهرول للتطبيع المجاني والرخيص دون أن يرف لهم جفن، أو أن يصحو لهم ضمير علمًا بأن مشروع الصهاينة هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم إذ يقوم العدو الصهيوني منذ فترة طويلة بحفر أنفاق عديدة بمحيط المسجد في محاولة لطمس وإخفاء كل شيء يدل على التاريخ الإسلامي الأصيل
في تصريح سابق لـ صحيفة “فلسطين” ، الباحث المختص في شؤون القدس، معاذ اغبارية، كشف عن وجود 45 نفقًا متصلة ببعضها تهدد أساسات المسجد الأقصى المبارك وبيوت المقدسيين في مدينة القدس المحتلة. وبيَّن أن غالبية الأنفاق ترتكز على أساسات المسجد الأقصى من الجهة الغربية، ويوجد منها قسم في الجهة الجنوبية، ونفق في الجهة الشمالية. اغبارية أشار إلى وجود نفق يسمح فقط بدخول اليهود إليه، يقع تحت المسجد الأقصى، إضافة إلى أربعة أنفاق أنشئت في العهد الروماني وأعيد ترميمها في عهد الدولة الأيوبية وهي مخصصة لخروج مياه الأمطار من المسجد المبارك، ولا يسمح لأحد بدخولها إلا عمال النظافة بعد حصولهم على تصريح من شرطة الاحتلال.
وكانت مصادر مقدسية قد ذكرت أن 216 مستوطنًا اقتحموا باحات الأقصى، تقدمهم عضو الكنيست السابق المتطرف، يهودا غليك، حيث قدم شروحات كاذبة عن الهيكل المزعوم، كما قاموا بتدنيس مقبرة باب الرحمة المحاذية للمسجد الأقصى بالرقص والغناء فوق قبور المسلمين.
الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، محمد حمادة، أكد أن اقتحام المستوطنين لمقبرة باب الرحمة هو شكل جديد من أشكال العدوان الغاشم والتعدّي الصارخ على الحرمات في القدس والمسجد الأقصى. واعتبر أن قيام قطعان المستوطنين السائبة بالهجوم وتدنيس مقبرة باب الرحمة والتي فيها قبور ثلاثة من صحابة رسول الله، هو تعدٍ على حرمة المكان وحرمة الأموات. حمادة شدد على أن هذه التدنيس دليل جديد على فاشية المحتل الذي يمضي في حربه الدينية وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين لمواصلة عدوانهم.
وتزامنًا مع اقتحامات المستوطنين، اعتقلت قوات الاحتلال أحد حراس المسجد شاهر الرازم، كما اعتقلت الشاب المقدسي جهاد الرجبي من بلدة سلوان المقدسية.
فصائل المقاومة الفلسطينية حذرت الاحتلال من استمرار تصاعد عدوانه على المسجد الأقصى، وقالت في بيان عقب اجتماعها، “نحيي شبابنا الثائر على امتداد ساحات الاشتباك مع الاحتلال، ونؤكد أن سواعدهم القوية وبنادقهم الطاهرة هم الطريق لتحرير الأرض والمقدسات”. ودعت أبناء القدس والضفة والداخل المحتل للمزيد من الحشد والرباط في ساحات الأقصى للتصدي لعدوان الاحتلال ومخططاته الفاشية. كما دعت الأمة بكل مكوناتها إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس والأقصى. فصائل المقاومة الفلسطينية أدانت التطبيع بكل أشكاله واصفةً إياه بأنه “طعنة غادرة لتضحيات الشعب الفلسطيني”. وشددت على “رفضها وتجريمها لأي زيارة من أي جهة كانت للمسجد الأقصى تحت حراب الاحتلال، لما تمثله من إقرار بشرعية الاحتلال وسيادته على الأقصى وتساهم في تشجيع الاحتلال في عدوانه الهمجي عليه”.
إذًا، وحدها المقاومة بكل محورها من غزة مرورًا بالضفة وصولًا إلى بيروت وصنعاء، كذلك المرابطون المقدسيون وأحرار العالم هم وحدهم من ينتصرون للقدس. يذكر بأن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان هدد بحرب إقليمية كبرى في حال أقدم العدو على أي تصرف أحمق.