قرار مجلس الأمن الدولي حبرٌ على ورق

قرار مجلس الأمن الدولي حبرٌ على ورق

لقد تبنى مجلس الأمن الدولي أخيراً الاثنين 25 آذار، ولأول مرة بعد أكثر من خمسة أشهر من حرب الإبادة الجماعية الصهيونية الدامية، قراراً يطلب فيه وقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع غزة، ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد عطلت عدة محاولات سابقة لإصدار قرار كهذا وذلك عبر لجوئها إلى حق النقض الفيتو، إلا أنها هذه المرة امتنعت عن التصويت مُظهرة مؤشرات تدل على تغيير سياستها تجاه الكيان الإسرائيلي وتجاه حكومة نتنياهو، في الوقت الذي أكد فيه البيت الأبيض أن امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت لا يمثل تحولاً في سياستها.

وينص القرار الذي أيده 14 عضوا مقابل امتناع عضو واحد، على “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية خلال شهر رمضان” الذي بدأ منذ أسبوعين، كما يطالب “بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”، ويؤكد الحاجة الملحة إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة.

والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستخدم حق النقض الفيتو بل امتنعت عن التصويت، ليكون هذا أول قرار لوقف إطلاق النار يعتمده مجلس الأمن الدولي بعد أربع إخفاقات سابقة، والذي كان آخرها يوم الجمعة الماضي، حين استخدمت كل من الصين وروسيا حق الفيتو ضد المقترح الأمريكي.

في الوقت الذي هدد فيه رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل التصويت، بإلغاء زيارة وفد إسرائيلي رفيع المستوى لواشنطن إذ لم تستعمل الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو، إذ قال “إذا لم تستخدم حق النقض في مجلس الأمن اليوم فسألغي زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن”، ولقد نفذ تهديده وألغى هذه الزيارة وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.

إلا أنه ورغم صدور قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى “وقف فوري لإطلاق النار” تَواصل القتال في قطاع غزة، إذ استهدفت غارات جوية عدّة أماكن قريبة من رفح، تلك المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع على الحدود المغلقة مع مصر والتي تضاعف عدد سكّانها خمس مرات منذ اندلعت الحرب، وقد حذر من جهته وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت خلال اجتماع في واشنطن من مخاطر اجتياح رفح، مجدّداً التأكيد على رفض الولايات المتّحدة لمثل هكذا عملية عسكرية واسعة النطاق.

ولا سيما وقد سارعت تل أبيب لإبداء امتعاضها من حليفتها واشنطن لعدم تصويتها ضد القرار كما فعلت مرارا وتكراراً منذ اندلعت الحرب قبل أكثر من خمسة أشهر.

ومع دخول الحرب في غزة يومها الـ172، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي واصل قصفه لمستشفيات في القطاع، “ما تسبب في خروج مستشفى الأمل عن الخدمة، في وقت يواصل عملياته العسكرية بمجمع الشفاء الطبي ومحيطه لليوم التاسع على التوالي”.

في هذا السياق، نقلت الوكالة عن مصادر صحية في القطاع، بوقوع 15 شخصا على الأقل، بينهم 4 أطفال، وعشرات الإصابات في قصف إسرائيلي استهدف منزلا يؤوي نازحين شمال رفح جنوبي قطاع غزة.

وبحسب مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس فقد شنّت إسرائيل ليل الإثنين عشرات الغارات الجوية في غزة ورفح ودير البلح وخان يونس والمغازي وبيت لاهيا، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة في القطاع.

ورفح التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح بسبب الحرب مهددة بعملية برية واسعة النطاق تعدّ لها إسرائيل ويخشى المجتمع الدولي من مخاطرها على المدنيين الفلسطينيين المكدّسين فيها.

كل هذا، وكذلك صدور قرار مجلس الأمن لم يردع الكيان المحتل عن استمراره في حرب الإبادة الجماعية، والعالم صامت والذي وإن نطق لا ينتج عنه أي شيء سوى الخذلان، فما زال شعب غزة يموتون، ومازالت النساء تُغتصب، ولا حياة لمن تنادي.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال