نتنياهو يحفر قبراً من نار للوجود الصهيوني
تشهد غزة حرب إبادة جماعية تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني ضاربة عرض الحائط بكل المعايير الدولية وحقوق الإنسان، في الوقت التي تصمد فيه المقاومة الفلسطينية وتثبت أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، ومع كل ذلك يبقى المستقبل يحمل احتمالات مختلفة لتطورات الوضع في المنطقة، في وقتٍ يتزامن فيه هذا الأمر مع محاولات رئيس وزراء حرب الإبادة الجماعية الصهيوني بنيامين نتنياهو لعرقلة الصفقة مع حركة حماس، في ظل تجاذبات سياسية وأمنية داخلية.
الكيان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية
منذ بداية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يعاني قطاع غزة من حصار شديد واعتداءات متكررة، وهذه الاعتداءات تزايدت حدتها مع تزايد التوترات السياسية والعسكرية، حيث يستخدم الكيان الصهيوني أساليب مختلفة تهدف إلى تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين.
فغزة تتعرض يومياً لهجمات متواصلة تستهدف المنازل والمدارس والمستشفيات، وهذا ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وإن التقارير الدولية تشير إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية وتدمير البنية التحتية، ورغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، يواصل الكيان الصهيوني عملياته العسكرية دون رادع.
ولكن ورغم ذلك فلقدأثبتت المقاومة الفلسطينية أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، فبرغم الفارق الكبير في القوة العسكرية، تمكنت المقاومة من الصمود وشن هجمات مضادة أفقدت جيش الكيان الإسرائيلي توازنه في مرات عديدة، وإن هذا الصمود يثبت أن القوة العسكرية وحدها ليست كافية لكسب الحرب، وأن الإصرار والإرادة يلعبان دورًا كبيرًا في تحقيق النصر.
وفي نفس الوقت وفي ظل هذا الصراع، يواجه الكيان الصهيوني تحديات داخلية متزايدة، حيث تتأرجح حظوظ التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق نار بين الكيان الصهيوني وحماس بين تقدم حاصل وخلافات سياسية داخلية تهدد إنجاحها.
ففي محاولة لإفشال الصفقة، أصدر مكتب رئيس وزراء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلي بيانًا ينفي فيه الأنباء التي أوردتها وكالات أنباء عن مناقشة إمكان الانسحاب من محور فيلادلفيا، معتبرًا إياها أخبارًا زائفة.
كما إن التصريحات المتكررة لنتنياهو حول شروطه الأربعة تزيد من الشكوك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والشارع، حيث يعتقد كثيرون أنه يحاول عرقلة الصفقة، وهذا ما أكدته المصادر الأمنية، حيث إن مطالب نتنياهو الجديدة قد تمنع التوصل إلى صفقة، وهذا من شأنه أن يزيد من تعقيد الوضع.
إلا أننتنياهو يواجه ضغوطًا من داخل المؤسسة الأمنية ومن الشارع الإسرائيلي، حيث يعارض العديد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين مواقفه المتشددة، فوفقًا لتقارير صحفية، فإن الخلافات بين نتنياهو ورئيسي جهازي الشاباك والموساد بشأن الصفقة قد تؤدي إلى تأجيل التوصل إلى اتفاق، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.
وبالتالي فإنالضغوط السياسية الداخلية تتزايد على نتنياهو، حيث تشير تقارير إلى أن بعض أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي يعارضون مطالبه، كما إنه ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، فإن بعض المسؤولين الأمريكيين والعرب يعتبرون أن الكيان الصهيوني أدخل شروطًا جديدة تعرقل المحادثات بشأن الرهائن.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أنالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية تلعب دورًا مهمًا في محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، ولكن الضغوط الداخلية في إسرائيل والمطالب الجديدة التي يفرضها نتنياهو تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق سريع.
وهذهالخلافات المتنامية بين نتنياهو ورئيسي الموساد والشاباك من شأنها أن تؤثر على استعدادات جيش الكيان الإسرائيلي لتنفيذ المرحلة الأولى من مخطط صفقة المحتجزين، وهذا التأثير يتجلى في تزايد القلق بين عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، الذين يخشون من أن تعرقل هذه الخلافات جهود إعادة أبنائهم.
وبالتالي وفي ظل هذه الخلافات والتعقيدات السياسية، يبقى التصعيد العسكري خيارًا محتملاً في حال فشل التوصل إلى اتفاق، وهذا التصعيد سيزيد من معاناة المدنيين في غزة وسيؤدي إلى تدمير المزيد من البنية التحتية.
وأخيراً لا يسعنا القول إلا أنالوضع في غزة يتأرجح بين تصعيد مستمر وجهود دولية لوقف إطلاق النار، وفي ظل هذا المشهد المعقد، تظل المقاومة الفلسطينية رمزًا للصمود والإرادة مدفوعة بروح القضية لإزالة الكيان الصهيوني من الوجود، والذي يواجه تحديات داخلية وخارجية متزايدة، وبالتالي فإن المستقبل يحمل العديد من الاحتمالات التي تشير جميعها إلى أن زوال الكيان الصهيوني بات قريبا جدا.