منذ سقوط نظام الأسد، تبنّى الإعلام الغربي والإعلام الموالي للتحالف السعودي – الإماراتي خطابًا متناغمًا يحرض على استئناف الحرب ضد اليمن. بالتزامن، قالت بلومبرغ أن “مخاطر عمليات صنعاء تفرض على الغرب توجيه ضربة إلى الحوثيين، وشلّ قدرات وكلاء إيران بعد سقوط نظام الأسد في سوريا”. وأضافت أن “الغرب لن يسمح لمجموعة إرهابية صغيرة في اليمن بتعطيل التجارة البحرية العالمية بشكل كامل”. بلومبرغ أردفت أن “تشكيل تحالف دولي للقضاء على التهديد المتبقّي على شواطئ البحر الأحمر، هو المسار الأفضل لإضعاف إيران وإعادة فتح أحد أهم ممرات الشحن في العالم”
في أعقاب لقاءات سرية -عُقدت في القاهرة- للبحث في الخيارات المتاحة في اليمن بعد سقوط نظام بشار الأسد في دمشق، وتصعيد القوى الموالية للتحالف السعودي الإماراتي مطالبتها بالضغط على حركة أنصار الله، شهدت الرياض، خلال الـ48 ساعة الماضية، لقاءات لافتة.
فقد التقى الفريق السعودي فهد السلمان، قائد القوات المشتركة للتحالف السعودي – الإماراتي، مع عثمان مجلي، مسؤول الجبهات الحدودية في المجلس الرئاسي، وهو المسؤول عن التنسيق مع القوات الأميركية التي تم نشرها مؤخرًا على الحدود السعودية اليمنية. القيادة السعودية التقت كذلك بـ وزير الدفاع في حكومة عدن، الفريق محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان العامة في قوات الحكومة الموالية للتحالف، الفريق صغير بن عزيز.
خبراء في صنعاء وصفوا الشروط بالتعجيزية إذ تجاهلت المتغيّرات العسكرية التي حققتها صنعاء خلال السنوات الماضية، وقد سبق لها أن رفضت تحفيزات منها الاعتراف بسلطتها دوليًّا مقابل وقف عملية الإسناد اليمنية لقطاع غزة.
في الغضون، جدّدت حكومة عدن المطالبة بالدعم الأمريكي مقابل حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. وقالت في بيان إن “الوسائل الدبلوماسية لم تعد مجدية في الملف اليمني”. وأضافت “الغارات الأميركية والبريطانية لن توقّف عمليات صنعاء ولن تضعفها ما لم يتم تحريك جبهات الداخل”.
في رسالة نقلها سفير حكومة عدن في واشنطن، محمد الحضرمي، إلى الكونغرس الأميركي، اعتبرت الحكومة أن سياسة المهادنة مع حركة أنصار الله غير مجديّة، معتبرًا أن “تأمين ميناء الحديدة ضرورة لوقف تمويل إيران للحركة”.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد نفذت عمليةً عسكريةً ضدّ هدف عسكري للاحتلال الإسرائيلي، في منطقة يافا المحتلة، عبر صاروخٍ باليستي فرط صوتي، من نوع “فلسطين 2”. من جهته، شدّد قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، على أنّ صنعاء حاضرة لـ “قتال أميركا وإسرائيل”، كما أنّها حاضرة أيضًا لقتال أيّ “طرف يستهدف اليمن خدمةً لهما”. وقال: “درّبنا مئات الآلاف من أبناء شعبنا اليمني المسلم ليكتسبوا المهارة القتالية والقدرة على القتال، وليصبحوا حاضرين، نفسيًّا وثقافيًّا ووجدانيًّا للقتال”.
وزارة الخارجية في حكومة صنعاء كانت قد أدانت بأشدّ العبارات إقدام كيان العدو الصهيوني على إقرار خطة لتوسيع الاستيطان في مرتفعات الجولان السوري المحتل. واعتبرت أنّ “توسيع الكيان الإسرائيلي للاستيطان في الجولان، انتهاك صارخ للقانون الدولي، ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، الذي أكد عدم الاعتراف بضمّ الكيان الصهيوني للجولان السوري”.
وفي حديثٍ لقناة الميادين، أشار عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، أكّد أنّ اليمن لا يأبه بأميركا ولا بحلفائها في المنطقة، “لأننا واجهناهم عشر سنوات” لافتًا إلى أنه “كلما ازداد عدوانهم كلما كانت الخيارات مفتوحة”، مضيفاً أنّ هناك “خطة مُعدّة من قبل وزارة الدفاع للمواجهة”. الحوثي أوضح أنّ وزارة الدفاع اليمنية “ستعمل كلّ ما في وسعها وفي النطاق العملياتي الذي تستطيع الوصول إليه”، لافتاً إلى أنّ “وزارة الدفاع وجشينا الباسل لن يخشوا من أيّ تحرّك”.
تصاعدُ وتيرة التغوّل الإسرائيلي في دول المنطقة ليس عبثًا بل تطبيقًا لخطة إسرائيلية كرّر نتنياهو -مرارًا وتكرارًا- الإشارة إليها في خطاباته الأخيرة، تزامنًا مع وصول الرئيس الأميركي الجديد ترامب إلى سدّة الحكم مجددًا. إذ إنّ ما يقوم به يستهدف بالأصل عقيدة المقاومة وكي وعي شعوب غرب آسيا، التي ترفض التطبيع، فيما العين على نصيب إيران القادم من العدوان.