مسيحيو فلسطين محرومون من الاحتفال بعيد الميلاد

مسيحيو فلسطين محرومون من الاحتفال بعيد الميلاد

بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة، ووسط تضييق الاحتلال الإسرائيلي على إحياء الشعائر الدينية المرتبطة به، غابت مظاهر احتفالات المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد في فلسطين. فقد قرر البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس المحتلة اقتصار الأعياد على إحياء الشعائر، وذلك احترامًا لدماء الشهداء ضحايا الإبادة الإسرائيلية المستمرة.

في الغضون، حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي كنيسة القيامة ومحيطها إلى منطقة عسكرية مغلقة.

وقد دعا المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، الكنائس المسيحية في العالم إلى رفع الصوت عاليًا للمطالبة بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين، مؤكدًا أن رسالته ستظل دائمًا رسالة محبة وسلام، بعيدًا عن الحروب والعنف وامتهان الكرامة الإنسانية.

وأضاف إن رسالة الكنيسة الأرثوذكسية في القدس في عيد الميلاد هي أن يحمي الله فلسطين وسوريا التي تمرّ بأوضاع صعبة: “نحن نحب سوريا ونحب لبنان ونحب الأمة العربية ونتمنى لها الخير. ونتمنى أن يحمي الله الأقطار العربية لأنها عندما تكون بخير تكون فلسطين بخير. وعندما تضعف تلك الدول وتكون في حالة اضطراب تكون فلسطين في حالة ضعف واضطراب. ونتمنى أن تكون بوصلة الأمة دائماً باتجاه فلسطين والقدس … أقف مع الشعب الفلسطيني في محنته. وكل فلسطيني يجب أن يكون مناضلاً بطريقته ومن موقعه”.

ينحدر مسيحيو فلسطين في بيت لحم، القدس، الناصرة، رام الله، حيفا، يافا، بيرزيت، عدة قرى في الجليل الأعلى، بيت ساحور، رام الله وغيرها من المناطق الفلسطينيّة من الأراميين والكنعانيين والسريان والأرمن والبيزنطيين. وأشهر كنائسهم: كنيسة المهد في بيت لحم؛ كنيسة القيامة في القدس؛ كنيسة البشارة في الناصرة.

بسبب سياسات الاحتلال، يتعرضون لمحنة حقيقية كحال سائر المجتمع الفلسطيني، ولهذا السبب غالبًا ما يُطلق على المسيحيين الفلسطينيين تسمية “الحجارة الحية”.

وتشير التقديرات إلى أنهم نحو 2.3 مليون نسمة أغلبيتهم المطلقة تقيم خارج فلسطين حيث لا تتجاوز نسبة المسيحيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية 1%، بعد أن كانوا يشكلون قبل نكبة في 1948 حوالي 11.2%، والسبب الرئيس لهذا الانخفاض هو سياسات الاحتلال القمعية، معظمهم من الروم الكاثوليك أو الكاثوليك.

وثمّة العشرات من الأماكن المقدسة والكنائس والأديرة المسيحية في فلسطين التاريخية، منها 95 كنيسة وديرًا في القدس تتبع لكافة الطوائف.

في 1948، خسر 50 % من مسيحيي القدس منازلهم في القدس الغربية. كما صادرت إسرائيل 30% من الأراضي التي يملكها مسيحيون بعد احتلالها في 1967. كما صادر الإحتلال 11 ألف فدان من الأراضي المشجرة بالزيتون في بيت جالا، لبناء مستوطنة “غيلو” وصادرت آلاف الدونمات من الأراضي العائدة للمسيحيين لشق طريق سريع يربط المستوطنات الواقعة جنوب بيت لحم والقدس.

ولشرذمة الفلسطينية، فرض الاحتلال “التجنيد الإلزامي” على المسيحيين داخل الأراضي المحتلة منذ العام 1948 تطبيقًا لمبدأ “فرق تسد” وفتح أبواب الفتنة الداخلية بين عموم فلسطينيي الداخل. لكن الرد العام عند مسيحيي الداخل رافض للاحتلال فالمسيحيون الفلسطينيون يعتبرون أنفسهم جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني، ويعتبرون الخدمة في “الجيش الإسرائيلي” من المحظورات وعارًا ما بعده عار.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال