في ختام أعماله الرئاسية، منح بايدن، الذي يغادر البيت الأبيض في 20 يناير، ما يعتبر أعلى وسام مدني أميركي إلى مجموعة من «الأشخاص الاستثنائيين» بمن فيهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون؛ وزير الدفاع الأسبق وروبرت ف. كينيدي؛ عضو مجلس الشيوخ الراحل وشقيق الرئيس الراحل جون ف. كينيدي؛ اللمستثمر والملياردير الأميركي جورج سوروس؛ الخ.
بايدن تلقى انتقادًا عنيفًا من مشرعي الحزب الجمهوري. السيناتور ريك سكوت دوّن في إكس: «على ما يبدو، كل ما يتطلبه الأمر للحصول على أعلى وسام مدني من الرئيس بايدن هو التبرع بالملايين له ولعائلته».
في الربع الأول من 2024، تبرع صندوق إصلاح السياسات، وهو منظمة غير ربحية أسسها ويمولها سوروس، بمبلغ 60 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسي الليبرالية Super PAC، التي دعمت مرشحي الحزب الديمقراطي خلال الدورة الانتخابية للعام 2024، بحسب إلى إيداعات لجنة الانتخابات الفيدرالية (FEC).
وقال السيناتور توم كوتون: «إن منح سوروس وسام الحرية أمر شائن ولكنه ليس مفاجئًا. السياسيون الديمقراطيون يدعمون المجرمين أكثر من رجال الشرطة. إنهم يريدون عودة المجرمين العنيفين إلى الشوارع. إذا كنت تريد جريمة أقل: صوت لصالح الجمهوريين».
لن نستعرض تاريخ هيلاري كلينتون الأسود والاجرامي؛ يكفي أن تلقي نظرة على وثائق «ويكليكس» التي تفضح تورطها في تأسيس ودعم الميليشيات الإرهابية. تقول في أحد الوثائق إنّ إسقاط الرئيس السوريّ -آنذاك- بشار الأسد وإشعال حرب سنيّة شيعية فيهما مصلحةٌ أمنيةٌ لـ «إسرائيل». وتدعي بأن ايران تمثّل خطورة على «إسرائيل» بسبب علاقاتها الاستراتيجية بـ حزب الله والجهاد الاسلامي، بحسب قول كلينتون.
«مؤسسة المجتمع المنفتح» (بالإنجليزية: Foundation To Promote Open Society) التابعة لـ سوروس، وهي ثالث أكبر مؤسسة أميركية للتمويل بعد مؤسستَي «وارين بافيت» و«بيل وميليندا غيتس» تنشط في إيران لتأليب الشعب ضد الثورة الإسلاميّة تحت ذرائع معيشية واقتصادية وحقوقية حيث عمل لصالحه «المغفلون المفيدون» خاصةً خلال فتنة 2022.
في السياق السياسي، يعتبر «المغفلون المفيدون» (بالإنجليزية: Useful Idiot) مصطلحًا مهينًا وساخرًا لأي ساذج يستُخدمَ عميلًا مساعدًا لأجندات سياسية معادية، قد يكون بدرايتهم أو بغير دراية.
أما في لبنان، فحدث ولا حرج، يضخ سورس ملايين الدولارات سنويًّا لمصلحة «منظّمات مجتمع مدني» تروّجت لليبرالية المجتمعية والثقافية والسياسة، يصل مقدار تمويلاتها السنوية المعلَنة إلى أضعاف حجم تمويلات المؤسسات الرسمية مثل الجامعة الأمريكية في بيروت، منظمة «كفى» النسوية ومنظمات آخرى تدافع عن الشذوذ الجنسي؛ تشجع على الحدّ من النسل وتحذر من الزواج المبكر (أفكار ليبرالية مضادة للفكر للإسلام)، التوعية فضلًا عن تلك التي شغلها الشاغل تشويه صورة حزب الله.
في 24 سبتمبر 1973، خلال اجتماع مجلس محافظي مؤسسة البنك الدولي، ألقى رئيس البنك الدولي حينها روبرت ماكنامارا (وزير الدفاع الأميركي الأسبق) خطابًا سوّق فيه لفكرة مصادرة دور الدولة وإعطائه للمنظّمات غير الحكومية. هذه النزعة الليبرالية الإمبريالية، آنذاك، كان يسوّق له كلٌّ من ميلتون فريدمان وفريديريك فون هايك، اللذان عارضا النزعة الكينزيّة التي تشدد على الدور تدخّلي للدولة في الدورة الاقتصادية.
بعد فوزه بالانتخابات الأميركية، تبنّى رونالد ريغن هذه التوجه مؤسسًا ما يُسمّى بـ «الصندوق القومي لدعم الديمقراطية» (بالإنجليزية: National Endowment for Democracy) وتموّل آلاف المنظمات غير الحكومية حول العالم في 6 مناطق جغرافية هي: روسيا، وسط وشرق أوروبا، أميركا اللاتينية والكاريبي، أفريقيا، آسيا، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بحسب الموقع الالكتروني، موّل للصندوق القومي لدعم الديمقراطية (NED)، بين عامَي 2016 و2019، منظمات غير حكومية في لبنان بقيمة 4.184 مليون دولار أميركي بهدف التأثير في الحياة السياسية وجعلها بديلة للقوى السياسية التقليدية.
فيما تتقاضى هذه المنظمات والجمعيات مبالغ بالملايين ويمنع على المشرعين مسائلتهم من أين وكيف وتصرف هذه الأموال، تفتش حقيبة دبلوماسي إيراني «خشية» أن يهرب أموالًا تبرع بها الشعب الإيراني العزيز لإعادة إعمار بيوت مظلومي لبنان التي دمرها العدوان! هزلت!