جرائم الاغتيال الصهيوني

جرائم الاغتيال الصهيوني

(( وهم الانتصار ))

لم يكن الاحتلال الصهيوني يوماً ما ليتخلى عن حلمه بإقامة دولته المزعومة (( اسرائيل الكبرى )) من الفرات إلى النيل. ولم يكن ليدّخر أيّ جهد في تدمير كل ما يعوق في سبيل تحقيق ذلك، فآلة الحرب الصهيونية الوحشية وعبر تاريخ وجودها الغاصب على الأرض الفلسطينية أمعنت قتلاً وتدميراً بشكلٍ لم يسبق له مثيل، وكان الهدف من وراء كل ذلك قتل أيّ فكرة أو بذرة لروح المقاومة في وجهها، ودفنها في مهدها.

ومن السياسات التي انتهجها هذا الكيان في إرساء وجوده اللاشرعي والقضاء على المقاومة كانت سياسة جرائم الاغتيالات لقيادي وكوادر المقاومة أينما وُجدوا، والتي ما انفكّ هذا الكيان يقوم بها منذ وجوده اللاشرعي والتي تبلورت عميقاً منذ السبعينات من القرن الماضي، وذلك مع تعاظم دور المقاومة الفلسطينية ورسوخ مبادئها في وجدان الشعب الفلسطيني وفكره.

ففي العام ثلاثة وسبعين وتسعمائة وألف نفذ هذا الكيان سياسته تلك من خلال تصفية بعضٍ من كوادر المقاومة المؤثرة والفاعلة على الساحة الفلسطينية
وذلك باغتيال (( كمال عدوان، وأبو صبحي النجار وغيرهم )) وكذلك طالت
جرائم اغتيالاته الكوادر الفكرية والأدبية من خلال اغتيال الأديب العربي الفلسطيني (( غسان كنفاني )).

وتوالت سلسلة الاغتيالات هذه مع بروز حركة حماس وأخذ دورها الفاعل على خط المواجهة ومقارعة هذا الكيان فجاءت عملية اغتيال (( الشيخ أحمد ياسين: المرشد الروحي لهذه الحركة )) تأكيداً على تجذر هذه السياسة المجرمة في محاولة التأثير على المقاومة وتشتيتها وتفكيكها كما كان يبغي.

إن جرائم الاغتيالات التي كان يقوم بها هذا الكيان المجرم تخطت حدود الساحة الفلسطينية لتجد محطات لها في كل ما يمت للمقاومة بِصلة داخل فلسطين وخارجها.

وما نعنيه هنا المقاومة الوطنية اللبنانية والتي نالت حصتها من هذه الجرائم مع اغتيال (( السيد عباس الموسوي )) قائد هذه المقاومة ومؤسسها أولاً، وتلاها اغتيال عدد من القادة البارزين فيها ولم يكن آخرها اغتيال (( عماد مغنية )) في إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق.

ومع انطلاق عملية طوفان الأقصى والتي خطّت لمعادلة جديدة في الصراع مع هذا الكيان، فقد استمر هذا العدو في اعتماد سياسته الإجرامية تلك في تصفية قيادي المقاومة الفلسطينية وكان آخرها اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس  (( صالح العاروري )) في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي كان الهدف منها وفي هذه المرحلة بالذات ومع اشتداد ضراوة المقاومة في وجهه، شق وحدة الصف الفلسطيني حيث اعتبر هذا العدو أن (( الشيخ صالح العاروري )) المسؤول عن تأجيج المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وتصاعد وتيرة المظاهرات فيها ضده.

وبالتزامن مع عملية الاغتيال هذه وقع التفجير الإرهابي في محافظة كرمان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ذكرى استشهاد الحاج قاسم سليماني والذي راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى وليس بخافٍ على أحد وقوف الكيان الصهيوني وراء ذلك.

وبالتالي فإنه يمكننا القول في سياق ذلك بأن جرائم الاغتيالات الصهيونية لم تستثن أي طرف من أطراف محور المقاومة وذلك نتيجة للحقد الصهيوني على هذا المحور الذي لقّن هذا العدو درساً قاسياً في الآونة الأخيرة.

ومن الجدير بالذكر أن دور هذا الكيان في تنفيذ جرائم الاغتيالات تقاطع وبشكل كبير مع الدور الأمريكي الداعم له في كل المجالات. فقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً قذراً في خضم هذه المنهجية على صعيد المنطقة وخصوصاً عندما قامت بجريمة اغتيال كل من القائدين (( الحاج قاسم سليماني )) وقائد الحشد الشعبي العراقي (( أبو مهدي المهندس )) في العراق وذلك لبضع سنوات خلت. وهذا ما يؤكد اتحاد النهج والهدف الإجرامي // الصهيوأمريكي // في بسط هيمنته على المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى خوق الولايات المتحدة وربيبتها الغاصبة من تعاظم دور هذا المحور في مواجهتها.

وخلاصة القول :

فإن أهداف هذا الكيان من وراء سياسته هذه هو: إرباك المقاومة الفلسطينية وتشتيت قواها وإضعافها وخصوصاً بعد عملية // طوفان الأقصى // هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: إضعاف محور المقاومة على صعيد المنطقة والداعم الحقيقي للمقاومة الفلسطينية ضد هذا الكيان. وأخيراً وليس آخراً: يجب أن ننوه بما للعمالة والعملاء وتجنيدهم من قبل هذا الكيان من دور فاعل قذر في قدرة هذا العدو على القيام بذلك وتحقيق أهدافه، ولولا ذلك ما استطاع هذا الكيان القيام بما قام به.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال