عائلات الأسرى الإسرائيليين للفريق المفاوض: عودوا ببشرى اتفاق يضمن إعادتهم

عائلات الأسرى الإسرائيليين للفريق المفاوض: عودوا ببشرى اتفاق يضمن إعادتهم

كشفت هيئة البث العبرية عن مصادر مطلعة على المفاوضات، قولها إن «إسرائيل» تلقت رسالة إيجابية من قطر، بشأن استعداد «حركة حماس» التقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة. وتتعلق الرسالة، بحسب المصادر، بقائمة أسرى إسرائيليين على قيد الحياة ونقاط خلافية عدة بين الجانبين.

في الغضون، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سمح لـ دافيد برنياع، لرئيس الموساد، بالسفر إلى الدوحة برفقة رئيس الشباك «إثر تقدم حذر في المفاوضات.»

وكانت مفاوضات تبادل الأسرى بين «حركة حماس» وكيان الإحتلال الإسرائيلي، التي تُجرى بوساطة قطرية مصرية أميركية، قد تعثرت لأكثر من مرّة بسبب الشروط الجديدة التي يطرحها نتنياهو أو تراجعه عن تفاهمات سابقة.

«سرايا القدس، الجناح العسكري لـ حركة الجهاد الإسلامي» كانت قد بثت رسالة مصورة إلى أهالي أسرى الحرب الإسرائيليين. وحمّلت الرسالة، التي عُنوِنت «قيادتكم تقتل أبناءكم بتصميم وإصرار»، بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، مسؤولية قتل ذويهم المحتجزين في قطاع غزة، حيث تضمنت كلمة سابقة يدعي فيها الأخير مواصلة العمل بقوة من أجل تحريرهم، واصفًا هذه المهمة بأنها «من أولوياته القصوى والتزاماته العليا.»

وأظهر المقطع مشاهدًا للقصف الإسرائيلي المكثف للقطاع منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023. كما تضمّن أصواتًا لأسرى يبدو أنهم أصيبوا أو قتلوا خلال الغارات الإسرائيلية فيما يحاول آسريهم إنقاذهم.

تزامن بث الفيديو مع كشف «كتائب القسام»، التي تمثل الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن معظم أسرى العدو في غزة باتوا في عداد «المفقودين» بسبب العدوان الصهيوني رغم تحذيرها -مرارًا وتكرارًا- مجددةً تحميل حكومة نتنياهو وجيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير أسراهم.

تشير كلمة «المفقودين» في فيديو «كتائب القسام» إلى غياب التواصل بين القيادة العسكرية والآسرين المسؤولين عن الأمن المباشر للأسرى المحتجزين. كذلك، تستخدم الكلمة لإضفاء المزيد من الغموض وعدم إعطاء نتنياهو أسرارًا تخفف عنه الضغوطات الداخلية، حيث تمتنع المقاومة عن تقديم لائحة بأسماء الأسرى الأحياء لديها.

عرض الفيديو كذلك تزامن مع رفض عائلة الأسير حمزة الزيادنة، الذي أخرج جثمانه من غزة، إلقاء وزير الداخلية الإسرائيلي كلمة خلال جنازته. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن التعرف على جثته وجثة والده، بعد أيام من العثور عليهما داخل نفق في رفح. وقال الجيش الإسرائيلي إنه، بعد استكمال عملية التشخيص في معهد الطب الشرعي، تم إبلاغ عائلة الزيادنة، وهم من عرب النقب.

في منشور له على منصة «إكس»، كتب إسحاق هرتسوغ، الرئيس الإسرائيلي: «يجب علينا أن نستمر ونفعل كل شيء من أجل العودة العاجلة لأخواتنا وإخوتنا الـ99 الأحياء إلى عائلاتهم، والأموات إلى الدفن في إسرائيل.»

العائلة قالت في تصريح لـ «صحيفة هآرتس الإسرائيلية» أنّه «كانت هناك فرصة لإعادة المخطوفين حيين، لكنهما قتلا نتيجة قرارات غير سليمة.»

في هذا السياق، تواصل عائلات الأسرى والمعارضة الإسرائيلية تنظيم احتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بعرقلة التوصل لصفقة إلى اتفاق للحفاظ على منصبه، إذ يهدد وزراء وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش بمغادرة الحكومة وإسقاطها إذا قبلت إنهاء الحرب في غزة.

ويعتبر ممثلو العائلات إن الطريقة الوحيدة لإعادة المحتجزين لا تتم إلا عبر الإتفاق مع «حماس»، مطالبين قادة العالم بالتدخل من أجل إبرام صفقة التبادل وإعادة جميع المحتجزين.

وفي أبريل الماضي، حذر أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم «كتائب القسام» من التلكؤ بالقول «سيناريو رون آراد ربما يكون الأوفر حظا للتكرار مع أسرى العدو في غزة،» مؤكدًا أن «ما يسمى الضغط العسكري لن يدفعنا إلا للثبات على مواقفنا والحفاظ على حقوق شعبنا وعدم التفريط فيها.»

في أكتوبر 1986، سقطت طائرة الطيّار الإسرائيلي رون آراد في جنوبي لبنان، وحتى اليوم لا يزال مصيره مجهولًا.

«كتائب القسام» نفذت، في 7 أكتوبر 2023، هجومًا ضخمًا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، حيث قتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين، وأسرت ما لا يقل عن 240؛ أطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة نوفمبر 2023، في حين قُتل العشرات منهم خلال العدوان الإسرائيلي المستمر.

وقد اعتمدت المقاومة الفلسطينية إستراتيجية توزيع الأسرى على أماكن عدة في مختلف مناطق قطاع غزة لتصعيب الأمور على جيش الاحتلال، خاصةً مع الفشل في تحقيق أهداف الحرب عبر الضغط العسكري المكثف، فلا يمكن للمقاومة أن تنازل أو أن تخسر أكثر مما خسرته.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال