تحليل للوضع الراهن
في تصريح ناري ومثير، أعلن الناطق باسم المقاومة اليمنية أن الرد على عدوان الاحتلال قادم لا محالة وسيكون كبيراً وعظيماً، ولقد جاء هذا التصريح بعد الاعتداء على ميناء الحديدة، مما يضع المنطقة بأكملها على حافة الهاوية.
وتعد هذه التصريحات بمثابة تحذير واضح ومباشر للكيان الصهيوني، ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً كبيراً وتطورات ساخنة تجعل من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور، ولكن كيف يقرأ خبراء السياسة والعسكرية هذه التطورات؟
إنّ التوتر في المنطقة ليس جديداً، بل هو نتيجة لصراعات طويلة الأمد ومستمرة بين القوى المختلفة، ومع تصاعد التوترات في الأشهر الأخيرة، أصبحت الأحداث تتسارع بشكل أكبر، حيث كان من أبرز الأحداث الأخيرة هو الهجوم بالطائرة المسيرة على تل أبيب، الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك قدرة المقاومة اليمنية على تنفيذ ضربات دقيقة وفعالة تصل إلى عمق الكيان الإسرائيلي.
وإن هذاالهجوم الذي استهدف تل أبيب على بعد 2000 كيلومتر، والذي استغرق 10 ساعات من الطيران وحمل 50 كيلوغراماً من المتفجرات، يعد ضربة غير مسبوقة، كما كشف عن نقاط ضعف كبيرة في دفاعات الكيان الإسرائيلي، حيث لم تطلق أي صفارات إنذار، مما يعني أن الهجوم كان مفاجئاً تماماً وأحدث صدمة في الأوساط الإسرائيلية، وبالتالي فهذه الضربة لم تكن مجرد هجوم عادي، بل كانت رسالة قوية بأن المقاومة اليمنية تملك الأسلحة القادرة على الردع والتأثير.
ويجدر بنا الإشارة إلى أنهوفقاً للخبراء العسكريين، فإن هذه الضربة تعد نقطة سوداء في تاريخ جيش الكيان الإسرائيلي، حيث إن ما حدث يعد خلل كبير في جيش الكيان الإسرائيلي، فالحرب الدائرة أظهرت ضعفاً كبيراً داخل الجيش، ما يدفع للتساؤل حول فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وأين كانت الطائرات والصواريخ والرادارات؟ يؤكد الخبراء أن هذا الخلل لا يمكن أن يكون عرضياً، بل هو دليل على أن جيش الكيان الإسرائيلي يواجه مشاكل حقيقية في قدراته الدفاعية والهجومية، وهذه الضربة أثبتت من جديد تهافت نظرية الجيش الذي لا يُقهر، وأظهرت أن هناك ثغرات كبيرة يمكن للمقاومة استغلالها.
الرد اليمني المتوقع
القدرات العسكرية للمقاومة اليمنية
إن المقاومة اليمنية أثبتت في عدة مناسبات قدرتها على تنفيذ ضربات موجعة ومؤثرة، وهذه القدرة ليست فقط في الطائرات المسيرة، بل تشمل أيضاً صواريخ باليستية وصواريخ كروز وأسلحة تقليدية أخرى، وهذه الترسانة تمكن المقاومة من الرد بقوة على أي عدوان إسرائيلي، مما يجعل التهديد اليمني واقعياً وجديًا.
السيناريوهات المحتملة
يمكن أن يكون الرد اليمني المتوقع على عدة جبهات، سواء بضربات مباشرة على أهداف حيوية داخل إسرائيل، أو استهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة، وبالتالي فالسيناريوهات المحتملة تشمل ضربات بالطائرات المسيرة، وصواريخ باليستية، وحتى هجمات بحرية، وعليه فكل هذه الخيارات تجعل من الرد اليمني تهديداً حقيقياً يجب على الكيان الصهيوني أن يأخذه بجدية.
كما أن هذا التصعيد العسكري سيكون له تبعات سياسية كبيرة، فالرد اليمني سيزيد من حدة التوتر في المنطقة، وقد يؤدي إلى تصعيد أكبر يجر أطرافاً أخرى إلى الصراع، وهذا الأمر قد يجعل المنطقة على شفا حرب شاملة، خاصة إذا لم تتمكن الأطراف الدولية من التدخل لتهدئة الوضع.
ويجدر بنا القول أخيراً بأن التطورات الأخيرة في المنطقة تجعل من الضروري قراءة الوضع بعناية وتحليل الأحداث بعمق، إذ إن تصريحات الناطق باسم المقاومة اليمنية بأن الرد على عدوان الاحتلال قادم لا محالة وسيكون كبيراً وعظيماً، ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي تهديد حقيقي يستند إلى قدرات عسكرية متقدمة، ولقد أثبت الهجوم على تل أبيب أن المقاومة اليمنية تملك القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة ومؤثرة.
وبالتالي فالمنطقة على حافة الهاوية، والتصعيد العسكري قد يؤدي إلى تبعات كارثية إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية لتهدئة الوضع، والخبراء العسكريون والسياسيون يتفقون على أن الوضع الحالي يتطلب تدخلاً عاجلاً لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تكون نتائجها مدمرة للجميع.
إن المنطقة اليوم تعيش على وقع توترات متزايدة وصراعات متعددة الأطراف، كما إن التصريحات الصادرة من قبل المقاومة اليمنية، والضربات المؤثرة التي نفذتها، تشير بوضوح إلى أن الرد سيكون قاسياً ومزلزلاً، مما يجعل الكيان المحتل يلفظ أنفاسه الأخيرة وسيتجرع الألم الذي مارسه بكل وحشية في غزة، وسيدفع ثمن أفعاله غاليا.