القضية الفلسطينية مازالت على طاولة القمة العربية!!

القضية الفلسطينية مازالت على طاولة القمة العربية!!

بعد مضي أكثر من سبعة أشهر من العدوان الوحشي الصهيوني وحتى الآن على قطاع غزة، والشعب العربي الفلسطيني يتعرض لمذبحة جماعية لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً كمّاً ونوعاً، فزمن العدوان طال كثيرا مع ما يحدثه من قتل وتدمير وفتك، ومردُّ كل ذلك العقلية الصهيونية المجرمة القائمة على العنصرية، الأمر الذي تجسَّد منهجاً في حرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري لأبناء القطاع خارج حدوده.

طال زمن العدوان الصهيوني وما زالت المطالبات الدولية حتى الآن كلاماً في الهواء أو حبراً على ورق، ومردُّ ذلك افتقارها لآلية الضغط وكذلك الإرادة الجادة في كبح هذا العدوان ووقف المجازر التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والشيوخ، فحتى هذا الوقت لم يُتخذ أي موقف حاسم ضاغط على هذا الكيان ورئيس حكومته نتنياهو بوقف جرائمه اللاإنسانية المخالفة للشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، أو يؤثر على القرار الأمريكي الداعم له، وذلك من أجل إيقاف مساعداته له.

إن انعقاد القمة العربية مؤخراً في البحرين في دورة غير عادية وذلك بسبب ما يحصل في قطاع غزة، قد جاء بيانها الختامي منددا بالأفعال الوحشية الصهيونية، داعياً إلى الوقف الفوري لهذا العدوان، وعلى الرغم من أن هذا البيان قد صدر بناء على توافق عربي جامع تجاه القضية الفلسطينية وتجاه ما يحصل في قطاع غزة، إلا أنه لم يرقَ إلى مستوى التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في مقاومته لهذا العدوان وكذلك جاء مفتقراً إلى الآلية التي يمكن من خلالها التأثير في اتجاه وقف هذه المجازر والضغط على مصادر القرار الدولية، ولا سيما الغربية منها الداعمة لهذا الكيان.

ومع ذلك  فقد تكون هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها حدة اللهجة العربية ضد الكيان الصهيوني وعدوانه، الأمر الذي يشكل بحد ذاته مؤشراً إيجابياً يوجه الجهود العربية كافة بما تمتلكه من إمكانيات لتسخير نفوذها الاقتصادي والسياسي في الساحة الدولية ولا سيما الولايات المتحدة من أجل وقف هذا العدوان فوراً.

وهذا الأمر ليس بالمستحيل، فالمقاومة الفلسطينية ومنذ ما يزيد عن سبعة أشهر ورغم إمكانياتها المتواضعة مقارنة مع هذا الكيان وجبروته وما يقدم له من مساعدات مالية وعسكرية ودعم سياسي غربي مطلق، قد صمدت في وجه هذا العدوان حتى الآن، بل وتكبد هذا الكيان الخسائر الكبيرة، فما هو القول بالنسبة لمنظومة الدول العربية والتي تمتلك إمكانيات اقتصادية وسياسية وعسكرية كبيرة؟ ألا تستطيع أن تكون فاعلة ومؤثرة على المستوى الدولي في هذا الاتجاه؟ نعم وبكل تأكيد هي قادرة على فعل ذلك إذا ما هي امتلكت الإرادة الحقيقية ووظفتها في طرق استخدام نفوذها وخاصة إذا ما تلاقت إرادتها مع القوى الفاعلة على الأرض من جبهات المساندة للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها محور المقاومة الداعم الحقيقي للمقاومة العربية الفلسطينية.

إن صمت العالم تجاه ما يحدث في غزة لا يجيز بأي شكل من الأشكال الصمت العربي نظراً للعوامل الجغرافية والتاريخية وعلى رأسها الأمن القومي العربي والذي تشكل فيه القضية الفلسطينية قطب الرحى.

والسؤال الذي يطرح نفسه بعد كل هذه المدة من العدوان، هل ما يحصل في غزة هو عفو الخاطر أم أنه كأي صراع عسكري يحصل هنا وهناك؟

الحقيقة أن ما يحصل في غزة ما هو إلا منهجية عنصرية يعمل عليها الكيان الغاصب منذ تأسيسه بدعم غربي لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، فاستمرار العدوان الصهيوني بهذه الوحشية المفرطة وقيامه بحرب الإبادة الجماعية والتهجير ما هو في حقيقته سوى التطبيق الواقعي الفعلي لتلك المنهجية العنصرية.

ودليل ذلك قيامه بإفشال المفاوضات التي جرت مؤخراً في مصر بينه وبين حركة حماس وذلك بعد موافقة حماس على المقترحات المطروحة بما امتلكته من حنكة سياسية فائقة، الأمر الذي أغراه بالمزيد من القتل والتدمير بغية الضغط على المقاومة لتقديم التنازلات، فما زاد ذلك المقاومة إلا عزيمة وإصراراً على مقاومة العدوان وصموداً أسطورياً في الميدان وزيادة في التلاحم بين الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجليلة وما يزال مع هذه المقاومة الباسلة، الأمر الذي يكشف عن استحالة القضاء عليها مهما فعل نتنياهو وداعميه.

إن استمرار نتنياهو بالمضي قدماً في إجرامه إنما هو لكسب المزيد من الوقت وهو بحد ذاته عنصر ابتزاز للولايات المتحدة، كون الاحتدام الانتخابي الأمريكي مفتوح على مصراعيه، فهو يستثمر كامل الوقت ريثما تصل إدارة جديدة إلى البيت الأبيض تضمن له مستقبله السياسي كما يظن، لأن التسوية في قطاع غزة تعني الإطاحة به وبمستقبله السياسي في الداخل الصهيوني وهو لا يريد ذلك. فحتى ذلك الوقت الذي تصل فيه إدارة جديدة إلى البيت الأبيض ومهما تكن لأن الأمر سيان فالهدف الأمريكي والصهيوني واحد، كم من أرواح المدنيين من أبناء قطاع غزة ستزهق، وبعنق من ستكون؟

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال