باب المندب يُحاكي باب خيبر

باب المندب يُحاكي باب خيبر

ردوا الحجر من حيث جاء فإن الشر لا يدفع إلا بالشر

انتفضت غزة ونهضت من سباتها لتزيح عنها ما تراكم من وهن وتدفع عنها ما ازدحم من محن… انتفضت وهي تعلم أنها لن تكون بمفردها في مواجهة ما سيتمخض عنه قادم الأيام ولكن لا حياة لمن تنادي… استمرت غزة بمشروعها التحرري وتابعت حربها رغم كل ما تعرضت له من الوحشية والقهر فالغاية سامية ولا شيء أسمى من الحرية… تواجه… تقاوم… تتلقى الضربات بصدور عارية وعزائم جبارة وكل ذلك وهي وحيدة في ميدان تلك الحرب الضاربة الوحشية الغير متكافئة.

ربما لم تكن غزة تدخل هذه الحرب لو لم تكن تعوّل على جيرانها وإخوتها العرب ولكن للأسف عوّلت على ما لا يعوّل عليهم.

انتظرت كما انتظرنا وكما انتظر جميع الشعوب العربية على الأغلب أن تجيش الجيوش وتزحف الجحافل  نحوها لنصرتها وكنا نتوقع ذلك بأي لحظة وفي كل يوم ومع كل تصريح وعند كل إعلان عن خطاب سيلقيه زعيم ولكن هيهات…

إلى أن جاء ما انتظرناه طويلاً من أقصى الجنوب، من المكان الذي لم يكن بالحسبان من اليمن السعيد على ضعف إمكانياته ورغم ما يعانيه من فقر وفاقة ورغم أن الحرب فيه لم تضع أوزارها بعد، ولكن معنى العروبة الذي تجلى فيه لم يجعله يتوانى عن نصرة عربي مثله وقيم الشرف والمروءة التي تشرّبها وورثها عن أجداده دفعت به إلى ما كان منه من مروءة ونخوة.

نهضت غزة واستنصرت أشقائها فهبّ اليمن وحده وكأنها جسد يُضرب ويلطم ويدفع عنه اللطم والضرب بيده اليمين وباقي الجسد أوهنه الضعف والاستسلام… وقف اليمن وقفة عز سيذكرها له التاريخ وغدا صياد الذئاب فمنذ أن أعلن موقفه العروبي واتخذ طريق المقاومة بدأ يقوم بما أثلج به صدور كل من يقول أنا عربي ويفتخر بعروبته، بدأ يصيد الذئاب أحياءً.

وجه نظره نحو البحر الأحمر وسيطر واستطاع على مضيق باب المندب لنسمع كل يوم عن سفن تم أسرها وسفن أخرى ضربت في عرض البحر إما للعدو الصهيوني أو ترسل المساعدات له ومع ذلك لم يتوقف.

سيطر اليمن على باب المندب كما سيطر أسلافهم على باب خيبر فما أشبه اليوم بالأمس.

صهاينة اليوم هم أحفاد يهود خيبر وعرب اليمن الحوثيون هم أحفاد مَن انتزع باب حصنهم الذي ظنوا أنه مانعهم وحارسهم فأذلهم كما ذلوا اليوم.

نهضت اليمن في مواجهتها الولايات المتحدة الأمريكية التي عملت على تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات للمساعدة في حماية حركة العبور التجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن.

نجحت أمريكا في تجييش أكثر من عشرين دولة حتى الآن للمشاركة في هذا التحالف ضد اليمن وأسموه ( حارس الازدهار ). وبعض الدول لم تؤكد مشاركتها ودول أخرى أكدت أن مشاركتها في حماية عمليات الشحن في البحر الأحمر ستأتي ضمن اتفاقيات بحرية فقط، وأدى الافتقار إلى وضوح معالم ما ستفعله تلك الدول إلى أن شركات الشحن التجارية غيرت مسار سفنها بعيداً عن تلك المنطقة بسبب الهجمات التي يشنها الحوثيين رداً على الحرب الاسرائيلية على غزة.

وقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن الدول التي انضمت لهذا التحالف ضد الحوثيين هم بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وايطاليا وهولندا والنرويج واسبانيا وسيشمل كذلك اليونان واستراليا لكنه أضاف أن ثماني بلدان على الأقل رفضت الإعلان عن مشاركتها بهذا التحالف.

ورغم كل هذا التجييش وكل هذه التحالفات ضد اليمن فلم نر منهم تراجعاً أو تخاذلاً ولم تهن عزائمهم ولم ولن يفتر دأبهم وسعيهم في إظهار عروبتهم لنرى منهم كل يوم أروع ما يمكن أن يُرى من المروءة والبسالة والعروبة المحضة. وهذا ما أكدته جماعة أنصار الله اليمنية بالقول: أن اليمن ينتظر تشكيل أقذر تحالف عرفه التاريخ لخوض أشرف معركة عرفها التاريخ.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال