بينما نفذ جيش الاحتلال الصهيوني تحركاته الأولى في مدينة رفح جنوب قطاع غزة أعلن حزب الله عن استخدام أسلحة جديدة في الهجمات على الحدود الشمالية ويعطي إشارات عن تصعيد وشيك.
إن التحرك الصهيوني باتجاه رفح سواء أكان تحركا حقيقياً أو رمزياً فقد أسس إلى خلق شرخ كبير وأدى إلى تعميق التوترات بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وبين الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي الأوسع نطاقا من جهة أخرى، ولا سيما بعد أن أصبحت وحشية هذا الكيان واضحة جلية للعلن، الأمر الذي جعل الكيان الصهيوني يعمل على تحقيق توازن من الصعب عليه كما يبدو أن يحققه.
فكما أن الكثير من عناصر جيش الاحتلال أصبحوا مقيدين في رفح لمدة قد تطول إلى عدة شهور كذلك فإن الكيان الصهيوني يتعرض لضغوط متزايدة من السكان الذين نزحوا من شمال البلاد نتيجة الرعب الحاصل لهم من حزب الله لكي يعودوا إلى منازلهم.
كل هذه العوامل من شأنها أن تزيد من خطر سوء التقدير والسير باتجاه الحرب الشاملة… إن اجتياح معبر رفح كان له آثاراً حصد إيجابياتها محور المقاومة أكثر مما كان له فائدة للكيان الصهيوني، وذلك لعد أسباب أهمها: أن ردود الفعل الدولية على العملية شديدة اللهجة نظراً للعواقب الإنسانية التي يمكن أن يخلفها، الأمر الذي انتقل باسرائيل إلى منطقة أكثر عزلة، وعرضة للخطر حتى أن الإدارة الأمريكية انتقدت بشكل علني هذه العملية، وعمدت إلى شحن بعض أنواع الذخائر إلى اسرائيل، الأمر الذي يعتبر بمثابة تحول كبير في العلاقات الأمريكية الاسرائيلية.
كما أن التحرك الاسرائيلي نحو رفح أثر على عمق العلاقة الجذرية بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، وهذا ما أكده السيد نصر الله في خطابه عقب التحرك الاسرائيلي نحو رفح في 13 أيار مشيراً إلى أن العالم كله يتحدث اليوم عن حق الفلسطينيين في أن تكون له دولة وذلك بسبب الجهود الجماعية الحثيثة لحركة حماس وحزب الله ومحور المقاومة بشكل عام.
وبعيداً عن العلاقات الأمريكية الاسرائيلية التي اهتزت فهناك الرأي العام العالمي وخروج الشعوب عن صمتها بعيداً عن قياداتها ووضع اسرائيل في الزاوية، وكذلك فإنه على الرغم من أن اسرائيل يمكن أن تواصل حربها في غزة لأشهر مقبلة على مستوى منخفض إلا أن عملية رفح يمكن أن تشير إلى انتهاء العمليات القتالية في غزة وذلك لصب الاهتمام على الجبهة اللبنانية بهدف إعادة سكان شمال بلاده إلى منازلهم، مما يشير بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تصعيد يلوح بالأفق بين حزب الله والكيان الصهيوني.
ولكن هل يكون الكيان الصهيوني قادر على خوض غمار الحرب مع حزب الله في هذه الفترة ولا سيما بعد انكسارها المدوي في حربها داخل غزة على مدار ثمانية أشهر وخاصة بعدما أثبته حزب الله من بداية عملية طوفان الأقصى بأنه قوة اقليمية لا يمكن التعامل معها إلا بحذر شديد كونه سيد العمليات الحربية المعقدة الذي فاجأ العدو الاسرائيلي بها مراراً وتكراراً، وهي عمليات ليست من النوع السهل وتدل على أن حزب الله قادر على التعاطي بتقنيات لم يخرجها بعد كما أن حزب الله رغم عدم امتلاكه أية قاعدة عسكرية أو مراكز ظاهرة في جنوب لبنان إلا أنه استطاع على مدار ثمانية أشهر الصمود على طول خط 105 كيلو متر في مواجهته الكيان الصهيوني الذس يملك ترسانة سلاح كبرى في المنطقة.
وكذلك خلق منطقة عازلة شمال الكيان الصهيوني من خلال تهجير 90 ألف مستوطن صهيوني من الجليل الأعلى لأول مرة في تاريخ اسرائيل.
فهل من مصلحة الكيان الصهيوني الدخول في مواجهة مع حزب الله؟!!