في استهدافه المتقدم مؤخرًا لمواقع ومقرات قيادت العدو العسكرية -القريبة والبعيدة- على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتسارع وتيرة الأهداف النوعية، يؤكد حزب الله بأن لا خطوط حمر أمام ردّه المشروع على الاعتداءات الصهيونية -بدعم أمريكي فاقع- والمتكررة على المدنيين في الجنوب والبقاع اللبناني، وأنَّ أي محاولات يائسة من قبل الاحتلال الصهيوني لتخطي قواعد الاشتباك القائمة سيقابل بردٍّ حاسم مدروس.
العدو الصهيوني يتوهم أنَّ باعتداءاته الهوجاء يستطيع أن يضغط ويكسر إرادة وصمود شعب المقاومة. لذا وجهت المقاومة الإسلامية ضربات -نوعية وموجعة- لمواقع جيش العدو إذ استهدفت صواريخها مقر “قيادة الفرقة 146” في إطار ردها على الاعتداءات على المناطق الجنوبية، وفي سياق الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني وإسنادًا لمقاومته الباسلة. اللافت بأن المقاومة استهدفت هذه القاعدة أثناء جولة لرئيس أركان الجيش الصهيوني هيرسي ليفي، وهذا بحد ذاته انجاز متقدم و ذو أبعاد مهمة.
في هذه الغضون، صرّح وزير الحرب الصهيوني الأسبق أفيغدور ليبرمان معترفًا بأن حكومة الحرب الصهيونية قد خسرت جبهة الشمال. كما أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن الإدارة الأمريكية لا تريد أي تصعيد للصراع في جنوب لبنان وأنها تريد حلًّا دبلوماسيًّا على حدِّ زعمه.
فيما سقطت الأقنعة عن الأنظمة الغربية وقيمها “الإنسانية” المدعاة، وبالتوازي صم الانظمة -العربية والإسلامية- لأذانها بشكل ٍ مشين وتنصلها من مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، إلّا أنَّ المقاومة ماضية بدفاعها المشروع والبطولي عن غزة.
منذ السابع من فبراير، تتصاعد معادلة الردع في الميدان بما يتناسب مع الاعتداءات من جهة ومع المصلحة الوطنية اللبناتية من جهة ثانية. سلسلة العمليات التي نفذتها المقاومة الإسلامية -في الآونة الأخيرة- أظهرت مدى قدرتها اللافتة والمتقدمة على إيلام العدو والوصول إلى أهداف استراتيجية، توهم العدو الصهيوني أنها بمنأى عن دائرة الاستهداف بدءاً من إسقاط المُسَيّرة “هيرمز 450” وصولًا إلى قصف مقر قيادة فرقة الجولان، وليس انتهاءً بقصف قاعدة ميرون أكثر من مرة. يضاف إلى هذه الانجازات سلسلة من العمليات المتواصلة على طول الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة علماً بأنَّ ما استخدم -حتى اللحظة- ليس سوى جزء يسير من إمكانيات المقاومة على مستوى القدرات العسكرية والبشرية دفاعاً عن كرامة الأمة وعن جوعى غزة.
العدو الصهيوني يحاول من خلال الاعتداءات على مناطق مدنية في العمق اللبناني رفع معنويات الداخل الإسرائيلي وإيهام قطعان المستوطنين أنه لا يزال يملك اليد العليا، وبنفس الوقت التأثير على معنويات اللبنانيين والضغط عليهم. عسكرياً، الإنجاز يقاس بقيمة الهدف وتأثيره وليس بالمسافة، وبالمحصلة فالعدو يعرب عن فشله وهزيمته. أما المقاومة، فقد استهدفت أهم المواقع الإستراتيجية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومستعدة للتضحية والفداء دفاعاً عن أطفال غزة الذين خذلتهم مراراً الأنظمة الرسمية العربية والانظمة الغربية الامبريالية المنافقة والمتوحشة.
بدورها، تواصل المقاومة الفلسطينية الباسلة -في قطاع غزة- تصديها البطولي لجحافل العدو -المدعوم بأحدث العتاد العسكري الغربي ونظم الاستخبارات- متكبدًا خسائر عظمى على محاور القتال العديدة لا سيما في “حي الزيتون” وخانيونس وسط جنوب القطاع المحاصر.