حزب الله يواصل تجاهل تهديدات العدو الإسرائيلي

حزب الله يواصل تجاهل تهديدات العدو الإسرائيلي

منذ السابع من فبراير، توالت الرسائل الدبلوماسية الغربية -بالوكالة عن العدو- إلى حزب الله لثنيه عن إسناد جبهة غزة، بيد أن مسؤولي المقاومة أعربوا -مراراً وتكراراً- جهوزية المقاومة للتصدي لأي محاولة من قبل العدو لكسر قواعد الاشتباك، وأن المقاومة لم تظهر إلّا بعض قدراتها. فكما تدعم قوى العالم العدو الصهيوني؛ رغم هذا الدعم فشل هؤلاء في تحقيق إنجاز يذكر سوى القتل والدمار.

في هذا  السياق، كشفت مصادر لـ “جريدة الأخبار اللبنانيّة” أن الموفد الأميركي عاموس هوكشتين عاد إلى بلاده واستدعى مساعده الذي أبقاه في بيروت لمتابعة الاتصالات، بعدما بدا أن مفاوضات التهدئة في غزة وصلت إلى طريق مسدود.

هوكشتين حاول خائباً أن يكون ضبط  جبهة الجنوب اللبناني ضمن أي هدنة للعدوان على غزة – قد تعلن خلال شهر رمضان- فيما موقف العدو متأرجِح بين “الحل السياسي” وتصعيد العدوان. فالجانب الأميركي يخشى جدّاً اضطراب جبهة الجنوب في اليوم التالي لـ الهدنة، ومعها المنطقة برمّتها.

خلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، أبلغ وزير الحرب الصهيوني، يؤاف غالانت، هوكشتين “التزام” نظامه بالجهود الدبلوماسية لتجنّب التصعيد على الحدود مع لبنان.

هوكشتين سعى للحصول على التزام يتمحور حول أمور أبرزها: تثبيت وقف إطلاق النار، إيجاد صيغة لمزارع شبعا وكفرشوبا، تنفيذ القرار 1701،  وصياغة حل مستدام يمنع الاصطدام الكبير ويضمن عودة “النازحين” (ملاحظة: الصهاينة محتلين وليسوا نازحين) على طرفَي الحدود.

مصادر دبلوماسية غربية كشفت بأنّها تبلّغت من العدو أنه حدّد مهلة حتى الـ 15 آذار الجاري موعدًا للتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان، وإلّا فإنه ذاهب باتجاه تصعيد العدوان.

المصادر كشفت بأن هوكشتين لن يعود إلا بعد إقرار الهدنة “لأنه لم يحصل على جواب عمّا إذا كانت المقاومة ستوقف عملياتها في حال أعلنت إسرائيل هدنة من طرف واحد، أو في حال صدر قرار عن مجلس الأمن في هذا الشأن”. وأضافت بأن “مبادرة هوكشتين فرطت عمليّاً مع الأنباء عن انهيار مفاوضات القاهرة” حيث أن شرط المبادرة هو عودة الصهاينة إلى شمال فلسطين المحتلة، فيما بقية البنود مثل نشر الجيش وغيره تعتبر “زوم ما لا يلزم”.

مخاطباً هوكشتين، هزأ نائب الأمين العام لـ حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بالقول: “أتهدّدوننا بإسرائيل؟ أصبحت إسرائيل بالنسبة إلينا أوهن من بيت العنكبوت، وننظر إليها بأنها إلى زوال”. الشيخ قاسم دعا الإحتلال لوقف التهديد، مضيفاً “إن هجمت إسرائيل، فسنكسر لها أرجلها هي ومن معها. وإن اعتدت، ردَّينا. وإذا قاتلت، قاتلناها” لافتاً إلى أن حزب الله لا يهدِّد إنما يستعد لأيّ يوم يختاره العدو لـ توسّع معركته وبأنه سيكون له بالمرصاد”. الشيخ نعيم قاسم أعاد التأكيد: “قرَّرنا مساندة غزَّة -علنًا- وقلنا -مراراً وتكراراً- إنَّ هذه المساندة هي جزء لا يتجزأ من مساندة لبنان وشعبه”.

إذا، اندرجت “مهلة الـ 15 آذار” في سياق الحرب النفسية الفاشلة، التي تشنها واشنطن والحكومات الغربية على المقاومة وبيئتها منذ بدء “عملية طوفان الأقصى” عبر الإيحاء أنه -تفاديّاً للحرب- ليس أمام حزب الله إلّا التنازل لشروط العدو. بالتالي، فإن تحديد هذا التوقيت لا يصب في مصلحة العدو بل سيسهم أكثر في تهشيم صورة “الردع الإسرائيلية”.

في الغضون، وُصِف استقبال الرئيس ميشال عون، في منزله في الرابية، وفداً من “كتلة الوفاء للمقاومة” بـ “اللقاء الإيجابي جدّاً”. الوفد، الذي ضمّ رئيس الكتلة النائب، الحاج محمد رعد، والنائبين السيد حسن فضل الله وعلي عمار، وجد الرئيس عون متابعاً لأدقّ تفاصيل المعركة معرباً عن اطمئنانه إلى الشرح الذي قدّمه النائب رعد بشأن مجريات الوضع في الجنوب وطريقة إدارة حزب الله للمعركة. كما أكد الرئيس السابق موقفه من القضية الفلسطينية منتقداً الصمت العالمي حيال المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي.

النائب رعد صرٍح بأن التواصل مع الرئيس عون لم ينقطع، ولن ينقطع أبداً لما يبعثه من “طمأنينة لدى اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومناطقهم، نظراً إلى التاريخ التعايشي والشراكة الحقيقية التي نعيشها في ما بيننا في مقاربة المسائل والقضايا الوطنية” مضيفًا “أدّينا ما يمكن أن يعزز الوحدة الوطنية في مواجهة تحدي العدو الصهيوني الذي يجترح اليوم إبادة جماعية في غزة. من المريب أن أصواتاً دولية صمتت بالكامل، لم ترق إلى تحمّل المسؤولية الإنسانية في مقاربة مثل هذا التوحش الذي يمارسه العدو في غزة”.

النائب رعد أردف قائلاً: “في وضعنا اللبناني، نحن بحاجة أن نبدي نوايانا الحسنة. نصرّ على التخاطب المسؤول بين كل الفئات والمعنيين بشأن هذا البلد، وصولًا إلى حل المشاكل الرئيسية التي يعاني منها”.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال