سوريا قلب العروبة النابض: لا تغيب أبداً، بل دائماً حاضرة في شرايين النضال

سوريا قلب العروبة النابض: لا تغيب أبداً، بل دائماً حاضرة في شرايين النضال

لم تكن سوريا إلا حاضرة وموجودة دائماً في مقدمة المدافعين وحاملي لواء القضية الفلسطينية، إلا أننا نرى اليوم الكثير ممن يحاولون تغييب دورها النضالي ضد ما يجري من عدوان إجرامي وإبادة جماعية على غزة، عامدين بمحاولاتهم البائسة لجعل سوريا خارج معادلة القضية الفلسطينية، وكأنها نَحَت منحى غالبية الدول العربية إما في التطبيع أو الوقوف على الحياد، وهذا ما لا يمكن تصوره أو قبوله، فحتى العدو الصهيوني يرى ثبات سوريا قيادة وشعبا في موقفهم العروبي مع فلسطين، فنرى اليوم الكثير من الغارات الصهيونية التي تشن في بعض المناطق السورية.

حتى أننا إذا ما قرأنا ما قالته القناة 12 الصهيونية تعقيباً على العدوان الصهيوني على كفرسوسة نرى حقيقة تقييم العدو الصهيوني لموقف سوريا حيث قالت:

” الخطر الموجود في سوريا، وفي دمشق تحديداً على دولتنا، أكبر من الخطر الموجود في جنوب لبنان… في دمشق يتم التخطيط لعمليات نقل الأسلحة، وهناك الكثير من القيادات الإيرانية والفلسطينية، وفي الأشهر الأخيرة عادت حماس إلى دمشق “.

فدولة كسوريا بتاريخها النضالي المدافع عن العروبة أجمع وعن القضية الفلسطينية، وإنْ كان لا تُكثر من التصريحات الصاخبة، إلا أنّ صمتها أبلغ من ضجيج الكثير من عُربان الأمة، حيث نرى جعجعة ولا نرى طحيناً، فسورية تعمل مع الحلفاء بكل صمت وهدوء، ولا سيما والكل يعلم بأن الحرب القائمة حالياً لن يرحم فيها الكيان الصهيوني الغاصب المحيط العربي في حال هُزمت المقاومة، وستقوى بالتالي شوكته وسيطال الأمر الباقين وسيُفعل به ما فُعل في غزة.

لطالما دافعت سوريا عن حركات المقاومة في الوطن العربي ولا سيما المقاومة الفلسطينية، فلا نستطيع أن ننسى كيف وقفت وقفة عزّ ممثلةً بالرئيس بشار الأسد عام 2003 في اجتماعه مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق كولن باول، إذ رفض المطال الأمريكية آنذاك، في الوقت الذي لم يكن أحد في المنطقة ليتجرأ على أن يُصدر أي صوت أو يقف في وجه واشنطن.

وها هي سوريا لا تزال تدفع ثمن موقفها الداعم لحركات المقاومة منذ أواخر سبعينات القرن الماضي من خلال الحصار والعقوبات التي مارستها دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وصولاً إلى ما يُسمى الربيع العربي حيث حاولوا زعزعة الاستقرار داخلها من خلال إدخالهم المرتزقة والإرهابيين من كل حدب وصوب، إلا أنهم لم ينجحوا فثبات سوريا لم يكن يوماً إلا بثبات شعبه الأبي والحر والكريم، مروراً بقانون محاسبة سوريا عام 2004، وصولاً لقانون قيصر الذي يهدف لكسر إرادة السوريين، وعليه لا بد لنا من نسأل سؤالاً بديهياً لكل من يدعي بُعد سورية وغيابها عما يجري وهو:

لِما كل هذا العدوان الأمريكي والصهيوني ضد سوريا في حال كانت سوريا بعيدة وغائبة عن فلسطين وحركات المقاومة، أو في حال دخلت تحت مظلتهم؟!!

إلا أننا لا بد لنا من الوقوف عند ما تُكابده سوريا وتعانيه، فهي ليست في كامل قوتها ولا عافيتها، ولا سيما  أن المخاطر لا زالت تحيط بها، وجيشها المغوار لا يزال موزعا في ساحات القتال ضد ما زرعته الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وحلفاءهم في شمال غرب سورية، فحتى الآن يمكننا القول بأنه يوجد أكثر من خمسة عشر إرهابي متعددي الجنسيات، فضلاً عن الإرهابيين السوريين الموزعين في أكثر من بقعة تحت راية تركيا، وهؤلاء بما يمتلكون من دعم استخباراتي أمريكي لا زالوا يهددون المجتمع المدني في سوريا في الساحل والوسط، والذين لم يروا حليّة الجهاد كما يسمون إلا في سورية، رافضين إصدار فتاويهم ضد مجازر الإبادة الجماعية في غزة.

وأخيراً وليس آخراً لا بد لنا من أن نؤكد على موقف سورية الثابت والنضالي والمشروع بكل ما تمتلكه من قوة وبكل ما تستطيع وبمختلف الوسائل جنباً إلى جنب مع جميع الحلفاء حاملي لواء الإنسانية قبل كل شيء، ضد الكيان الصهيوني المحتل وأنظمة الطغيان والإبادة والتجويع وضد الواقفين خلفهم، رغم ما فيها من جراحٍ عميقة من القريب قبل البعيد.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال