إنّ الإبادة مستمرة والمجازر تتجدد يومياً وباستمرار بشكل ممنهج ومازال العالم يتعمد الصمت فالقاتل هو الطفل المدلل للولايات المتحدة الأمريكية الراعية الحقيقية للإرهاب في العالم، حيث يتواصل القصف الصهيوني، في وقت يواصل المجتمع الدولي تعبئته ومحاولاته الخجولة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين المهدّدين بمجاعة في القطاع المحاصر.
وفي هذا السياق، قال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن عشرين فلسطينياً قتلوا في غارات جوية صهيونية على رفح ووسط القطاع في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم، كما قال المسؤولون إن أربعة عشر شخصاً قتلوا، كما أصيب العشرات في ضربات أصابت عدة منازل بمدينة رفح في جنوب غزة بالقرب من الحدود المصرية، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني، وقد أضافوا أنّ ستة آخرين قتلوا في ضربة جوية على منزل بمخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة.
ففي دير البلح، وهي بلدة تقع في وسط القطاع على بعد حوالي 14 كيلومترا جنوبي مدينة غزة، اختلطت أصوات الانفجارات مع الرعد، وزادت الأمطار من بؤس الأسر النازحة في المخيمات، وهذا ما قاله شعبان عبد الرؤوف، وهو أب لخمسة أطفال في دير البلح، عبر أحد تطبيقات الدردشة، “لم نعد قادرين على التمييز بين أصوات الرعد والقصف… كنا ننتظر المطر وندعو الله إذا تأخرـ أما اليوم ندعو أن لا تمطر، فالنازحون لديهم ما يكفي من البؤس”.
وتزامنا مع ذلك، تتفاقم الأزمة الإنسانية بالقطاع حيث تتوالى التحذيرات من خطر المجاعة، وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن جميع سكان غزة يعانون من “مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحادّ” مشددا على الضرورة الملحة لزيادة إيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في الفيليبين حيث يجري زيارة رسمية إن “بحسب أكثر المعايير الموثوقة، يعاني 100% من سكان غزة من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو”.
وتأتي تصريحات بلينكن عشية زيارة له إلى الشرق الأوسط، تشمل هذه المرة السعودية ومصر، لمناقشة جهود التوصل لوقف لإطلاق النار وزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وعلى صعيد آخر، طالت غارات للكيان المحتل فجر هذا اليوم مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني في ريف دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في استهداف هو الثاني من نوعه في غضون 48 ساعة.
وأورد المرصد أن الضربات “استهدفت مستودعات سلاح تابعة لحزب الله في منطقة يبرود في ريف دمشق، ما أدى إلى تدميرها واندلاع النيران” فيها، من دون توفر معلومات عن وقوع ضحايا.
ونقل الإعلام الرسمي السوري عن مصدر عسكري “شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً عدداً من النقاط العسكرية في ريف دمشق”.
وقال إن “وسائط دفاعنا الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”، واقتصرت الخسائر على الماديات.
وعودةً بالأحداث فقد اندلعت الحرب المتواصلة بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من تشرين الأول على الكيان الصهيوني، وقد أدى الى مقتل نحو 1160 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى مصادر صهيونية رسمية.
وردا على الهجوم، تعهد الكيان المحتل “بالقضاء” على حماس، ويشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة أتبعتها بهجوم بري، واستشهد في القطاع نتيجة العمليات العسكرية 31819 شخصا غالبيتهم الكبرى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس.
ولا بد لنا من القول أخيرا أنه يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على وقف إطلاق النار والسعي لخلق هدنة إنسانية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ولا سيما وأن الوضع يزداد سوءاً ونحن في شهر رمضان المبارك.