لقد توالت ردود الأفعال الدولية بعد ما قامت به الجمهورية الإسلامية في إيران من هجومها الذي استهدف قلب الكيان الصهيوني وذلك رداً على ما قام به الكيان المحتل من استهداف للمبنى القنصلي التابع لإيران في دمشق، وقد كانت ردود الأفعال الدولية شاجبة ومحذرة من اتساع دائرة المواجهة في الشرق الأوسط والذي قد يؤدي بدوره إلى حرب واسعة لا يُحمد عُقباها. وكل ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية دراستها لفرض عقوبات جديدة على طهران، كما أعلن بدوره الاتحاد الأوروبي أنه سيسعى لتوسيع دائرة عقوباته أيضاً، فبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والتي تعد الراعي الأول والداعم الأكبر والأب الروحي للكيان المحتل فهي تعتزم فرض عقوبات جديدة مرتبطة ببرامج الصواريخ والطائرات المسيرة، وفق ما صرح به مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان حيث قال: إن العقوبات ستشمل كيانات تدعم الحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية، متوقعا أن تحذو الدول الحليفة للولايات المتحدة حذوها، مشددا على أن بلاده ستواصل تعزيز دفاعها في الشرق الأوسط لتقويض قدرات طهران.
كما أوضح سوليفان أن: هذه العقوبات الجديدة بالإضافة إلى تدابير أخرى ستواصل ممارسة الضغط على إيران لاحتواء وإضعاف قدراتها العسكرية، مؤكدا أن القوات الأمريكية في المنطقة ستعزّز جاهزيتها للتصدي لأي قصف إيراني جديد بالطائرات المسيّرة والصواريخ، وشدد على أن: الضغوط ستستمر على إيران.
ولا بد لنا الآن من الاعتراف بأن الشرق الأوسط بات على شفير الهاوية بعد الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة الذي شنته الجمهورية الإسلامية في إيران على الكيان المحتل، ولذلك يسعى الجميع حاليا سواء في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي لتوسيع نطاق العقوبات على طهران كي يتجنبوا تصعيد الصراع من جهة، ولمراضاة الكيان المحتل من جهة أخرى، كذلك ليُخرجوا ضعف القوة الصهيونية بماء الوجه كما يُقال، وهذا ما قاله المسؤول الأوروبي إذ صرح: إن الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ستبدأ العمل على مقترح قدمته بعض الدول الأعضاء في الاتحاد لتوسيع نطاق العقوبات على إيران ردا على هجومها على إسرائيل، بهدف تقييد إمدادات الطائرات المسيرة الإيرانية إلى روسيا ليشمل أيضا الإمداد بالصواريخ وربما يغطي أيضا الشحنات المرسلة إلى حلفاء طهران في الشرق الأوسط، مثل حزب الله اللبناني أو الحوثيين في اليمن.
والغريب المتوقع في ما يجري أنه في الوقت الذي ندد فيه وزراء 27 دولة من الاتحاد الأوروبي في الهجوم الإيراني مع تأكيدهم على أمن الكيان المحتل، إلا أننا لم نراهم قد نددوا بما قام به الكيان الغاصب في هجومه على القنصلية الإيرانية في دمشق واغتياله قادة إيرانيين، وهذا ما يدعو للسخرية ويؤكد لنا أنه لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظلم، وهذا ما قامت به الجمهورية الإسلامية في إيران بتنفيذ وعدها الصادق ورفعها سيف الحق لتعلن نفسها قوة إقليمية لا يُستهان بها، ولتُظهر زيف ووهم القوة الصهيونية.
طبعاً وكل هذا في الوقت الذي أكدت فيه حكومة الحرب الصهيونية أنه لا خيار أمامها سوى الرد على الهجوم الإيراني الغير مسبوق والذي استهدف أراضيها رغم معارضة أمريكا التي أعلنت أنها لن تكون شريكاً في الرد على إيران، وهذا ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأمريكي لويد أوستن، أن الرد على الهجوم الإيراني أمر لا يمكن التراجع فيه رغم تحذيرات الرئيس الأمريكي جو بايدن من أتساع رقعة الحرب في المنطقة. ونحن نرى أن الرد الصهيوني لن يعبر إلا كما يُقال: تمخض الجبل فولد فأراً، فلقد تلقت صفعة غير مسبوقة، سيتلوها صفعات أكبر في حال أقدمت على أي عمل من شأنه أن يوسع رقع الحرب، وهذا ما تعهد به إيران بأن ردها سيكون أقوى، وبالتالي من الممكن أن يختار الكيان المحتل أن يقلل من احتمالات اتساع رقعة الحرب في المنطقة فيرد مثلاً بهجوم سيبراني ضد طهران أو يضرب وكلائها في الشرق الأوسط لإضعافها كحزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، ولكن المؤكد أن إيران لن تقف دون رد رغم ذلك، وأن الكيان المحتل سيحسب ألف حساب قبل إقدامه على أي خطوة ولا سيما بعد إعلان أمريكا أنها لن تشارك في أي رد، ولا سيما وأن الوعد الصادق قد غير قواعد المواجهة إذ كان هجوماً غير مسبوق بشكل مباشر من إيران إلى قلب الكيان المحتل، وهذا ما كان ليتوقع أي أحد، ولا بد لنا أخيراً من أن نقول شكراً إيران لرفعك راية الحرية والإسلام والمسلمين… شكراً إيران.