وزير الدفاع الإسرائيلي يدعو لتوسيع أهداف الحرب
منذ السابع من أكتوبر 2023، يشهد قطاع غزة مواجهات عنيفة بين جيش الكيان الإسرائيلي وحركة حماس. تركز هذه الاشتباكات على تدمير البنية التحتية لحماس وإطلاق الصواريخ على الكيان الإسرائيلي. الوضع في القطاع معقد للغاية، حيث تسبب القصف الإسرائيلي المستمر في تدمير واسع النطاق وارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين. وفي هذا السياق، يبذل جيش الكيان الإسرائيلي جهودًا كبيرة لاستعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس وتفكيك البنية العسكرية للحركة.
الجبهة الشمالية: تصعيد متزايد
لكن في ظل هذا التصعيد في غزة، يبدو أن جبهة أخرى بدأت تأخذ حيزًا كبيرًا من اهتمام القيادة الإسرائيلية. منذ عدة أسابيع، شهدت المناطق الشمالية من إسرائيل قصفًا متكررًا من قبل المقاومة الإسلامية في لبنان. هذا التصعيد دفع العديد من سكان المناطق الشمالية إلى النزوح عن ديارهم بحثًا عن الأمان. في هذا السياق، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في 29 أغسطس 2024 إلى ضرورة توسيع أهداف الحرب لتشمل الجبهة الشمالية، مما يشير إلى تحول تدريجي في استراتيجية إسرائيل العسكرية.
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي
أثناء زيارته للفرقة 36 المتمركزة في شمال إسرائيل، أكد غالانت على أهمية التركيز على الجبهة الشمالية. وقال: “مهمتنا على الجبهة الشمالية واضحة، وهي ضمان العودة الآمنة لسكان المناطق الشمالية إلى ديارهم”. وأكد غالانت أن هذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال توسيع نطاق العمليات العسكرية ضد حزب الله. في هذا السياق، شدد على أن مركز الثقل الإسرائيلي بدأ يتحرك تدريجيًا بعيدًا عن قطاع غزة، ليشمل الجبهة الشمالية.
التحدي المزدوج
وفي الوقت الذي تزداد فيه التوترات مع حزب الله، أكد غالانت أن هذا التحول في التركيز لا يعني تقليص الالتزام الإسرائيلي بتفكيك حركة حماس وإعادة الرهائن في غزة. وأشار إلى أن إسرائيل تواجه تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على العمليات العسكرية في غزة مع الاستعداد للتصعيد الكبير المحتمل على الجبهة الشمالية.
استراتيجية إسرائيل في التعامل مع التهديدات
بخصوص استعادة النازحين إلى الشمال، أشار غالانت إلى أن إسرائيل تسعى لتحقيق ذلك من خلال اتفاق إذا كان هذا ممكنًا. لكنه حذر من أن إسرائيل ستتصرف بطريقة مختلفة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. هذا التصريح يعكس عزم إسرائيل على استخدام كل الوسائل المتاحة لضمان أمن سكانها. في المقابل، فإن أي تصعيد على الجبهة الشمالية قد يؤدي إلى مواجهة شاملة مع حزب الله، وهو ما قد يغير من قواعد اللعبة ويفرض تحديات إضافية لن يستطيع جيش الكيان الإسرائيلي الصمود في وجهها.
تأثيرات النزاع على المدنيين
هذا الصراع له تأثيرات إنسانية كبيرة. فالقصف المتبادل أدى إلى نزوح العديد من المدنيين، سواء في جبهة الكيان الإسرائيلي أو في لبنان. هذا النزوح يزيد من التوترات ويعمق الأزمة الإنسانية في المنطقة. على الجانب الآخر، يستمر الوضع في غزة في التدهور، حيث يعاني السكان من نقص في الخدمات الأساسية وزيادة في عدد الضحايا. هذه التطورات تضع الكيان الصهيوني أمام صعوبات لن يستطيع الصمود أمامها وكأنه يحفر قبره بيديه.
احتمالات التصعيد مع حزب الله
مع استمرار التصعيد على الجبهة الشمالية، يبقى السؤال حول مدى استعداد إسرائيل لمواجهة شاملة مع حزب الله. حزب الله يمتلك ترسانة صاروخية كبيرة ويمكنه استهداف مواقع حيوية في إسرائيل. في المقابل، الجيش الإسرائيلي يمتلك القدرات العسكرية اللازمة للتصدي لأي هجوم. لكن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى تدخلات دولية وزيادة الضغوط على الجانبين للتهدئة.
خاتمة
الوضع الراهن في إسرائيل يتسم بتعقيد كبير، حيث تتداخل الجبهات وتتسع دائرة النزاع. من غزة إلى الحدود الشمالية مع لبنان، وتواجه إسرائيل تحديات كبيرة لم يسبق لها أن واجهتها.
إنّ تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تعكس هذا التوجه الجديد نحو توسيع أهداف الحرب لتشمل الجبهة الشمالية. في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وهو ما يفرض على جميع الأطراف التعامل بحذر لتجنب تفاقم الأزمة.