إبادة جماعية في غزة واغتيالات قادة في محور المقاومة
يعيش العالم هذه الأيام على وقع توترات غير مسبوقة في الشرق الأوسط، حيث اتخذ الكيان الصهيوني المؤقت خطوة خطيرة بإقدامه على اغتيال قادة من محور المقاومة، وهو ما ينذر بردود فعل قاسية قد تهدد وجوده، إذ لا يمكن التغاضي عن تداعيات هذه الاغتيالات، حيث إنه من المؤكد أن تشهد الساحة السياسية والعسكرية هجمات غير مسبوقة تستهدف العمق الصهيوني من عدة جبهات.
الوضع الراهن: تعدد الجبهات وكثافة العمليات العسكرية
مع انتظار العالم لردود الفعل الحتمية من محور المقاومة، تزداد حدة التوترات بشكل ملحوظ، حيث من المتوقع أن يكون هناك هجوم كاسح من اليمن رداً على ضربة الحديدة، وهجوم آخر من حزب الله يستهدف العمق الصهيوني لأول مرة منذ السابع من أكتوبر، ردًا على استهداف بيروت واستشهاد القائد فؤاد شكر/ السيد محسن /، كذلك، من المتوقع أن تنفذ الجمهورية الإسلامية في إيران هجوماً رداً على اغتيال الشهيد إسماعيل هنيّة، بالإضافة إلى هجوم من العراق رداً على ضربة مقرات الحشد الشعبي في جرف النصر.
وهذه التطورات تدفع الكيان الصهيوني المؤقت إلى حالة من الجنون والتخبط، مما جعله يستخدم أوراقه الأكثر قوة وهي ورقة الاغتيالات، وفتح جميع الجبهات، ولكنه يجد نفسه غارقاً في وحل الجنوب في غزة، حيث يتكبد الخسائر المادية والبشرية يوميًا، ويواجه مأزق الشمال مع حزب الله الذي لا ضربة فيه تُخطئ ولا وعد فيه يُخلَف، بالإضافة إلى هجمات اليمن التي تتزايد وتتوسع يومًا بعد يوم.
الرد الإيراني المتوقع: بين المباشرة والتكتيك
في ظل هذه الأوضاع، يستعد حرس الثورة الإسلامية إلى جانب حزب الله والقوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق لضربةٍ موجعةٍ تاريخية هي الأقوى، والسؤال هنا هو حول ما طبيعة الرد الإيراني، وهل سيكون مباشراً أم سينطلق من أراضٍ أقرب إلى فلسطين المحتلة؟
لم يتبنَ العدو الصهيوني ضربة طهران، إلا أن الجميع يعلم أنه الفاعل، حيث أراد بذلك تجنّب رد إيراني مباشر، ولكن استشهاد المستشار العسكري الإيراني “ميلاد بيدي” في ضربة بيروت غيّر مجريات الأمور، مما دفع العدو الإسرائيلي ذلك الكيان الصهيوني المؤقت إلى تنفيذ ضربة طهران بشكل واضح.
ومع استشهاد “ميلاد بيدي”، قد يستخدم حرس الثورة الإسلامية هذا كسبب لضربة مباشرة، بالإضافة إلى التذكير بضربة دمشق التي لا زال حرس الثورة عند وعده بالرد عليها لتثبيت قواعد الاشتباك الجديدة التي حققتها عملية الوعد الصادق.
مرحلة استثنائية: اغتيال القادة وتصعيد الصراع
وها نحن نعيش حالياً مرحلة استثنائية، حيث استشهد أكبر القادة الفلسطينيين تأثيرًا وحضورًا وإخلاصًا “إسماعيل هنيّة” على أرض طهران… هذا الاغتيال، الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، والذي يعد نقطة تحول في الصراع، وبالتالي وفي ظل هذه الظروف، نستبعد حدوث ضربة شبيهة بالوعد الصادق، بل نتوقع ضربة أشد فتكًا.
والسؤال الذي يطرح نفسه: من أين سينطلق الهجوم؟ وبأي مستوى سيكون؟ هل سيكون هجومًا كاسحًا ومباشرًا قد يؤدي إلى حرب شاملة، وهو ما يسعى له الكيان الصهيوني المؤقت بعد مرحلة اليأس التي وصل إليها؟
الوعود والتحقيق: الكلمة والقدرة
القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية الإمام الخامنئي أدام الله ظله المبارك، أكد بأن العدو الإسرائيلي سيتلقى ضربة موجعة رداً على استشهاد ضيف إيران الكبير “إسماعيل هنيّة”، وهذا الوعد يعكس القدرة والجدية في الرد.
إذا كانت الاغتيالات والتصعيد العسكري سيؤديان إلى توحيد محور المقاومة لتنفيذ ضربة موحدة مشتركة، فإن إيران ستكون المشارك الأكبر فيها، حيث تستهدف هذه الضربة عمق العدو الصهيوني المؤقت، ونحن على يقين بأنهم سيقولون: “الضربة الإيرانية في عملية الوعد الصادق كانت نزهة مقارنةً بما سيحلّ بكيانهم الفاني”، وهذا يعكس الثقة العالية في القدرة والجدية لدى حرس الثورة الإسلامية في تنفيذ وعودهم.
النهاية المتوقعة: زوال الكيان الصهيوني
إن استمرارية التصعيد من قبل الكيان الصهيوني المؤقت وردود الفعل المتوقعة من محور المقاومة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى زوال الكيان الصهيوني، وهذا السيناريو ليس بعيداً عن الواقع، خصوصاً إذا ما تم تنفيذ هجمات مركزة وموجعة تستهدف العمق الصهيوني وتضعف قدرته على الرد والدفاع.
في الختام، إن الأيام القادمة وربما الساعات القليلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الكيان الصهيوني المؤقت الخالي من وجوده، حيث إن لعبة النار التي بدأها بإقدامه على اغتيال قادة محور المقاومة قد تنتهي بإزالته من الوجود، وسيشهد العالم ضربات موجعة تجعل من عملية الوعد الصادق تبدو كأنها نزهة مقارنة بما سيحلّ به.