مستشفيات غزة تصارع للبقاء وسط نقص الوقود والمستلزمات الطبية

مستشفيات غزة

النقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية يهدد حياة الآلاف

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، أصبحت المستشفيات في القطاع تعيش حالة من الفوضى والاضطراب نتيجة نقص الوقود والإمدادات الطبية. وزارة الصحة في غزة حذرت من قرب انهيار النظام الصحي بالكامل، مشيرة إلى أن النقص الحاد في الوقود للمولدات يهدد بوقف الخدمات الطبية بشكل كامل.

منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، أكد أن المستشفيات في مدينة غزة وشمال القطاع لم يعد لديها من الوقود ما يكفي لتشغيل المولدات لأكثر من 48 ساعة. هذا النقص الكبير في الوقود يعوق بشكل كبير محاولات إسعاف الجرحى وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.

الحصار الإسرائيلي يزيد من تفاقم الأزمة

الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات، زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية. حيث أوضح البرش أن أكثر من 60% من الأدوية الأساسية غير متاحة حاليًا في القطاع. قوات الاحتلال تستمر في عرقلة دخول الإمدادات الطبية والوقود إلى شمال غزة، مما يفاقم الوضع الصحي بشكل خطير.

العدوان الإسرائيلي لم يكتف بالقصف المستمر، بل يحاول أيضًا تجويع المدنيين ومنعهم من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. البرش أدان هذه السياسات التي تعرقل وصول اللقاحات الضرورية للأطفال، مما يعرض حياتهم للخطر خاصة في ظل انتشار الأمراض الفيروسية.

عودة شلل الأطفال يثير المخاوف

من أبرز التحديات الصحية التي تواجه قطاع غزة حاليًا هو عودة ظهور شلل الأطفال بعد غياب دام 25 عامًا. أعلنت وزارة الصحة أنها تلقت 1.26 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال لتطعيم أكثر من 600 ألف طفل دون سن العاشرة. ومع ذلك، فإن استمرار العدوان والقصف الجوي يعيقان حملة التطعيم… حيث أن توقف الحرب لمدة سبعة أيام على الأقل يعد شرطًا أساسيًا لنجاح حملة التحصين.

العودة المفاجئة لشلل الأطفال في غزة تعكس انهيار النظام الصحي… حيث أن مراكز اللجوء والخيام المكتظة بالسكان تساهم في انتشار الأمراض. الكثافة السكانية العالية، خاصة في منطقة المواصي التي صنفتها قوات الاحتلال كمنطقة إنسانية، تزيد من خطر تفشي الأمراض الفيروسية بين الأطفال.

الهجمات العسكرية تعيق توصيل المساعدات الإنسانية

تستمر الهجمات العسكرية الإسرائيلية في تعقيد الوضع الإنساني… حيث حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن “أوامر الإخلاء” المتكررة والهجمات المستمرة تعيق توصيل المساعدات الإنسانية بشكل كبير. الأوضاع المأساوية تتزايد مع ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 40,400 فلسطيني منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر.

إخلاء المرضى من “مستشفى شهداء الأقصى” في دير البلح يمثل ضربة قوية لنظام الرعاية الصحية المجهد بالفعل في القطاع. المنطقة المحيطة بالمستشفى تم إعلانها منطقة عسكرية، مما أثار الذعر بين المرضى ودفعهم إلى الفرار. هذا المستشفى كان يخدم العديد من المرضى… بما في ذلك سبعة مرضى في العناية المركزة، مما يزيد من الأعباء على المستشفيات الأخرى التي تعاني من نقص الموارد.

نظام الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 16 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل جزئيًا. هذه الإحصائيات تظهر حجم الكارثة الصحية التي تعاني منها غزة في ظل استمرار الحصار والعدوان. وزارة الصحة كشفت أن العدوان الإسرائيلي أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 115 رضيعًا ولدوا خلال هذه الحرب الإبادة الجماعية… مما يعكس حجم المأساة الإنسانية.

القطاع الصحي في غزة يواجه تحديات غير مسبوقة… حيث أن النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية يضع المستشفيات أمام خيارين أحلاهما مر: إما التوقف عن تقديم الخدمات الطبية أو العمل بموارد شحيحة جدًا قد تؤدي إلى نتائج كارثية.

الخاتمة

في ظل هذه الظروف القاسية، يصارع القطاع الصحي في غزة للبقاء. استمرار الحصار والعدوان يزيد من معاناة المدنيين ويعطل محاولات تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى والجرحى. المطلوب الآن هو تدخل فوري من المجتمع الدولي لوقف العدوان… والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة الآلاف من المدنيين الأبرياء في غزة. بدون هذا التدخل، فإن الكارثة الإنسانية ستزداد سوءًا، وقد تنهار المستشفيات بالكامل.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال