النهاية محتومة
منذ عقود والكيان الصهيوني يحاول ترسيخ وجوده في المنطقة من خلال القوة والغطرسة. ولكن في كل مرة يخطط فيها لضمان بقائه، يحفر بيده قبره. التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا هي خير دليل على أن الاحتلال يخطو خطواته الأخيرة نحو الهاوية. وعلى الجانب الآخر، تقف حركة حماس بحزم، مطالبة بإلزام إسرائيل بالاتفاقيات المبرمة. وفي ظل صمت وتخاذل بعض الدول العربية، يبدو أن الكيان المحتل بدأ يسير في طريق نهايته.
محور فيلادلفيا: البقاء أم الانسحاب؟
أعلن نتنياهو مؤخرًا أن إسرائيل لن تتخلى عن محور فيلادلفيا، وهو الشريط الحدودي بين جنوب قطاع غزة ومصر. هذا المحور يعتبر شريان حياة لحركة حماس، حيث يتم من خلاله تمرير الأسلحة والإمدادات. رفض نتنياهو القاطع للانسحاب من هذا المحور يبين بشكل واضح مدى خوفه من تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، عندما شنت حماس هجومًا مفاجئًا على الأراضي المحتلة.
تعنت إسرائيل والخوف من المستقبل
تصريحات نتنياهو تعكس قلقه العميق من المستقبل. فهو يعلم أن السيطرة على غزة بشكل كامل أمر صعب، وأن انسحاب إسرائيل من المحور سيعني فتح الباب أمام حماس لاستعادة قوتها. نتنياهو قال بوضوح إنه لا يرى أي إمكانية لتسليم القطاع لأي طرف آخر قادر على منع تكرار هجمات حماس. لكن هذا الموقف المتعنت لا يعبر إلا عن ضعف داخلي، حيث يعكس الخوف المتزايد من أن الوقت بدأ ينفد.
حماس: الصمود أمام الغطرسة
من ناحية أخرى، تواصل حركة حماس مطالبتها بالضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات المبرمة. الحركة ترى أن نتنياهو يستخدم مسألة محور فيلادلفيا كذريعة لإفشال أي اتفاق يهدف لوقف إطلاق النار. هذا الموقف يظهر بوضوح أن إسرائيل لا ترغب في السلام الحقيقي، بل تسعى لاستمرار حالة الحرب من أجل تحقيق أهدافها التوسعية.
حماس، على الرغم من كل التحديات، لم تتراجع عن مطالبها، مؤكدة أن الحل يكمن في التزام إسرائيل بما تم التوافق عليه، وليس في تقديم مقترحات جديدة تزيد من تعقيد الأمور. هذا الثبات من حماس يقابله تخاذل من بعض الدول العربية التي فضلت الصمت، مما يزيد من تعقيد الوضع.
المآلات: النصر للصامدين والخسارة للظالمين
في ظل هذه التطورات، يمكن القول إن الكيان الصهيوني يحفر قبره بيديه. تعنته ورفضه للسلام لن يؤدي إلا إلى تزايد المقاومة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. قد يعتقد نتنياهو أن القوة العسكرية ستضمن له البقاء، لكن التاريخ أثبت مرارًا أن الغطرسة لن تدوم.
الاحتلال الإسرائيلي يواجه اليوم تحديات لم يواجهها من قبل. فالمقاومة الفلسطينية أصبحت أكثر تنظيمًا وقوة، والدعم الشعبي العربي والإسلامي يتزايد يومًا بعد يوم. ورغم الصمت العربي الرسمي في بعض الدول، إلا أن الشعوب لا تزال تقف مع القضية الفلسطينية بكل قوة.
الصمت العربي: خذلان أم انتظار؟
يظل السؤال مطروحًا حول دور الدول العربية في هذه القضية. الصمت الرسمي لبعض الدول يعكس خذلانًا واضحًا للشعب الفلسطيني. هذا الصمت لا يخدم إلا الاحتلال، ويعطيه المزيد من الوقت لتحقيق أهدافه. ولكن إلى متى سيستمر هذا الصمت؟ وهل سيستيقظ العالم العربي قبل فوات الأوان؟
الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية لا يمكن تجاهله. وعلى الرغم من تخاذل بعض الأنظمة، إلا أن الشعوب لا تزال تقف بقوة ضد الاحتلال. المقاومة الفلسطينية لم تفقد الأمل، وتظل مصممة على تحقيق النصر، مهما كان الثمن.
الخلاصة: الكيان المحتل نحو الهاوية
إن بقاء الكيان الصهيوني في محور فيلادلفيا واستخدامه كذريعة لإفشال أي مفاوضات هو دليل واضح على أنه يحفر قبره بيديه. كل خطوة يتخذها الاحتلال نحو الغطرسة والقمع تؤدي إلى تعجيل نهايته.
وفي النهاية، لن تستطيع إسرائيل البقاء طويلًا في مواجهة شعب مصمم على استعادة أرضه. ورغم كل التحديات، يبقى الأمل في قلوب الفلسطينيين، والنصر سيكون حليفهم في النهاية.