اليمن وحزب الله يغيران قواعد اللعبة في الصراع الإقليمي
شهدت منطقة الشرق الأوسط تطورات عسكرية خطيرة في الأسابيع الأخيرة. الأحداث الأخيرة في اليمن ولبنان تشير إلى تصاعد حاد في الصراع مع الكيان الإسرائيلي. بدأت اليمن بإطلاق صواريخ فرط صوتية، وهي من الأسلحة النادرة عالميًا، على تل أبيب. في الوقت نفسه، شن حزب الله اللبناني هجومًا صاروخيًا باليستيًا على مواقع حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي. وهذه الضربات الدقيقة، التي كانت تسدد أهدافها بدقة، أدخلت المنطقة في حالة من التوتر غير المسبوق.
وفيما كانت الردود الإسرائيلية تتمثل في استهداف مواقع مدنية في بيروت، تساءل البعض عن دلالات هذا التصعيد العسكري وما قد يحمله من تطورات مستقبلية. كيف تمكنت اليمن من تنفيذ هذه الضربات؟ وما هو دور حزب الله في هذا السياق؟ وما هو التأثير المحتمل لهذه الهجمات على توازن القوى الإقليمي؟
اليمن: من الصراع الداخلي إلى المواجهة الإقليمية
بدأت الضربات الأخيرة من اليمن عندما قامت القوات المسلحة اليمنية باستهداف ثلاث مدمرات أمريكية في البحر الأحمر. هذه الهجمات شكلت تحولاً مفاجئًا في استراتيجية الحوثيين. إذ لم تكن هذه الهجمات عشوائية، بل استهدفت مواقع بحرية استراتيجية تعود لأحد أقوى الجيوش في العالم.
وبعد الضربة المدمرة على المدمرات الأمريكية، وجهت القوات اليمنية ضربات نحو تل أبيب بصواريخ فرط صوتية. هذا النوع من الصواريخ يتميز بسرعته الهائلة وقدرته على تفادي الدفاعات الجوية. اليمن باتت واحدة من الدول القليلة التي تمتلك هذه التكنولوجيا. وإن الضربة كانت قاسية وأصابت تل أبيب بموجة من الذعر لم تشهدها منذ سنوات.
حزب الله: الضربات الدقيقة ومركز الموساد
بالتزامن مع الهجمات اليمنية، شن حزب الله هجومًا صاروخيًا استهدف مقر الموساد الإسرائيلي في تل أبيب. ولقد كان الهجوم جزءًا من حملة أوسع شملت ضربات على مواقع حساسة أخرى داخل الكيان الإسرائيلي. إذ إن استخدام حزب الله للصواريخ الباليستية، المعروفة بدقتها وقدرتها على تدمير الأهداف بشكل مباشر، عكس تطورًا كبيرًا في تكتيكات الحزب.
الضربات اللبنانية لم تكن عبثية، بل كانت مدروسة وموجهة بدقة. والرسالة كانت واضحة: حزب الله يمتلك القدرة على ضرب قلب الكيان الإسرائيلي في أي لحظة، وأنه لا مجال للردع التقليدي.
العلاقة بين ضربات اليمن وحزب الله
على الرغم من أن الهجمات الصاروخية جاءت من جبهات مختلفة، إلا أن التنسيق بين اليمن وحزب الله كان واضحًا. فقد أشارت تقارير إلى أن هناك تنسيقًا بين الطرفين من حيث التخطيط والتدريب وتبادل المعلومات. وإن العدو الإسرائيلي، رغم محاولاته تقليل أهمية هذه الهجمات، أدرك حجم التهديد الذي يواجهه. فهذا التنسيق يعزز من قدرات المقاومة ويجعل من الصعب على إسرائيل استهداف جهة واحدة فقط.
إسرائيل وجدت نفسها في موقف معقد؛ فاليمن، البلد الذي كان يُعتبر ساحة صراع داخلية، بات الآن يشكل تهديدًا مباشرًا على أمن إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يتزايد الضغط على الجبهة الشمالية بفضل حزب الله الذي يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة.
التصعيد الإسرائيلي: استهداف المدنيين في بيروت
الكيان الإسرائيلي وفي محاولة منه للرد على هذه الهجمات، قام بقصف مواقع مدنية في بيروت. وهذا الهجوم على المدنيين يعكس فشلًا في استهداف العناصر العسكرية التابعة لحزب الله أو القوات اليمنية. وهذه الخطوة أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية الرد الإسرائيلي، وما إذا كان يمكن لإسرائيل التعامل مع التهديدات المتزايدة على جبهات متعددة.
إستهداف المدنيين يعكس اليأس الإسرائيلي في ظل تعذر الرد العسكري المباشر على اليمن أو حزب الله. فالقوات الإسرائيلية تواجه تهديدًا معقدًا يتطلب تنسيقًا عسكريًا واستخباراتيًا غير مسبوق.
حزب الله: الاستعداد للمفاجآت
حزب الله، بعد الهجوم الإسرائيلي على المدنيين، قد يصل إلى نقطة لا يمكن فيها ضبط النفس. فاستهداف المدنيين قد يكون هو الشرارة التي تدفع بالحزب إلى تصعيد أكبر. فحزب الله يملك قدرة صاروخية وجوية كبيرة، وهو مستعد لاستخدامها في حال استمرت إسرائيل في التصعيد.
ونحن نرى أن المرحلة المقبلة ستشهد “مفاجآت” عسكرية قد تغير ميزان القوى في المنطقة. فالحزب يمتلك قدرات عسكرية متطورة قادرة على ضرب أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل.
نحو مرحلة جديدة من الصراع
الأيام القادمة قد تحمل في طياتها تطورات دراماتيكية. حيث إن القوات المسلحة اليمنية وحزب الله يمتلكان القدرة على فرض قواعد جديدة للصراع في المنطقة. وإسرائيل، التي اعتادت على التفوق العسكري، تجد نفسها اليوم في موقف دفاعي.
هذا التصعيد العسكري ينذر بمرحلة جديدة من الصراع الإقليمي، حيث تصبح التهديدات المتعددة أكثر تعقيدًا وأصعب على إسرائيل مواجهتها. إذا استمر التصعيد، فإن المنطقة قد تشهد تصعيدًا شاملًا، قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.