الإرهاب الصهيوني لن يوهن اللبنانيين ومقاومتهم

حزب الله

تصعيد الإرهاب الصهيوني في الشمال

تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تصعيدًا خطيرًا في الأحداث الأمنية، تحت ما يسميه العدو “تغيير الوضع في الشمال”. الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقاتلي حزب الله والمواطنين اللبنانيين، تُعد جزءًا من استراتيجية الإرهاب الصهيوني.

هذا العمل الإجرامي يعكس قلق العدو الإسرائيلي من قوة حزب الله المتزايدة، ولكنه في ذات الوقت يظهر ضعف العدو، الذي لجأ إلى خيارات غير تقليدية. ومع أن هذه الهجمات تسببت بخسائر، إلا أنها تُعد مؤشراً على مدى قوة المقاومة، وستساهم في تنبيهها خلال مراحل الصراع المتواصلة.

تصاعد الإرهاب: محاولة اغتيال ودلالاتها

بعد إعلان الشاباك عن عملية اغتيال مزعومة لمسؤول أمني صهيوني رفيع، تكهنت وسائل الإعلام وخبراء الأمن بأن العدو يخطط لتنفيذ عمل إرهابي آخر. وفي هذا السياق، كان العدو قد استهدف مجموعة من الأجهزة اللاسلكية (البيجر) التي يستخدمها العاملون في مؤسسات حزب الله المختلفة، بما في ذلك العسكرية والمدنية والصحية، وحتى المواطنين العاديين الذين لا علاقة لهم مباشرة بالمقاومة.

هذه الاستراتيجية ليست جديدة. فقد استخدم العدو نفس الأسلوب مع المقاومة الفلسطينية في الماضي، كما حدث مع الشهيد يحيى عياش، الذي كان ضحية لجهاز مفخخ مشابه. ومع أن التفاصيل لم تتضح بشكل كامل بعد، فإن العدو يحاول من خلال هذه العمليات استهداف كوادر المقاومة ومؤسساتها، من خلال أساليب خبيثة.

الاحتمالات التقنية والإرهابية

حتى لحظة كتابة هذه المقالة، لم يصدر أي تفسير رسمي دقيق حول طبيعة هذه الهجمات. إلا أن هناك عدة تحليلات وتفسيرات من خبراء الأمن حول ما حدث. أحد الاحتمالات الرئيسية هو أن العدو الإسرائيلي استخدم ترددات لاسلكية معينة أثرت على بطاريات الليثيوم التي تشغل هذه الأجهزة، مما تسبب في ارتفاع درجة حرارتها وانفجارها. وفقاً لهذا التفسير، فإن هذه الأجهزة لم تكن معدة للانفجار بشكل مسبق، بل تعرضت لتلاعب من الخارج.

من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن الأجهزة كانت مزودة مسبقًا بأجهزة تفجير داخلية خلال مرحلة تصنيعها، وأنه قد تم تفعيلها عن بُعد في الوقت المناسب. وهناك أيضًا احتمال أن تكون هذه الأجهزة قد تم تصنيعها داخل كيان الاحتلال نفسه، مما يزيد من تعقيد الهجوم وتوسع شبكة الخداع الإرهابية.

المقاومة: التحدي أمام “الجبهة السيبرانية

في ظل هذه الهجمات، تتساءل وسائل الإعلام العبرية ما إذا كانت المعركة قد تتطور إلى “جبهة تاسعة سيبرانية”. لكن المقاومة الإسلامية اللبنانية، بقيادة حزب الله، لن تتراجع عن أداء واجبها في مواجهة الإرهاب الصهيوني. حزب الله على استعداد تام لمواجهة أي هجوم جديد، سواء كان في ميدان الحرب التقليدية أو في الساحة السيبرانية. العدو يحاول جر المقاومة إلى فخ، ولكنه يفشل في تحقيق مبتغاه.

المقاومة اللبنانية مدركة تمامًا لطبيعة الصراع المتصاعد، وهي حذرة وواعية لتجنب أي خطأ قد يستغله العدو. وعلى الرغم من كل المحاولات الصهيونية لإضعافها، تبقى المقاومة صامدة، متمتعة بحكمة وكياسة في التعامل مع كل هذه التحديات.

الحصانة بين المقاومة وبيئتها

من أهم الركائز التي تجعل المقاومة الإسلامية قوية هي العلاقة الوثيقة بينها وبين بيئتها الاجتماعية. الرهان الإسرائيلي على إحداث شرخ بين المقاومة وجمهورها هو رهان خاسر. العدو الصهيوني، بدعم من واشنطن، يحاول زعزعة هذه العلاقة، ولكنه يجهل أن المقاومة هي وليدة بيئتها.

الشعب اللبناني، وخاصة في المناطق الجنوبية، على استعداد للتضحية والبذل من أجل دعم المقاومة. هذه الروح المتماسكة تعزز من قوة المقاومة وتجعلها أكثر استعدادًا لمواجهة أي تهديد، مهما كان حجمه. حزب الله بنى على مر السنين ثقة عميقة مع مجتمعه، وهذا ما يجعل من الصعب جدًا على العدو تحقيق أي اختراق في هذه العلاقة.

المقاومة كجزء من مشروع نضالي أوسع

لا يمكن فهم ما يجري اليوم على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بمعزل عن الصراع الإقليمي الأوسع. المقاومة اللبنانية ليست مجرد حركة محلية… بل هي جزء من مشروع نضالي أوسع يمتد ليشمل مقاومة الإمبريالية الصهيونية والأمريكية في المنطقة. هذا الصراع ليس مجرد صراع على الأرض، بل هو صراع على المبادئ والقيم الإنسانية.

الولايات المتحدة، بدعمها المطلق للكيان الصهيوني، تتحمل مسؤولية كبيرة في تصعيد هذا الصراع. الحكومة الأمريكية، التي تقدم الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، تُعتبر شريكًا أساسيًا في الإرهاب الصهيوني الذي يهدد المنطقة. لكن المقاومة، بمبادئها الراسخة وبدعم بيئتها، تواصل الوقوف في وجه هذا العدو الإمبريالي.

صمود المقاومة واستمرار النضال

الإرهاب الصهيوني، مهما تصاعدت وتيرته، لن يُثني المقاومة اللبنانية عن مواصلة نضالها. العدو الإسرائيلي، على الرغم من تفوقه العسكري والتكنولوجي… لا يستطيع تحقيق انتصار استراتيجي على المقاومة، التي تستند إلى قوة الإرادة الشعبية والمبادئ النضالية.

حزب الله، بموقفه الصلب، يمثل رمزًا للصمود في وجه العدو، والمجتمع اللبناني يقف خلفه بكل قوة. في النهاية، المقاومة لن تتراجع، والعدو سيظل يواجه نفس التحديات التي حاول تجاوزها لسنوات دون جدوى.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال