دور القوى الإقليمية والشعبية في دعم غزة

دور القوى الإقليمية والشعبية في دعم غزة

الحوثيون نموذج العزة والكرامة

تشهد الساحة السياسية في منطقة الشرق الأوسط تحولات كبيرة وتغييرات جوهرية في التحالفات والمواقف السياسية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعم قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ومن بين القوى التي أظهرت دعمًا بارزًا لغزة، برزت جماعة الحوثيين في اليمن، التي اتخذت مواقف واضحة وصارمة في مساندة القضية الفلسطينية عبر عدة وسائل، سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اجتماعية.

حيث تعد جماعة الحوثيين واحدة من الفصائل السياسية والعسكرية التي ترفع شعار دعم القضية الفلسطينية كجزء من مشروعها الأيديولوجي والسياسي، ولقد تجسد هذا الدعم من خلال عدة إجراءات ومواقف أبرزها:

  1. إغلاق البحار أمام السفن الإسرائيلية: اتخذ الحوثيون خطوات تهدف إلى إغلاق الممرات البحرية أمام السفن الإسرائيلية والسفن التي تتعاون معها، وهذه الخطوات تعبر عن موقف عملي يعزز من الحصار الاقتصادي المفروض على الكيان الصهيوني، مما يعرقل قدراته اللوجستية والتجارية.
  2. المسيرات والتظاهرات الشعبية: الشعب اليمني تحت قيادة الحوثيين ينظم مسيرات أسبوعية ضخمة في العاصمة صنعاء ومدن أخرى، يعبر فيها عن تضامنه مع غزة ورفضه للعدوان الإسرائيلي، كما إنّ هذه المسيرات لا تعبر فقط عن الدعم الشعبي بل تهدف أيضا إلى إرسال رسائل سياسية للعالم بأن هناك شعوباً ترفض الظلم وتقف إلى جانب الحق الفلسطيني.
  3. مواجهة الولايات المتحدة :تعتبر جماعة الحوثيين الولايات المتحدة الأمريكية شريكًا استراتيجيًا للكيان الصهيوني وداعمةً أساسية له في عدوانه على الفلسطينيين… ومن هذا المنطلق، يتخذ الحوثيون مواقف تصعيدية تجاه الولايات المتحدة، والتي تتجلى في خطاباتهم السياسية وعملياتهم العسكرية ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، وهذه المواجهة تهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة لتغيير سياساتها الداعمة للكين الصهيوني.

كل ذلكفي الوقت الذي يشهد فيه العالم الإسلامي والعربي تراجعًا ملحوظًا في دعم القضية الفلسطينية، نرى بعض القوى الإقليمية والشعوب الحرة تتجه إلى تعزيز موقفها المناصر لغزة، ونجد أن الحوثيين ليسوا الفصيل الوحيد في هذا الصدد، فهناك أمثلة أخرى على الدعم الإقليمي والدولي لغزة، منها:

  1. دعم الشعوب الغربية: تشهد العديد من المدن الغربية، مثل لندن وباريس ونيويورك، مظاهرات حاشدة تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة وتطالب بحماية حقوق الفلسطينيين، وهذا الدعم الشعبي الغربي يعكس تحولاً في وعي الشعوب نحو فهم أعمق للقضية الفلسطينية ورغبة في العدالة والإنصاف.
  2. التحركات الدبلوماسية الدولية: على الرغم من التواطؤ السياسي الرسمي لبعض الدول الغربية، إلا أن هناك جهوداً دبلوماسية من قبل بعض الحكومات والمنظمات الدولية تهدف إلى تقديم المساعدة الإنسانية لغزة والضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه، وهذه الجهود تشمل الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.

ولا بد لنا من الإشارة إلى أنهمن الملاحظ وجود تناقض كبير في مواقف الدول الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي تبرز فيه قوى مثل الحوثيين في دعمها القوي لغزة، تتراجع بعض الدول العربية والإسلامية عن موقفها التقليدي في دعم الفلسطينيين، بل يصل الأمر إلى التطبيع العلني مع الكيان الإسرائيلي، وهذا التناقض يتضح في النقاط التالية:

  1. التطبيع مع إسرائيل :شهدت السنوات الأخيرة توقيع عدد من الدول العربية اتفاقيات تطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وهذا بحد ذاته يعد خيانة للقضية الفلسطينية وانحرافًا عن المبادئ الإسلامية والعربية التي طالما أكدت على حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم.
  2. الانشغال بالصراعات الداخلية :إن العديد من الدول الإسلامية أصبحت منشغلة بصراعاتها الداخلية وحروبها الأهلية، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية كأولوية، وهذا الانشغال يعكس ضعف الوحدة الإسلامية وغياب التنسيق في دعم القضايا المشتركة.
  3. الضغوط الدولية والإقليمية :تتعرض بعض الدول الإسلامية لضغوط سياسية واقتصادية تدفعها لتغيير مواقفها تجاه الكيان الاسرائيلي والتخلي عن دعمها للفلسطينيين، وهذه الضغوط تأتي في سياق التبعية السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة وبعض القوى الغربية.

وأخيراً يمكننا القول:

إن دعم القضية الفلسطينية يتطلب أكثر من مجرد شعارات ومواقف إعلامية، وإن الدور الذي تلعبه جماعة الحوثيين في اليمن من خلال إغلاق البحار أمام السفن الإسرائيلية، وتنظيم المسيرات الشعبية، ومواجهة الولايات المتحدة، يعكس نموذجًا لسياسة فعالة وداعمة للقضية الفلسطينية، وعلى الجانب الآخر يجب أن يعيد العالم الإسلامي النظر في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وأن يتخذ خطوات عملية لتعزيز الوحدة الإسلامية ودعم الفلسطينيين في نضالهم العادل.

إذ إن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع إقليمي، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية تتطلب تضامنًا عالميًا، ويجب على الشعوب الحرة في الغرب والدول الإسلامية أن تتكاتف لدعم حقوق الفلسطينيين ووقف العدوان الإسرائيلي، إذ إنه ومن خلال التحركات الشعبية والدبلوماسية، يمكن أن نحقق تقدمًا ملموسًا نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال