كشف استراتيجي يربك إسرائيل ويعزز محور المقاومة
في مشهد جديد من المواجهة المتصاعدة، كشفت المقاومة الإسلامية في لبنان عن فيديو لمنشأة استراتيجية جديدة تحت اسم “عماد 4”. هذا الفيديو لم يكن مجرد إعلان عابر؛ بل حمل معه رسائل قوية تجاه الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية. في توقيت حساس، يتزامن مع اغتيالات مؤثرة في صفوف محور المقاومة، أصبح “عماد 4” رمزًا لقدرات جديدة تصعّب حسابات الأعداء.
دلالات الكشف عن “عماد 4”
هذا الكشف لم يكن مجرد عرض للقوة، بل هو رد واضح على محاولات الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية لتعطيل صعود المقاومة اللبنانية. بعد عقد من الحرب في سوريا، برزت محاولات حثيثة لمنع المقاومة من الحصول على أسلحة تغير ميزان القوى. الآن، أصبح واضحًا أن المقاومة لا تنتظر استيراد الأسلحة بل تصنعها محليًا، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار.
مواجهة الدعاية الإسرائيلية
أحد أبرز الأهداف من هذا الكشف كان فضح الادعاءات الإسرائيلية المتكررة بشأن تخزين المقاومة لأسلحتها في مناطق مدنية. فمنذ سنوات، تعمل إسرائيل على تصوير حزب الله كمليشيا تخفي صواريخها بين المنازل والمدارس، بهدف خلق حالة من الذعر والتأليب الدولي ضد الحزب.
خلال جلسة لمجلس الأمن في يوليو 2016، قدمت إسرائيل صورًا جوية لقرية شقرا، مدعية أن حزب الله حولها إلى معقل عسكري. وفي تصريحات أخرى، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن واحدًا من كل ثلاثة منازل في جنوب لبنان هو موقع لحزب الله. هذا الخطاب كان يهدف إلى تصوير المقاومة كتهديد مباشر للمدنيين، محاولة لشرعنة أي ضربة استباقية ضد المناطق اللبنانية.
تأثير الإعلام المعادي
لم تقتصر الدعاية الإسرائيلية على الخطاب الرسمي، بل انتقلت إلى الإعلام المعادي. حاولت هذه الوسائل تضخيم مزاعم إسرائيل وتصوير المقاومة كعدو داخلي للبنان. أحد أبرز الأمثلة كان بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، حيث حاولت هذه الوسائل الربط بين الحزب وتخزين مواد خطرة في الميناء.
إحباط الضربة الاستباقية
إن الفيديو الذي عرضته المقاومة اللبنانية لمنشأة “عماد 4” لم يكن فقط إظهارًا للقوة، بل رسالة واضحة لإسرائيل. الفيديو يقطع الشك باليقين في أن المقاومة لا تخزن أسلحتها بين المدنيين، بل تمتلك منشآت خاصة بها. هذه الرسالة تحبط أي محاولة إسرائيلية لشن ضربة استباقية بذريعة حماية المدنيين، حيث لن يكون هناك ذريعة مقبولة لتبرير استهداف مناطق مدنية.
ردود الفعل الإسرائيلية
في إسرائيل، حاول المحللون تفكيك الرسائل التي حملها الفيديو. البعض اعتبره جزءًا من حرب نفسية تهدف إلى إرباك الجيش الإسرائيلي، بينما حذر آخرون من أن الفيديو يشير إلى حجم الهزيمة التي تنتظر إسرائيل في أي مواجهة مقبلة.
بعض الأصوات داخل إسرائيل بدأت تطالب بإعادة النظر في التصعيد نحو حرب شاملة. المخاوف تنبع من الاستعدادات التي قام بها حزب الله، والتي قد تكون خارج السيطرة وتفوق تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية.
ختام
منشأة “عماد 4” تمثل مرحلة جديدة في الصراع بين محور المقاومة وإسرائيل. الفيديو الذي كشف عن جزء من ترسانة المقاومة، يغير قواعد اللعبة، حيث لم يعد الحديث عن مواجهة حزب الله وحسب، بل محور مقاومة كامل يمتلك قدرات متطورة واستعدادات لا يمكن التنبؤ بها. في ظل هذه التطورات، بات واضحًا أن أي خطوة غير محسوبة من قبل إسرائيل قد تؤدي إلى نتائج كارثية لا يمكن تداركها. محور المقاومة، إذن، لا يعزز فقط قدراته الدفاعية، بل يرسل رسالة واضحة بأن من يملك الأرض يملك زمام المبادرة.