بن غفير يشعل جدلاً خطيراً

بن غفير

هل يمثل بناء كنيس في المسجد الأقصى شرارة اشتعال جديدة؟

تُثار مجددًا حالة من الجدل العميق في الساحة الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء بعد تصريحات وزير الكيان الإسرائيلي اليميني المتطرف بن غفير. ففي 26 آب، أعلن بن غفير عن تأييده لفكرة بناء كنيس في باحات المسجد الأقصى… وهو الموقع الذي يمثل مركز الصراع الديني والسياسي في المنطقة. هذا التصريح ليس الأول من نوعه، لكنه يأتي في توقيت حساس ويثير تساؤلات حول مستقبل الوضع القائم في القدس.

تصريحات بن غفير: تحدي للواقع الحالي

في مقابلة مع إذاعة “غالي” التابعة للجيش الإسرائيلي… أبدى بن غفير تأييده لبناء كنيس في باحات المسجد الأقصى، قائلًا: “لو كان الأمر بيدي، لوضعت العلم الإسرائيلي في الموقع”. وعند سؤاله بشكل مباشر حول إمكانية بناء كنيس في المكان، أجاب بن غفير بـ”نعم”. هذه التصريحات ليست مجرد رأي شخصي، بل تعد تحركًا استفزازيًا قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

الوضع القائم: تاريخ من الصراع

منذ احتلال الكيان الإسرائيلي للقدس الشرقية في عام 1967… تُدار باحات المسجد الأقصى بموجب ترتيبات دقيقة تم وضعها للحفاظ على الوضع القائم. الجيش الإسرائيلي يسيطر على مداخل الموقع، بينما تتولى دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن إدارة المكان. هذه الترتيبات تسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى في أوقات محددة، ولكن دون الصلاة هناك. مع ذلك، يتزايد تحدي هذه القاعدة من قبل اليهود المتشددين، مما يزيد من تعقيد الوضع.

ردود الفعل: انتقادات وتحذيرات

لم تمر تصريحات بن غفير دون رد فعل. فمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع إلى التأكيد على عدم حدوث أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى. ومن جانبه، انتقد وزير دفاع الكيان الإسرائيلي يوآف غالانت تصريحات بن غفير ووصفها بأنها “عمل خطير وغير مسؤول”… مضيفًا أن هذه التصرفات قد تعرض أمن إسرائيل للخطر.

الفلسطينيون: الأقصى خط أحمر

من الجانب الفلسطيني، كانت الردود أشد صرامة. فالناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة… وصف تصريحات بن غفير بأنها “خطيرة جدا”، مشددًا على أن “الأقصى والمقدسات خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بهما”. وحماس أيضًا اعتبرت تصريحات بن غفير “إعلانا خطيرا”، محذرة من أن هذه الخطوات قد تؤدي إلى تفجير الوضع في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية.

الموقف العربي: صمت محير وخذلان مستمر

تتكرر مشاهد الصمت والخذلان العربي تجاه التصعيدات المستمرة في القدس. وتصريحات بن غفير هذه تأتي في سياق استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، وسط صمت عربي يثير الكثير من التساؤلات. حيث يتساءل الكثيرون حول سبب هذا الصمت… وكيف يمكن أن يؤدي إلى تآكل حقوق الفلسطينيين ومقدساتهم، ويشجع المتطرفين على الاستمرار في استفزازاتهم.

مخاطر مستقبلية: هل نحن على حافة انفجار جديد؟

مع تصاعد التوترات والجدل حول تصريحات بن غفير… يبدو أن الوضع في القدس قد يكون على شفا مرحلة جديدة من التصعيد. حيث إن التغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى، حتى ولو كان في التصريحات فقط، يمثل خطورة كبيرة، ليس فقط على مستوى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل أيضًا على الاستقرار الإقليمي. والتوترات الدينية والسياسية في القدس قد تشتعل بسرعة وتنتقل إلى مناطق أخرى، مما يزيد من تعقيد المشهد في منطقة تعاني بالفعل من العديد من الصراعات.

خاتمة: على من تقع المسؤولية؟

إن التصريحات الأخيرة لبن غفير ليست إلا تحركاً استفزازيًا خطيرًا، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على السلام والأمن في المنطقة. والمساءلة هنا ليست فقط على بن غفير كفرد، بل أيضًا على المجتمع الدولي والعربي الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه التحديات. وإنّ التراخي في الرد على هذه التصريحات قد يؤدي إلى تقويض الوضع القائم في المسجد الأقصى، ويدفع المنطقة نحو مزيد من الفوضى والصراع.

في النهاية، تبقى المسؤولية مشتركة في منع التصعيد وضمان احترام المقدسات والحفاظ على السلام.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال