أخطاء الكيان الإسرائيلي تقتله رويداً رويداً وبات زواله كلمح البصر

يحيى السنوار

ماذا يعني انتخاب يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس؟

في مشهد الشرق الأوسط المضطرب والمعقد، جاء انتخاب يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس كحدث يحمل دلالات عميقة وآثارًا استراتيجية هامة. إن اغتيال إسماعيل هنية كان خطأً استراتيجيًا جسيمًا ارتكبه الكيان الإسرائيلي، فالفشل العسكري الإسرائيلي في غزة وعدم تحقيق ما كان يبتغيه من القضاء على قادة حماس أدى إلى تداعيات سياسية خطيرة.

وعليه إذا ما أردنا أن نقوم بتحليل الوضع الراهن في الشرق الأوسط في ضوء هذا التغيير القيادي داخل حركة حماس، وتقييم تأثير هذا التحول على العلاقة بين حماس ومحيطها العربي، وخاصةً إيران، يمكننا قول ما يلي:

التغيرات الداخلية في حماس

لطالما تميز إسماعيل هنية داخل حماس بمرونته السياسية وبراغماتيته، حيث كان يميل إلى تبني حلول سياسية والانسجام مع الضغوط الإقليمية. وعلى الجانب الآخر، فإن يحيى السنوار يُعرف بتوجهه الصارم والمتشدد ورفضه للتسويات السهلة، مما يعكس توجهًا مختلفًا داخل الحركة. وهذا التباين في القيادة يُبرز كيف أنه يوجد داخل حماس جناحين: جناح يدعو للاستعداد ليوم ما بعد الحرب وآخر يرى أن المعركة لم تُحسم بعد.

وخلال مفاوضات الدوحة، حاول هنية الضغط على السنوار للوصول إلى تسوية تنهي حرب غزة، إلا أن السنوار رفض ذلك وأصر على استمرار القتال، مما قوض جهود الهيئة السياسية لحماس. وهذا التباين في التوجه الداخلي يعكس مدى التباين في الرؤى في تحقيق الأهداف بين قادة حماس.

العلاقة مع المحيط العربي

إنّ اغتيال الشهيد اسماعيل هنية وانتخاب يحيى السنوار أبعد حماس عشر خطوات عن محيطها العربي، خاصةً في ظل التوترات التي ظهرت مع قطر. ففي تسريب لصحيفة “وول ستريت جورنال”، تبين أن قطر هددت بإخراج مسؤولي حماس من الدوحة إذا استمر السنوار في رفض صفقة وقف إطلاق النار. وكان رد السنوار الشهير “فلتكن كربلاء جديدة” دليلاً على تشدده ورفضه للضغوط الإقليمية.

هذا التباعد عن المحيط العربي قد يدفع حماس إلى زيادة تقاربها مع الجمهورية الإسلامية في إيران، والتي تعتبر داعمًا رئيسيًا للحركة. وبالتالي فإن زيادة هذا التقارب يعزز من تأثير إيران في المنطقة ويزيد من رجحان المشهد السياسي في الشرق الأوسط لصالح كفّة محور المقاومة، وهذا ما يثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة وأمنها الذي سيتحقق لزوال الكيان الإسرائيلي.

التحديات المستقبلية

إنّ انتخاب يحيى السنوار يعكس تحولًا كبيرًا في سياسات حماس واستراتيجياتها… إذ أن السنوار، المعروف بتشدده وعدائه للكيان الإسرائيلي، يمثل توجهًا جديدًا قد يزيد من حدة الصراع ويجعل الوصول إلى تسوية سلمية أمرًا أكثر صعوبة… إن القيادة الجديدة لحماس قد ترفض أي محادثات سلام وتصر على استمرار القتال، مما يزيد من حدة الوضع في غزة ويؤدي إلى تصعيد التوترات مع الكيان الإسرائيلي.

ومن جانبها، تعبر القيادة السياسية لحماس عن رغبتها في إقامة قيادة جديدة وشاملة تمثل الشعب الفلسطيني خلال فترة الحرب. وهذا الطموح يعكس رغبة في التغيير والإصلاح الداخلي، إلا أن السنوار يرفض هذه التوجهات ويرى أن المعركة لم تُحسم بعد.

انعكاسات إقليمية ودولية

إن انتخاب يحيى السنوار قد يؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط. فقد يؤدي زيادة تقارب حماس مع إيران إلى زيادة التوترات بين دول الخليج والجمهورية الإسلامية في إيران، ويزيد من تعقيد العلاقات الدولية في المنطقة. إذ أن هذا التحول قد يدفع دولًا مثل السعودية والإمارات إلى إعادة تقييم سياساتها تجاه القضية الفلسطينية وحماس بشكل خاص.

وعلى الصعيد الدولي، قد يواجه الكيان الإسرائيلي تحديات جديدة في التعامل مع قيادة حماس الجديدة. فالسنوار، المعروف بعداوته الشديدة للكيان الإسرائيلي، قد يدفع نحو تصعيد الصراع ويزيد من تعقيد الجهود الدولية لتحقيق السلام المزعوم. وبالتالي فإن هذا الوضع يتطلب استراتيجيات جديدة من قبل الأطراف الدولية للتعامل مع القيادة الجديدة لحماس وضمان استقرار المنطقة.

خاتمة

إن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية وانتخاب يحيى السنوار يمثل تحولًا كبيرًا في سياسة حماس واستراتيجياتها، ويعكس تغييرات عميقة في المشهد السياسي في الشرق الأوسط. وإن هذا التحول سيزيد من تقارب حماس مع إيران وتباعدها عن محيطها العربي المناهض لإيران، وهذا من شأنه أن يزيد من تعقيد العلاقات الإقليمية والدولية. إذ إن حماقة الكيان الإسرائيلي في حرب إبادته الجماعية في غزة وإقدامه على الاغتيالات الوحشية سيترتب عليه تداعيات خطيرة على المدى الطويل، والذي يبشر بقرب زوال الاحتلال الإسرائيلي من الوجود.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال