الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع طويل الأمد يشمل الصراعات السياسية، والعسكرية، والثقافية بين العرب والكيان الصهيوني، وتعود جذور هذا الصراع في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إلى النزاعات الأرضية والدينية في المنطقة عندما بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتي زادت بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وخاصةً عند قيام الكيان المحتل في عام 1948، والنكبة الفلسطينية المصاحبة لها.
ويعتبر هذا الصراع واحدًا من أكثر النزاعات تعقيدًا في العالم، حيث تتداخل فيه مصالح عديدة، وتاريخ طويل من الاضطهاد والصراعات، إذ تتمحور الصراعات بين الأطراف المتصارعة حول الأراضي، والسيادة، والقضايا الدينية، وحقوق الإنسان.
وكما نعلم أنه منذ قيام الكيان الصهيوني في عام 1948، شهد الصراع فترات من التصعيد والهدوء، مع محاولات متكررة للتوصل إلى حلول سلمية من خلال مفاوضات واتفاقيات دولية، ومع ذلك، فقد فشلت معظم هذه المحاولات في تحقيق التسوية الدائمة للصراع.
بدأ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بتصاعد النزاع بين الجاليات اليهودية المهاجرة والسكان الفلسطينيين المحليين في فلسطين، وتصاعدت الاحتكاكات بينهم، مما أدى إلى حروب عدة، بما في ذلك حرب الاستقلال عام 1948 وحرب الأيام السبعة عام 1967 وحرب تشرين عام 1973. بالإضافة إلى الصراعات المستمرة في شكل تصعيدات واشتباكات عسكرية ومظاهرات ومفاوضات سياسية.
وتتسم أهمية هذا الصراع بما له من تأثيرات إقليمية ودولية واسعة النطاق، حيث يتداخل مع مصالح دول عديدة في المنطقة وخارجها، وتتنوع المشكلات المتصلة به بين القضايا الأرضية والدينية والسياسية والاقتصادية، مما يجعله صراعًا معقدًا وصعب الحل، وكل هذا يسفر عن انعدام الاستقرار، وازدياد التوترات السياسية والاقتصادية، ويشكل عائقًا أمام تحقيق السلام والازدهار في المنطقة.
ورغم الجهود العديدة المبذولة لحل هذا الصراع، بما في ذلك من مفاوضات متعددة لتحقيق السلام واتفاق أوسلو وكذلك جهود الوساطة الدولية، إلا أن الصراع لا زال قائماً حتى اليوم، ولما كان مسار أي صراع يتأثر بعوامل داخلية وخارجية متعددة، كالتغيرات السياسية والدينية والاقتصادية، وكذلك تطورات السياسة الدولية، كان طوفان الأقصى: فعمليّة طُوفان الأقصى وكما تُشير إليها بعض المصادر بالانتفاضة الثالثة ، أو الحرب الفلسطينية الإسرائيلية ويشار إليها بشكل غير رسمي باسم معركة السابع من أكتوبر، هي عمليةٌ عسكرية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعَلى رأسِها حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائي الشهيد عزالدّين القسّام في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت (7تشرين الأول/ أكتوبر 2023 م) الموافق لـ (22 ربيع الأوَّل 1445 هـ)، إذ أعلَن القائِد العام للكتائب محمد الضيف، بدء العملية ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والدّاخل المُحتَل.
بدأت عمليَّة طُوفَان الأقصى عبر هُجومٍ صَاروخي وَاسعِ النطاق شنّته فصائل المقاومة، إذ وجَّهت آلاف الصواريخ صوبَ مختلف المستوطنات الإسرائيلية من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق، وتزامنَ مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام برّي من المُقاومين عبر السّيارات رُباعيّة الدّفع والدّراجات النّارية والطّائرات الشّراعيّة وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم غلاف غزة، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في سديروت، ووصلوا أوفاكيم ، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عددًا من الجنود واقتادوهم لغَزَّة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة.
والجدير بالذكرِ أنّ عملية طوفان الأقصى حصلت بشكل فجائي وغير متوقّع للأجهزة الاستخباراتيّة الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكيّة، حتى أنّ صحيفة هآرتس العبريّة اعترفت بأنّ «الهجوم من غزة شكَّل مفاجأةً كبيرةً للاستخبارات العسكرية»، كما أنّ العمليّة الفلسطينية جاءت بعد يومٍ واحدٍ من الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر.
ونظرا لاستمرارية هذا الصراع وتعقيداته، يبقى التوصل إلى حل شامل ودائم للصراع العربي الإسرائيلي تحديًا كبيرًا يتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية والمحلية، بما في ذلك الالتزام بحقوق الإنسان والعدالة والتسوية السياسية، كما يتطلب وقفة مع الضمير الإنساني لرؤية المجازر التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وبالتالي يجب أن يكون الحل مبنيًا على العدالة واحترام حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني الذي كان دائما في خط المواجهة الأول وسط صمت عربي وإسلامي ودولي.