التصعيد الرابع: اليمن حصن غزة المنيع

التصعيد الرابع: اليمن حصن غزة المنيع

عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية بشكل عام والأزمة في غزة على وجه الخصوص فلا يسعنا ولا نستطيع أن نغفل دور اليمن الذي أصبح لاعباً أساسياً في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ولا سيما الدور الفعال الذي تلعبه في الصراع القائم بين الكيان الصهيوني وقوى المقاومة في المنطقة، فبعد تنفيذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية الضربة الصاروخية على الكيان المحتل ردا على استهداف قنصليتها في دمشق لم تلبث حركة أنصار الله في اليمن أنْ أعلنت على لسان الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحي سريع عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد بعد يوم واحد من توجيهات السيد عبد الملك الحوثي وهذه المرحلة ستكون على مرحلتين فالأولى سيتم استهداف جميع السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة المتجهة إلى فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، والمرحلة الثانية مشروطة بشن عدوان على رفح حيث ستقوم القوات المسلحة اليمنية بفرض عقوبات شاملة على جميع السفن التابعة للشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي دولة كانت وسيتم منع جميع هذه السفن هذه الشركات من المرور في منطقة عمليات القوات المسلحة بغض النظر عن وجهتها.

إن هذا البيان الذي تلاه العميد يحيی سريع أمام حشود كبيرة من الشعب اليمني في ميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء كان بمثابة رسالة في غاية الأهمية لا بد من التنويه وتسليط الضوء عليها بشيء من الإيضاح والتبيان فهذه المرحلة من التصعيد اليمني بُنيت على شقين، فالشق الأول الذي دخل حيز التنفيذ منذ الساعة الأولى لإعلانه ويتضمن استهداف كل سفينة تدخل الموانئ الفلسطينية عبر البحر المتوسط بعد أن تم حرمان هذه السفن من المرور عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عمان والبحر العربي والمحيط الهندي، والشق الثاني الذي سيتم تفعيله فور إقدام الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً بشن عدوان على رفح حيث يهدف إلى ضرب أي سفينة تدخل الموانئ الفلسطينية بعد أن تكسر الحصار المفروض على الكيان الاسرائيلي، ولن تقف الأمور ضمن هذا الحد بل سيكون هناك فرض حظر على الشركة وجميع السفن التي تشغلها وسيتم منع عبور جميع سفن هذه الشركة في البحر الأحمر وباب المندب وبحر عمان والبحر العربي والمحيط الهندي أيضاً بغض النظر عن الوجهة، فكانت هذه الرسالة المتمثلة بالإعلان عن التصعيد الرابع اليمني بمثابة ضغط على الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً لوقف العدوان الوحشي على قطاع غزة الذي طال كل أشكال الحياة الإنسانية فيها سواء على الصعيد الغذائي أو الصحي أو تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية في القطاع، كما يهدف إلى الحيلولة دون تنفيذ عدوان على رفح.

كما دعم بشكل كبير الموقف السياسي لمحور المقاومة في المفاوضات والعروض المقدمة لها من الجانب الأمريكي عبر وسطاء عرب بخصوص الأسرى الصهاينة الهادفة لانتزاع ورقتهم من يد المقاومة بدون مقابل.

ومن الملاحظ أن هذا التصعيد الذي أعلنته اليمن مؤخراً له أبعاد استراتيجية على المدى المنظور يدخل في صلب الصراع القائم بين المقاومة والكيان الاسرائيلي فقيام القوات المسلحة اليمنية بضم البحر الأبيض المتوسط إلى ساحات المعارك الدائرة مع اسرائيل كان خارج حسابات الولايات المتحدة الأمريكية التي سعت بكل جهودها لحصر النزاع ضمن قطاع غزة، وهذا ما أثبته رد فعلها على الضربة الايرانية لإسرائيل وكل ذلك تجنباً لتوسع هذه الحرب، فيصبح من الصعب السيطرة عليها. فإدخال البحر الأبيض المتوسط في العمليات الحربية يعني خنق اسرائيل اقتصادياً لأن الجزء الأكبر من التبادل التجاري لهذا الكيان مع العالم يتم عبر بوابة البحر المتوسط، وهذا ما يهدد وجود اسرائيل بالفعل، وهذا هو الأمر الذي تخشاه اسرائيل وأمريكا وبريطانيا لذلك لا بد لهم في النهاية من الانصياع لإرادة هذه المقاومة الأبية ولا بد لهم من الضغط على نتنياهو وعصابته الصهيونية المتوحشة لوقف هذا العدوان الوحشي على غزة، فالولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا أدركوا أن عدوانهم على اليمن وشعبها الأبي الشجاع لم يُثبط عزيمة اليمنيين الأشراف بل على العكس تماما زاد من عزمهم وعزيمتهم على الوقوف قولاً وفعلاً إلى جانب إخوانهم في غزة وثباتهم على موقفهم الداعم لعدالة قضيتها وأن غزة لم ولن تكون لوحدها يوماً.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال