المقاومة الإسلامية في ذكرى الانتصار

حرب تموز

الدعم المستمر لفلسطين وحتمية الرد على اغتيال السيد محسن

في 14 آب 2006، سجلت المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله انتصارًا تاريخيًا في حرب تموز ضد العدو الإسرائيلي، مما أرسى معادلات جديدة في المنطقة وأعاد تشكيل موازين القوى. هذا اليوم ليس فقط ذكرى لانتصار عسكري، بل هو أيضًا تأكيد على الإرادة الصلبة والمقاومة التي أصبحت رمزًا للصمود في وجه العدوان.

واليوم، تتجلى المقاومة الإسلامية مجددًا في دعمها المستمر للقضية الفلسطينية، وخصوصًا في إسنادها لغزة في طوفانها. كما أن التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، مثل اغتيال المقاوم القائد فؤاد شكر، تجعل الجميع يترقب رد حزب الله المنتظر، وهو ما يعكس استمرار مسيرة المقاومة وتضحياتها في سبيل الحرية.

أهمية انتصار المقاومة الإسلامية

يعتبر انتصار المقاومة الإسلامية 2006 نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي، حيث استطاعت المقاومة الإسلامية اللبنانية أن تصمد أمام واحدة من أقوى الجيوش في العالم وأن تحقق نصرًا عسكريًا ومعنويًا غير مسبوق. هذا الانتصار لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة للتخطيط الدقيق، والتدريب المستمر، والشجاعة الفائقة التي أظهرها المقاومون على الأرض.

العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 كان يهدف إلى سحق حزب الله وإنهاء وجوده العسكري والسياسي في المنطقة، ولكن ما حدث كان العكس تمامًا. فقد تمكنت المقاومة الإسلامية من فرض معادلة جديدة في الصراع، حيث أصبح أي اعتداء على لبنان محفوفًا بالمخاطر الكبيرة التي قد تكلف العدو كثيرًا من الخسائر.

وهذا الانتصار أعاد الثقة للشعوب العربية والإسلامية في قدرتها على مواجهة العدوان الإسرائيلي، بل وأصبح مصدر إلهام لحركات المقاومة الأخرى في المنطقة، وخاصة في فلسطين، وأثبت أن العدو الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت.

دور المقاومة الإسلامية في دعم غزة والقضية الفلسطينية

منذ تأسيسها، تبنت المقاومة الإسلامية في لبنان، وعلى رأسها حزب الله، قضية فلسطين كقضية مركزية. فالحزب يرى في الصراع مع إسرائيل صراعًا وجوديًا يتجاوز الحدود الوطنية، ليشمل كل الأمة الإسلامية. ولهذا، كان دعم المقاومة في غزة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها العامة.

في السنوات الأخيرة، وخصوصًا مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، لعب حزب الله دورًا حاسمًا في إسناد المقاومة الفلسطينية. سواء من خلال الدعم العسكري، أو تقديم المساعدات اللوجستية والاستخباراتية، أو حتى من خلال التحركات الدبلوماسية والإعلامية، كان حزب الله دائمًا إلى جانب غزة.

إضافة إلى ذلك، تُعد العلاقة الوثيقة بين حزب الله وحركات المقاومة في فلسطين، مثل حماس والجهاد الإسلامي، جزءًا من هذا الدعم المستمر. وهذه العلاقة القائمة على التفاهم والتنسيق تجعل من المقاومة الإسلامية في لبنان جزءًا لا يتجزأ من الجبهة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، سواء في لبنان أو فلسطين.

حتمية الرد على اغتيال المقاوم فؤاد شكر

إنّ اغتيال المقاوم فؤاد شكر، أحد القادة البارزين في المقاومة الإسلامية، يعتبر تحديًا جديدًا لحزب الله ويضعه أمام استحقاق الرد على هذا العمل العدواني. فالتاريخ يعلمنا أن حزب الله لا يترك دماء قادته ومقاوميه تذهب هدراً، وأنه يرد دائمًا في الوقت المناسب وبالطريقة التي يراها مناسبة.

وإنّ العدو الإسرائيلي يدرك تمامًا أن أي اغتيال لقادة المقاومة الإسلامية لن يمر دون رد، ولذلك يعيش في حالة من الترقب والحذر. فالرد المنتظر من حزب الله ليس فقط انتقامًا لدماء الشهيد، بل هو أيضًا رسالة قوية إلى العدو بأن المقاومة الإسلامية لن تتوانى في الدفاع عن قادتها ومقاوميها، وأن أي محاولة لإضعافها ستواجه بقوة وحزم.

في هذا السياق، يمكن القول أن الرد على اغتيال القائد فؤاد شكر قد يأتي في أي لحظة وبأشكال مختلفة، قد تكون عسكرية، أو قد تتخذ شكلًا آخر من أشكال المقاومة المتنوعة. المهم أن حزب الله يتمتع بالقدرة والمرونة اللازمة لتنفيذ رد يتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها العدو.

خاتمة

في الذكرى الثامنة عشرة للانتصار، تظل المقاومة الإسلامية في لبنان رمزًا للصمود والعزة، وهي مستمرة في أداء دورها التاريخي في مواجهة العدوان الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية. وإن ما حققته المقاومة في حرب تموز لم يكن نهاية المطاف، بل كان بداية لمرحلة جديدة من الصراع، حيث أصبح العدو الإسرائيلي يدرك أن أي عدوان على لبنان أو فلسطين لن يمر دون رد قاسٍ.

وفي ظل التوترات الراهنة، وخاصة بعد اغتيال المقاوم فؤاد شكر، تظل المقاومة الإسلامية حاضرة بقوة، مستعدة للرد في أي لحظة، ومدركة تمامًا لمسؤولياتها التاريخية والوطنية. إذ أن هذه المقاومة ليست مجرد حركة عسكرية، بل هي رمز لإرادة شعب يأبى الخضوع، ويؤمن بأن النصر يأتي بالصبر والثبات والمقاومة. في النهاية، يبقى انتصار المقاومة الإسلامية عام 2006 شاهدًا على قوة الإرادة وصلابة الموقف، ودليلًا على أن المقاومة، مهما كانت التحديات، ستظل دائمًا هي الطريق إلى الحرية والكرامة.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال