في اليوم الثامن من الحرب الهمجية التي يقودها الإستكبار العالمي على غزة، لم يتجاوز الصهاينة بعد صدمة عملية “طوفان الأقصى”؛ تخبط، جنون، عدوانية، عنصرية، إجرام .. ما يجري في فلسطين المحتلة ليس سوى هيستريا امبريالية تعكس عنجهية الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه من قوى إستكبارية، خاصةً بعد دعم بايدن الوقح لآلة الحرب بزعم الدفاع عن “أمن” الولايات المتحدة. كما تعكس المحاولات الحثيثة لترميم الصورة المهشمة للاحتلال في ظل تفشي روح الهزيمة والخيبة بين صفوف مرتزقته. إرباك وتخبط كبير ملحوظ داخل كيان الاحتلال حيث نفذ ٧٥% من مستوطني الشمال عملية إخلاء خوفًا من تدخل حزب الله. كما يلاحظ بأن الاحتلال يتجنب تحديد الأهداف لأن التجارب السابقة بددت أوهامه.
الواضح بأن واشنطن تدير المعركة الانتقامية -سياسيًا وأمنيّا ولوجستيًّا- إذ تولت منذ اليوم الأول وزارة خارجيتها حملة اتصالات واسعة لضمان دعم الوحشية الصهيونية، وتهديد إيران وحزب الله بعدم دعم المقاومة الفلسطينية. المعطيات المتوافرة تشير إلى نية هؤلاء شن عدوان بري وحصار شامل لمنع المعونات الإنسانية والعسكرية. الهدف إجبار نحو نصف مليون من سكان غزة إلى الهجرة إلى مصر. في المقلب الآخر، تتسع دائرة التنسيق بين قوى محور المقاومة في حال فُرِضَ هذا التهجير.
العدوان يتواصل، مئات الشهداء سقطوا بسبب حرب صهيو-أمريكية تشن ضد خيار المقاومة في المنطقة. ما حققته عملية “طوفان الأقصى” على أراضي 1948 التي تعدها قوى الإستكبار أرضًا “إسرائيلية” ما جعلها في نظر أجهزة الإستخبارات العظمى صفعة كبرى لا يمكن نسيانها في تاريخ الصراع.
بايدن منح ناتنياهو ضوءاً أخضر لـ “القضاء على المقاومة” في غزة بسبب الكارثة العسكرية والأمنية التي لحقت بجيشه وأجهزته الأمنية و منظوماته المتقدمة. وكما أشرنا آنفاً فإن بايدن هدد محور المقاومة عبر عدة وسطاء بعدم التدخل. هذا الضوء الأخضر يعني نية الأعداء “تغيير وجه المنطقة” بحسب زعمهم لأنهم يعتبرون المقاومة الفلسطينية في غزة ركن أساسي من أركان عملية التحرير، التي تقودها قوى محور المقاومة.
ولو تحقق ذلك –لا قدر الله- فذلك يعني السيطرة على المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني، فضلًا عن تهويد القدس واجتثاث فكرة الدولة الفلسطينية وتعزيز الاستيطان في الضفة بتهجير سكانها الأصيلين وسلب أراضيهم. هذا يعني نكبة جديدة وفرض بالقوة لمشروع التطبيع. بالطبع، محور المقاومة لن يسمح بالإستفراد بالمقاومة في فلسطين، وبالتالي فتح الجبهات، وهو ما تؤكده الوقائع على الحدود الشمالية مع لبنان إذ أبدى حزب الله جهوزيته التامة للدخول في المعركة الشاملة، وأجرى ويجري عمليات إستهداف للمواقع الصهيوينة المعادية.
حكم بالإعدام على مليوني فلسطيني، إبادة جماعية، عجز تام للمستشفيات عن إستعياب الجرحى، نقص في الوقود الضروري لتوليد الكهرباء، نقص في الماء والغذاء والدواء، ومع ذلك فالعالم يتفرج ويصمت. الأمم المتحدة سبقت وحذرت من الكارثة الإنسانية في غزة. واليوم حين تحركت القاومة في القطاع للإنتفاض على هذا الواقع المرّ والفادح، تحوّل الإعلام الغربي لتصويب الإصبع على جوعى غزة ومشرديها. يتناسى هؤلاء بأن الولايات المتحدة الأمريكية أوقف مساعدات الإنوروا، علمًا بأن القطاع يعيش على هذه المساعدات، فكيف هو الحال الأن مع توقف المساعدات والقصف الشامل وتعطيل الصيادين والمزارعين! مساعدات لم تقدم يومًا لأجل سواد عيون الفلسطينيين إنما لتخديرهم وإلهائهم عن قضيتهم الأساس. مشروع دموي تلمودي يهدف للقضاء على كل الوجود الفلسطيني وعلى خيار المقاومة. هدف العدو بإحتثاث المقاومة الفلسطينية وإفراغ غزة والضفة والحديث عن تهجير السكان يمر مرور الكرام على آذان الحكام العرب.
من يراقب التظاهرات الشعبية في العالم يلحظ بأن هناك وعيّ عام يتوعد الكيان اللقيط بقرب سقوطه، بقرب نهاية مشروعه الإجرامي التوسعي. تفاعلت الجماهير في استفتاء نبذ الخلافات المشبوهة التي أشغلتهم لعقود وانتصروا لشعب فلسطين، مؤكدين رفضهم للتطبيع. عدوان، على الرغم من بشاعته، وما كلف من أرواح ودماء، قد وحدّ الشعوب. هذا بلا شك سيؤثر على صنّاع القرار خاصةً في الغرب حيث يدرك هؤلاء بأن هذا الغضب سيؤثر على نتائج الانتخابات مستقبلًا. فقد فشلت كل الإمبراطوريات الإعلامية في شيطنة المقاومة الفلسطينية، فاليوم الشعوب تدعم الرواية الفلسطينية وتدفع نحو انخراط الشعوب بتنوعاتها في معركة تحرير فلسطين. كما ساعد الإعلام البديل، رغم كل القيود المفروضة عليه، في مناصرة الشعب الفلسطيني ودحض الرواية الكولونيالية وفي إظهار حجم الوهن الذي يعيشه “بيت العنكبوت” رغم كل الدعم المفتوح. كذلك، فضح الإنفصال الفاضح بين المستوطنين وحكومتهم، وإقرار هؤلاء بعدم إنتمائهم لأرض فلسطين التاريخية. العدو تجاوز الخطوط الحمراء بإستباحته لدماء الصحفيين الذين ينقلون الصورة الحقيقية كما هي، من يراقب التظاهرات الشعبية في العالم يلحظ بأن هناك وعيّ عام يتوعد الكيان اللقيط بقرب سقوطه، بقرب نهاية مشروعه الإجرامي التوسعي. الشعوب تؤكد رفضها للتطبيع. عدوان، على الرغم من بشاعته، وما كلف من أرواح ودماء، قد وحدّ الشعوب. هذا بلا شك سيؤثر على صنّاع القرار خاصةً في الغرب حيث يدرك هؤلاء بأن هذا الغضب سيؤثر على نتائج الانتخابات مستقبلًا. فقد فشلت كل الإمبراطوريات الإعلامية في شيطنة المقاومة الفلسطينية، فاليوم الشعوب تدعم الرواية الفلسطينية وتدفع نحو انخراط الشعوب بتنوعاتها في معركة تحرير فلسطين. كما ساعد الإعلام البديل، رغم كل القيود المفروضة عليه، في مناصرة الشعب الفلسطيني ودحض الرواية الكولونيالية وفي إظهار حجم الوهن الذي يعيشه “بيت العنكبوت” رغم كل الدعم المفتوح. كذلك، فضح الإنفصال الفاضح بين المستوطنين وحكومتهم، وإقرار هؤلاء بعدم إنتمائهم لأرض فلسطين التاريخية.