اليمن جزء لا يتجزأ من حرب غزة

اليمن جزء لا يتجزأ من حرب غزة

الآن وقد جاوزنا المئة يوم وما تزال الحرب على غزة محط أنظار العالم أجمع لِما لها من أهمية كبرى ستترتب عليها سياسات دول كبرى في المستقبل القريب ولِما فيها من تشابكات سياسية وتدخلات عسكرية على المستوى الاقليمي من جهة وعلى الصعيد العالمي من جهة أخرى.

كانت غزة بمفردها تواجه هذا العدوان الغاشم عليها بكل مقدراتها، لكن سرعان ما توسع نطاق هذه الحرب التي تقوم على أرضها حقاً، ولكن أبعادها ذهبت أبعد من ذلك سياسياً وعسكرياً فلم تبق حماس واسرائيل في الميدان منفردين… قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم العدو الصهيوني في جميع الميادين، وذلك بمشاركة كل الدول الداعمة لأمريكا وأصحاب المصالح المرتبطة بها بشكل مباشر أو غير مباشر لتصبح غزة تواجه أكبر الدول في العالم على يد اسرائيل بمفردها.

هذا الوضع الذي آلت إليه الأمور أجج الكثير من المشاعر العاطفية والإنسانية على الصعيد العربي وعلى الصعيد العالمي ولكن وقف الأمر عند هذا الحد وفقط مجرد عواطف تتجسد بالاستنكار والاستهجان لِما يحدث، والوضع يزداد سوءا يوماً بعد يوم وغزة تستنهض العالم ولكن لا حياة لمن تنادي، إلى أن نهض اليمن وقام بدوره العروبي رغم ما هو فيه من وهن وتعب جرّاء ما هو فيه من الحرب التي لم تكد تضع أوزارها بعد… الحرب التي استمرت لأكثر من ثمان سنوات ورغم ذلك نهض مؤازراً غزة بما يظن ويعتقد أنه قادرٌ على الخوض فيه من مكانه وكانت هذه الوقفة التاريخية لليمن تمثلت بحركة الحوثيين المعروفين رسميا بحركة أنصار الله الذين أعلنوا أنهم باتوا طرفاً حقيقياً في الحرب على غزة إلى جانب حماس ضد العدو الاسرائيلي ومن خلفه جميع الدول الداعمة له وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الكبرى بريطانيا، وبدأوا يستهدفون بصواريخ ومسيرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات اسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى اسرائيل بالإضافة إلى سيطرتهم شبه الكاملة على مضيق باب المندب.

وعلى الرغم من موقف الحوثيين الداعم لغزة لم يكن تحيزاً ولم يلاقي استحساناً على نطاق التجارة العالمية إلا أنه لاقى ترحيبا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط المعني بالحرب في غزة شاء أم أبى، وحظي هذا الموقف العروبي بإجماع عربي على مستوى شعوب المنطقة كافة لأنهم مجمعين بكل ثقة على دور الولايات المتحدة الأمريكية الكبير في هذه الحرب وأنها جزء لا يتجزأ من هذه المشكلة كونها الداعم الرئيس لآلة الحرب الصهيونية والمغذي الأكبر لوقود هذه الحرب والحائل الأكبر لوقف إطلاق النار في غزة.

كما تستهجن هذه الشعوب وقوف حكوماتها صامتة أمام ما يحدث في غزة وتستنكر عجزها أيضاً عنو وقف الحرب فيها فضلاً عن عدم تقديم أي نوع من أنواع الدعم لها.

ورغم أنه هناك مَن استحسن موقف حركة أنصار الله اليمنية وهناكَ مَن استهجنها إلا أنها لم تتوقف عن دعمها لغزة في حربها ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية منطلقة من عقيدتها الصافية في الحرية ورافعة راية العزة والكرامة، وأكدت حركة أنصار الله  ذلك تصريحاً على لسان أحد المسؤولين في الحركة بأن الجماعة مستمرة في ضرب السفن الاسرائيلية وكذلك السفن المتجهة نحو اسرائيل مهما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا منعها من ذلك.

كما تعهدت الحركة بعد تصنيفها بأنها حركة إرهابية ووضعها على قائمة الإرهاب بمواصلة ضرب أي سفينة متجهة إلى اسرائيل قائلين أن هذا التصنيف لن يغير من موقفها الداعم لغزة والمناهض لإسرائيل شيئاً.

وأخيراً لا بد من القول بأن ما فعله الحوثيين ليس إلا نهضة حقٍّ بضمير عروبي يرسم تاريخا جديداً يعيد به للعرب أمجاداً يجب أن لا تُنسى.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال