في اليوم العالمي للمرأة واصل الاحتلال استهداف النساء في فلسطين وغزة دون محاسبة. تحرم المرأة الفلسطينية من الحق بالحياة والأمن والغذاء والدواء والكرامة بشكل صريح على مرأى العالم. العدالة غائبة والضمائر ميتة والمعايير مزدوجة والحصانة تمنح لمرتكبي الجرائم الانتهاكات الصهيونية الأمريكية الغربية.
نحن لا نعترف بإسرائيل، والحديث عن العنف الذي يقع على المرأة الفلسطينية موجه لمن يؤمن بأنَّ إسرائيل “دولة” فللأسف صمتت كل المنظمات والجمعيات الحقوقية والنسوية أمام ما تتعرض له المرأة الفلسطينية والأجنة في بطون أمهاتهم، لم تحميهم سيداو (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) وتلك المتعلقة بالصحة الإنجابية، الخ. انتهكت كل حقوقها لا سيما حق الحياة على عكس ما حدث تماماً خلال الحرب الروسية-الأوكرانية حيث هبَّ الإعلام والجمعيات والمنظمات للدفاع عن المرأة الأوكرانية.
اليوم أكثر نسبة الشهداء والمتضررين هنَّ من النساء والأطفال، وهذا العنف ضد المرأة الفلسطينية تحديداً ليس عبثاً بل هو هدف من أهداف العدوان الإسرائيلي. واقعاً هذه المرأة هي التي تنجب هذا الشاب المقاوم، هذا المجاهد الملتزم بقيم الجهاد والبسالة والشهادة من أجل الوطن. وتجويعهن وتهجيرهن وقهرهن محاولة بائسة للضغط أكثر على البيئة المقاومة.
خبراء الأمم المتحدة أعربوا مراراً عن قلقهم إزاء انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء الفلسطينيات في غزة والضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر، حيث كشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأنّ نساء و فتيات فلسطينيات “تعرضنّ للإعدام التعسفي في غزة، في كثير من الأحيان مع أفراد عائلاتهن، بما في ذلك أطفالهن”. وأضافوا بأنهم صدموا من التقارير التي تتحدث عن “الاستهداف المتعمد والقتل خارج نطاق القضاء للنساء والأطفال الفلسطينيين في الأماكن التي لجأوا إليها، أو أثناء فرارهم. وبحسب ما ورد كان بعضهم يحمل قطعاً من القماش الأبيض عندما قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي أو القوات التابعة له”.
كذلك عبّر خبراء الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء الاعتقال التعسفي لمئات النساء والفتيات الفلسطينيات، بما في ذلك المدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني في غزة والضفة الغربية. المفوضية السامية لحقوق الإنسان كشفت أنّ العديد منهن تعرضنّ لمعاملة غير إنسانية، وحُرمنّ من الغذاء والدواء، كما تعرضنّ للضرب المبرح. وفي مناسبة واحدة على الأقل، زُعم أن النساء الفلسطينيات المحتجزات في غزة احتُجزن في قفص تحت المطر والبرد، دون طعام.
“إنّنا نشعر بالأسى بشكل خاص إزاء التقارير التي تفيد بأنّ النساء والفتيات الفلسطينيات المحتجزات تعرضنّ أيضاً لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، مثل تجريدهن من ملابسهن وتفتيشهن من قبل ضباط الجيش الإسرائيلي الذكور” بحسب خبير أممي أكد أن ما لا يقل عن معتقلتين فلسطينيتين تعرضتا للاغتصاب بينما ورد أن أخريات تعرضن للتهديد بالاغتصاب والعنف الجنسي، وأشاروا إلى أن الجنود الصهاينة التقطوا صور مهينة لبعض المعتقلات وقاموا بنشرها على الإنترنت.
الخبراء الأمميون دعوا إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه وفعال في هذه المزاعم مشيرين إلى أن هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي “تصل إلى مستوى الجرائم الخطيرة بموجب القانون الجنائي الدولي التي يمكن مقاضاتها بموجب نظام روما الأساسي … يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الواضحة، ويحق للضحايا وأسرهم الحصول على الإنصاف الكامل والعدالة”.
في جميع أنحاء العالم وعلى مر التاريخ، شكلت المرأة العمود الفقري للحركات والانتفاضات والثورات. بدورها، لعبت المرأة الفلسطينية دوراً حيوياً متقدماً في المقاومة، بدءاً من محاربة الانتداب البريطاني وحتى قيام نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي. طرب عبد الهادي، امرأة فلسطينية ولدت في جنين عام 1910 وأسست مؤتمر المرأة الفلسطينية الذي قاوم احتلال الانتداب البريطاني لفلسطين، إلى فاطمة برناوي التي كانت من أوائل من حشدوا ضد الإحتلال الإسرائيلي وكانت أول معتقلة سياسية فلسطينية، تطول القائمة إلى رائدة الفضاء الفلسطينية نجود مرانسي إلى حنان حروب، المعترف بها كواحدة من أفضل المعلمين في العالم، وبالطبع الأمهات الشجاعات في طليعة القتال اليوم، مثل الشهيدة أشرقت قطناني وأم الشهيد باسل أعرج وزوجة الشهيد الشيخ خضر عدنان اللتين تحدتا الاحتلال الإسرائيلي ببسالتهما، حيث سمع صوتهما في جميع أنحاء العالم.
كل عام والمرأة الفلسطينية المجاهدة الصابرة بألف نصر وعزة وخير.