معادلة التوازن الاستراتيجي في مواجهة الكيان الصهيوني
في خضم الصراعات الإقليمية المتجددة، تبرز جبهة حزب الله في لبنان كأحد الأطراف الرئيسية التي تلعب دورًا حيويًا في المعادلة الاستراتيجية في المنطقة، حيث دعم حزب الله غزة، وربط بين وقف إطلاق النار في الشمال ووقف إطلاق النار في غزة، وهذا يعكس استراتيجية متكاملة تهدف إلى حماية المحور المقاوم وتعزيز قدراته في مواجهة الكيان الصهيوني.
دعم حزب الله لغزة: مظلة المقاومة الشاملة
منذ نشأته، تبنى حزب الله موقفًا داعمًا للفصائل الفلسطينية المقاوِمة، وعلى رأسها حركة حماس في غزة، وهذا الدعم يتجاوز الجانب العسكري ليشمل الجوانب السياسية واللوجستية والإنسانية، إذ أنه وخلال التصعيدات المتكررة في قطاع غزة، كان حزب الله دائمًا في طليعة المنددين بالعدوان الإسرائيلي، ومؤكدًا على وحدة الصف المقاوم وضرورة التنسيق المستمر بين مختلف الجبهات.
كما إن الدعم الذي يقدمه حزب الله لغزة يُعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تشتيت القدرات العسكرية الإسرائيلية وإجبارها على القتال على جبهات متعددة، ما يضعف قدرتها على التركيز والرد الفعال، وهذه الاستراتيجية تأتي في سياق ما يعرف بمحور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا والفصائل الفلسطينية وحزب الله.
الربط بين وقف إطلاق النار في الشمال ووقف إطلاق النار في غزة
إن الربط بين وقف إطلاق النار في الشمال اللبناني وغزة يعكس فهمًا عميقًا للمعادلة الاستراتيجية في المنطقة، وإنّ حزب الله يعي تمامًا أنّ أي تصعيد في غزة ينعكس مباشرة على الوضع في لبنان، والعكس صحيح… ومن هنا، يشدد الحزب على أن أي وقف لإطلاق النار في الشمال يجب أن يتزامن مع وقف العدوان على غزة، مما يجبر الكيان الصهيوني على احترام معادلة الردع المتبادلة.
إنّ هذا الربط ليس مجرد تكتيك عسكري، بل هو جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى الحفاظ على التوازن والردع، حيث يدرك حزب الله أن حماية غزة تعني بالضرورة حماية لبنان والعكس بالعكس، كما إن هذه المعادلة تضع الكيان الصهيوني أمام تحديات كبيرة، حيث يصبح من الصعب عليه التعامل مع جبهة واحدة دون أن تؤثر على الأخرى.
الجاهزية والاستعداد لحزب الله: القوة والردع
الاستعداد العسكري لحزب الله يتجلى في الردود الفورية والحازمة على أي اغتيالات أو اعتداءات يقوم بها الكيان الصهيوني، وهذه الردود تُظهر بوضوح أن حزب الله يمتلك من القدرات والتجهيزات ما يمكنه من ردع أي محاولة لزعزعة الاستقرار في لبنان أو ضرب مصالح المحور المقاوم.
فحزب الله يعتمد في استراتيجيته على تطوير قدراته العسكرية والتكنولوجية، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، التي تمثل تهديدًا كبيرًا للعمق الإسرائيلي، وإن هذه القدرات تجعل الحزب لاعبًا أساسيًا في أي مواجهة إقليمية وتمنحه قدرة على فرض شروطه في أي تسوية مستقبلية.
الفشل الإسرائيلي في جنوب الليطاني ورفح
التاريخ الحديث للصراعات الإسرائيلية يظهر بوضوح أن الكيان الصهيوني لم ينجح في تحقيق انتصارات حاسمة في مواجهة المقاومة، سواء في جنوب لبنان أو في رفح، فالعدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة وعلى لبنان واجه مقاومة شرسة، تمكنت من إفشال الأهداف العسكرية والسياسية الإسرائيلية.
ففي رفح، تمكنت الفصائل الفلسطينية من صد الهجمات الإسرائيلية وتحقيق مكاسب استراتيجية، الأمر الذي يضعف من قدرة الكيان الصهيوني على فرض إرادته بالقوة، وهذه الهزائم تعزز من موقف المقاومة وتجعل الكيان الصهيوني يدرك أن أي محاولة لاجتياح الجنوب اللبناني ستكون مكلفة وغير مضمونة النتائج.
تأديب الكيان الصهيوني وحماية الجبهات
ما جرى في غزة لم يكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كان درسًا قاسيًا للكيان الصهيوني حول قدرات وإصرار المقاومة، وإنّ التصعيد الأخير في غزة أظهر أن الكيان الصهيوني لا يمكنه الاستفراد بأي جبهة دون أن يواجه ردود فعل قوية ومنسقة من مختلف أطراف محور المقاومة، وإن هذه المواجهة ساهمت في تعزيز وحدة الصف المقاوم وحماية كافة الجبهات من أي هجوم إسرائيلي محتمل.
زوال الكيان الصهيوني: حتمية تاريخية
مع كل مواجهة، تتعمق قناعة محور المقاومة بأن زوال الكيان الصهيوني بات أمرًا محتوما أكثر من أي وقت مضى، حيث إن فشل الكيان في تحقيق أهدافه الاستراتيجية وتآكل الردع الإسرائيلي أمام تنامي قدرات المقاومة يعززان من هذه الرؤية، وكذلك التحولات الإقليمية والدولية تساهم أيضًا في تعزيز هذا الاتجاه، حيث تزداد عزلة الكيان الصهيوني وتتعاظم الضغوط عليه من مختلف الجهات. وفي الختام، يمكن القول إن جبهة حزب الله ودعمه لغزة يعكسان معادلة توازن استراتيجي تهدف إلى حماية محور المقاومة وتعزيز قدراته في مواجهة الكيان الصهيوني، وكذلك الربط بين وقف إطلاق النار في الشمال ووقف إطلاق النار في غزة، والجاهزية العسكرية لحزب الله، والفشل الإسرائيلي في تحقيق انتصارات حاسمة، كلها عوامل تجعل من زوال الكيان الصهيوني أمرًا محتوما أكثر من أي وقت مضى… هذه المعادلة الاستراتيجية تضع المنطقة أمام مرحلة جديدة من الصراع، حيث تزداد فيها قدرة المقاومة على فرض شروطها والدفاع عن حقوقها.