(رفح ملاذٌ آمن، رفح تستغيث)
لما غدت الأرض تضيق أمام سكان غزة، أصبحت مدينة رفح الفلسطينية الواقعة جنوبي القطاع مليئة بالنازحين وأصبحت واحدة من آخر المناطق المتبقية التي يفرون إليها خوفاً من القصف الصهيوني المتواصل باحثين عن الأمان.
ولم يكن الموت من القصف ما يلاحق الأهالي في غزة فقط، فالموت جوعاً أو مرضاً يتربص بهم، لا سيما الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر جراء وحشية الاحتلال، فلا طعام ولا ماء ولا وقود ولا دواء في مخيمات النازحين بمدينة رفح الفلسطينية التي تكافح العائلات النازحة فيها من شمال ووسط قطاع غزة للبقاء على قيد الحياة والحفاظ على الذين تبقى من أبنائهم.
تلك الأوضاع الكارثية دفعت الباحثين إلى البحث يومياً عن حلول بدائية للتكيف في ظل الظروف المأساوية التي يعيشونها في ظل نقص الأساسيات الضرورية للحياة.
ولا بد لنا من أن نشير من أن حرب الإبادة الجماعية دخلت أيامها الثلاثين بعد المئة وسط ارتفاع كبير في عدد الشهداء والجرحى من الفلسطينيين تصل إلى حوالي 28,176 شهيدا و67,784 جريحا، ولا يزال الآلاف من الشهداء والجرحى تحت الركام لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض .
وحالياً أصبحت مدينة رفح في قطاع غزة تمثل واحدة من المناطق الأكثر تضرراً وتأثراً بالنزاع الذي يجري بين الكيان المحتل والجانب الفلسطيني، فقد شهدت الفترة الأخيرة في رفح عدة جولات من القصف الإسرائيلي، والذي أسفر عنه خسائر كبيرة في الأرواح والبنى التحتية.
إذ أنه خلال الهجمات الإسرائيلية، تضررت المناطق السكنية والمدارس والمستشفيات في رفح، مما أدى إلى تشريد آلاف السكان وزيادة حالات الإصابة والوفيات، كما تضررت البنية التحتية الأساسية مثل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، مما زاد من معاناة السكان المحاصرين في المدينة.
كما إنه ومن جانبها، ردت الفصائل الفلسطينية المقاومة على القصف الإسرائيلي بإطلاق الصواريخ نحو المستوطنات الإسرائيلية المجاورة، مما أدى إلى تصاعد التوترات وتفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.
وكانت قد حذرت الأمم المتحدة من وضع كارثي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ تهديدها باجتياح المدينة عسكريا.
كما قالت إنها تواجه ضغوطا هائلة من أجل وضع خطة تهدف إلى مساعدة ما يزيد عن مليون نازح فلسطيني في رفح، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لعملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.
ورغم ذلك فما زالت المدينة تعاني على المستوى الصحي، فلا يوجد بها إلا عدد قليل من المستشفيات أبرزها مستشفى رفح المركزي، ومستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وجميعها تعاني نقص الإمدادات الطبية، وغياب الكهرباء ومصادر الطاقة، ما يؤثر على قدرة الأطباء والفرق الصحية في توفير العلاج، ومراعاة المرضى.
وبناء على ما تقدم فإنه من الصعب تقديم توقعات دقيقة حول الأحداث المستقبلية في رفح أو في أي منطقة تتعرض للنزاع، إلا أنه من المهم التنبؤ ببعض السيناريوهات المحتملة بناءً على الأحداث الحالية السياسية والعسكري، فقد تستمر التوترات في رفح وغزة بشكل عام، مع استمرار تبادل القصف بين الجانبين وتصاعد العنف، مما يؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية والدمار الهيكلي.
ومن الممكن أيضاً أن تتصاعد الأزمة إلى مواجهة عسكرية أوسع النطاق بين الجانبين، مما يزيد من التدمير والخسائر ويعقد فرص التوصل إلى حل سلمي.
وعلى الجانب الآخر، يمكن أن تؤدي جهود الوساطة الدولية والضغط الدولي إلى وقف لإطلاق النار وبدء مفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية تلبي مطالب الجانبين وتحقق الاستقرار في المنطقة.
في الختام يجب على المجتمع الدولي أن يعمل بجدية للحد من التوترات وإيجاد حلول سلمية للنزاع، ويجب عليه السعي لفتح ممر إنساني لإغاثة الأهالي في غزة عموما ورفح خاصة… كل هذا مع التركيز على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والسياسية للشعب الفلسطيني.