الحرب وتدمير الحياة: قصة مأساوية من قطاع غزة

الحرب وتدمير الحياة: قصة مأساوية من قطاع غزة

الدمار الهائل والأزمة الإنسانية: إسرائيل تدمر 45% من المباني في غزة وتشرد مليون شخص وتفصل 17 ألف طفل عن ذويهم”

إن تاريخ الصراع بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة يعود لعقود، ولكن ما شهده العالم مؤخرًا كان مروعًا بحق، ففي الحملة العسكرية الشاملة والغير مسبوقة على قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية التي مارسها الكيان الصهيوني المحتل بكل وحشية لم يكن لها مثيل عبر التاريخ، حيث قام الكيان الإسرائيلي المحتل بتنفيذ استراتيجية محكمة للتدمير، مما أدى إلى دمار شامل للأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية الأخرى، حيث تُظهر الصور الفضائية الصادرة عن الأقمار الاصطناعية مدى الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة، فلقد تم تدمير ما يقرب من 45% من المباني بالكامل، وهذا ما كان من شأنه أن يسفر عن تشريد ما يقرب من مليون شخص ليجعلهم بلا مأوى، بل حتى دفعهم إلى النزوح الداخلي، فلقد بلغت نتائج هذه الحرب حتى اللحظة مستويات هائلة من الدمار والبؤس.

نعم، لقد تصاعدت الحرب في ظل تبني الكيان الصهيوني لاستراتيجية تستهدف المواقع التي تزعم أنها تشكل تهديدًا أمنيًا بالنسبة لها، سواء كان ذلك بسبب وجود مقاتلي المقاومة في حماس أو حتى الاعتقاد بوجود أنفاق تحتها، وكل ذلك لم يكن إلا ذريعة لتدمير كل شيء، فمع هذه الاستراتيجية فقد تم تدمير ما يقارب 50% من المنشآت التعليمية، وتضرر 33% منها، وذلك إلى جانب دمار شبه كامل للبنية التحتية للطرق والطاقة، وهذا ما خلف خسائر فادحة في البنية التحتية وحياة المدنيين، وهذا الأمر لم يقف عند حد الخسائر المادية بل خلّف أيضاً خسائراً بشرية كارثية، ناهيك عن ما تركه من تأثيرات نفسية واجتماعية تتجاوز الوصف، والذي يدل دلالة واضحة عن نية الكيان المحتل بتغريبة فلسطينية جديدة.

كما إنه ووفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” فإن حوالي 17 ألف طفل في غزة فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم خلال الصراع، مما يجعل كل الأطفال في القطاع بحاجة ماسة إلى دعم في مجال الصحة النفسية ناهيك عن الصحة الجسدية والغذائية، وإن هذا الواقع يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية العميقة التي تواجه سكان القطاع، حيث يواجهون الآن تحديات لا مثيل لها في إعادة بناء حياتهم والتعافي من الصدمات النفسية والجسدية التي خلفتها الحرب.

وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة إعادة بناء غزة بعد هذا الدمار الهائل تصل إلى مليارات الدولارات، وهي تكلفة لا يمكن للاقتصاد المحلي تحملها بمفرده… وبالتالي، فإن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء البنية التحتية ودعم السكان المتضررين، وضمان عودتهم إلى حياة كريمة ومستقرة، فوفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، فقد تعرضت غزة لدمار هائل في البنية التحتية والمباني، حيث تم تدمير ما يقارب 45% من المباني بشكل كامل، وإن تكلفة إعادة إعمار غزة تبلغ مليارات الدولارات، وهي تكلفة ضخمة يصعب تحملها للاقتصاد المحلي الذي يعاني بالفعل من الظروف الصعبة.

ولا بد لنا في النهاية من الإشارة إلى أن الحرب في قطاع غزة ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي قصة مأساوية للمدنيين الذين فقدوا كل شيء: منازلهم، عائلاتهم، وحتى أطفالهم. ومن الضروري أن يبذل العالم جهودًا أكبر لوقف هذه الدورة المتكررة من العنف والدمار، والعمل نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وإعادة الحق لأصحابه والذي لن يكون إلا بإزالة ما يسمى إسرائيل هذا الكيان الصهيوني القائم على الوحشية والدمار واللاإنسانية، وبدون ذلك ستستمر هذه الكوارث الإنسانية المأساوية في تكرار نفسها مرارًا وتكرارًا ما دام هذا الاحتلال قائماً.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال