الفرق بين تعامل الكيان الإسرائيلي مع السجناء الفلسطينيين وتعامل المقاومة مع الأسرى الإسرائيليين

الفرق بين تعامل الكيان الإسرائيلي مع السجناء الفلسطينيين وتعامل المقاومة مع الأسرى الإسرائيليين

منذ نشأة هذا الكيان الإسرائيلي المشؤوم على أرض فلسطين الحبيبة والشعب الفلسطيني يعيش جحيماً لا يطاق ويعاني ويلات القتل والتدمير والتشريد والتعذيب والاعتقال على يد آلة القمع والتدمير الإسرائيلية بانتهاك صارخ لكل المعاهدات الدولية وقوانين حقوق الانسان من دون حساب أو عقاب.

الاعتقال التعسفي وطريقة معاملة الكيان الإسرائيلي للسجناء الفلسطينيين كانا محل قلق واستنكار وإدانة منظمات حقوق الانسان وأثارا مخاوف جدية لدى تلك المنظمات بشأن حقوق الإنسان وشَكّل نقطة خلاف كبيرة.

 تنص المادة الثالثة من معاهدة جينيف المتعلقة بأسرى الحروب والنزاعات أنّه يجب التعامل بإنسانية مع الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال الحربية وكذلك الأفراد العسكريين الذين ألقوا السلاح أو تم تحييدهم من ساحات القتال بسبب مرض أو إصابة أو أسر أو لأي سبب آخر، بدون تمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين أو المعتقد أو الجنس أو الغنى أو الفقر أو ما شابه ذلك، وبناء على ما تقدم يمنع منعاً باتاً التعرض للأشخاص المذكورين أعلاه في كل زمان ومكان ويُحَظر:

  • التعرض لحياتهم أو أذيتهم الجسدية أو معاملتهم بقسوة وتعذيبهم
  • أخذهم كرهائن
  • النيل من كرامتهم وإذلالهم والحط من قدرهم
  • إصدار أحكام تعسفية وإعدامهم بدون محاكمة من قبل محكمة مختصة

 عدم معالجة المرضى والجرحى

ولكن هل يحترم الكيان الاسرائيلي حقوق الانسان؟

 يلجأ الكيان الإسرائيلي للاعتقال الإداري المتكرر، وتسمح هذه الممارسة باحتجاز الأفراد دون توجيه تهم رسمية إليهم أو محاكمتهم، وغالباً ما يبررون ممارساتهم هذه بالمخاوف الأمنية، ويمكن لسلطات الكيان احتجاز الفلسطينيين بما في ذلك الأطفال ووضعهم رهن الاعتقال الإداري لفترات طويلة.

 يواجه السجناء الفلسطينيون ظروفاً وحشية لا إنسانية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتم معاملتهم بقسوة شديدة، ويتم إخضاعهم للتعذيب، ويتم إذلالهم والنيل من كرامتهم والحط من قدرهم، وإصدار أحكام تعسفية جائرة بدون محاكمة، وهذا ما أثبتته التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان، حيث أكدت تلك التقارير أن الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يواجهون مشاكل كبيرة مثل الاكتظاظ ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية وعدم كفاية الصرف الصحي وضيق أماكن العيش، كما يواجه المعتقلون الفلسطينيون قيوداً على الزيارات العائلية مما يزيد من حجم الضغط العاطفي والنفسي عليهم، كما أنهم يتعرضون لسوء المعاملة والإهمال والحرمان من الضروريات الأساسية، وتم أيضاً توثيق التقارير عن أساليب الاستجواب القاسية بما في ذلك الإيذاء الجسدي والنفسي للسجناء الفلسطينيين وتعذيبهم وانتزاع الاعترافات منهم بالقسر والإكراه واستخدام الحبس الانفرادي.

كل ذلك يُعَدُّ تعارض صارخ مع المواثيق الدولية وانتهاك فاضح لحقوق الإنسان وخرق كبير لمعاهدة جنيف المتعلقة بمعاملة أسرى الحروب والنزاعات.

أما المقاومة الفلسطينية فقد أبهرت العالم بتعاملها الإنساني مع الأسرى الإسرائيليين، هذا التعامل الإنساني مُستَمد من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي أمر بعدم إيذاء الأسرى أو تعذيبهم بضرب أو جوع أو عطش وأنّه لا ينبغي تركهم في الشمس أو البرد أو لسعهم بالنار المحرقة أو تكميم أفواههم وآذانهم وأعينهم، بل يجب معاملتهم معاملة إنسانية تحفظ كرامتهم وترعى حقوقهم وتصون إنسانيتهم، تطبيقاً لقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم “استوصوا بالأسارى خيراً”.

 لقد رأى العالم أجمع حسن معاملة المقاومة الفلسطينية للأسرى الإسرائيليين، وقد أظهرت المشاهد بعض الأسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال وهم يودعون مقاتلي المقاومة الفلسطينية والابتسامة تعلو وجوههم، وما لفت الانتباه أنّ المحتجزين الإسرائيليين وجهوا التحية لعناصر المقاومة لحظة إطلاق سراحهم ونقلهم إلى سيارات الصليب الأحمر، حيث ودعهم أحد المقاتلين بالقول إلى اللقاء، وبادلته سيدة وطفلتها التحية وهما تبتسمان، كما ظهر مقاتلو المقاومة وهم يحملون إسرائيليات كبيرات في السن بين أيديهم وينقلونهم إلى سيارات الصليب الأحمر.

تحدثت الإسرائيلية يوخفد ليفشيتز في مؤتمر صحفي عن التعامل الإنساني لمقاتلي المقاومة معها ومع باقي المحتجزين حيث قدموا لهم الطعام والشراب والرعاية الطبية، ونشر الصحفي السياسي في القناه 13 العبرية ألون بن دفيد مقالاً تحدث فيه وأقرَّ باعتراف الأسرى بأنهم تلقوا معاملة حسنة ولم يتعرضوا لأي سوء طوال فترة احتجازهم، كما أنهم حصلوا على الطعام والرعاية الصحية والدواء لمن هم في حاجة للدواء، وتلقوا العلاج. وأجمع أقارب الأسرى الإسرائيليين أن المُفرَج عنهم لم يتعرضوا لأي تعامل قاس، وتمت معاملتهم بإنسانية ولم يمروا بقصص الرعب التي كان الإسرائيليون يتخيلون أن الأسرى في قطاع غزه يعيشونها. الفرق واضح وجلي بين وحشية الاحتلال الإسرائيلي وإنسانية المقاومة الفلسطينية وبين السلوك الغريزي الوحشي وبين السلوك الإنساني المعتمد على الشريعة المحمدية السمحة.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال