الخسائر البشرية والوضع الصحي مثالاً
أدت الحرب الإجرامية الهمجية التي يشنها الكيان الإسرائيلي الغاصب على غزة إلى خسائر فادحة في الأرواح ودمار كبير في البنى التحتية. وسيكون لهذه الخسائر نتائج كارثية وطويلة الأمد على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي ستعاني منها فلسطين المحتلة بأسرها.
تبلغ الكثافة السكانية في قطاع غزة حوالي 6300 نسمة لكل كيلو متر مربع، ما يجعله من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. ويعيش في بعض مناطق شمال قطاع غزة ما يزيد عن 30,000 نسمه لكل كيلو متر مربع. كما أن نسبه الأطفال من سكان قطاع غزة والذين تَقُل أعمارهم عن 15 سنة تُقَدّر ب 40%، و60% من هؤلاء السكان هم لاجئون.
قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت الأحوال المعيشية سيئة جداً وخطيرة، بسبب الحصار الإسرائيلي اللاإنساني على هذا القطاع منذ عام 2007 ، والذي اقترن بعدة عمليات عسكرية شنها الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تفاقم سوء الأحوال المعيشية واستفحال الفقر وزيادة البطالة ونقص فرص العمل وانعدام الأمن الغذائي، الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب في غزة، هي فادحة وغير مسبوقة، حيث بلغ عدد الأشخاص المبلغ عنهم والذين لقوا حتفهم بسبب القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية ما يقارب 28,000 ، أغلبهم من الأطفال والنساء، كما أنّ عدد الجرحى يُقدّر بعشرات الآلاف، وأمسى آلاف الأشخاص في عداد المفقودين الذين يُرجَّح إمّا أنّهم علقوا أو فارقوا الحياة تحت الأنقاض.
وفي الضفة الغربية، يتصاعد التوتر وتزداد حدة المواجهات، حيث قُتل مئات الفلسطينيين على يد قوات الأمن والجيش الإسرائيلية او على يد المستوطنين، وأصيب آلاف الفلسطينيين بجروح. أما فيما يتعلق بالنزوح، فقد بلغ عدد النازحين داخلياً في هذه الحرب ضعف عدد النازحين خلال حرب 2014 ، ويُقدّر عدد النازحين في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي ما يقارب مليون ونصف المليون شخص، وسط ظروف إنسانية كارثية، حيث لا غذاء ولا ماء ولا دواء نتيجة الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاماً.
أمّا الوضع الصحي، فهو في حالة انهيار، فقد خرجت غالبية المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية عن الخدمه إما بسبب القصف الإسرائيلي أو بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها، كمّا أنّ المستشفيات المتبقية تعمل بالحد الأدنى نتيجة نقص الوقود، وأعداد المصابين التي تصلها تفوق قدرتها على الاستيعاب، حيث تجاوز عدد الجرحى بأكثر من 10 مرات عدد الأسِرّه التي كانت تؤمنها هذه المستشفيات قبل الحرب، بالإضافه إلى نقص كبير في الإمدادات الطبية بسبب الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة.
انقطاع الماء والكهرباء ونقص الغذاء، أدى إلى تفاقم تدهور الوضع الصحي، وخاصة بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
سيكون للحرب أثر جسيم على الأشخاص ذوي الإعاقة، وعدد هؤلاء مرشح للتزايد في ظل تصاعد عدد المصابين وتناقص قدرات الرعاية الصحية.
هذه الحرب الهمجية الوحشية على قطاع غزة سيكون لها تأثير طويل الأمد على القدرات البشرية، حيث الخسائر في الأرواح بلغت حد الكارثة، كما أنها أغرقت سكان قطاع غزة في حرمان لا مثيل له وفقر متعدد الجوانب غير مسبوق مما أدى إلى كارثة إنسانية فادحة. وما يواجهه سكان غزة ليس فقط دمار مادي يلحق بالمنازل والبنى التحتية الأساسية، بل أيضاً حرمان من الخدمات الأساسية، من رعاية صحية ومياه وطاقة وغذاء وتعليم وحقوق أساسية.