تواصل العملية العسكرية الصهيونية في رفح تصاعدها بشكل غير مسبوق وبشكل وحشي، ممارسة أبشع صور الإبادة الجماعية، حيث يكثف الكيان الصهيوني غاراته الجوية التي توصف بالدموية والمدمرة، ويبدو أن هناك سباقاً مع الزمن لبلوغ أهداف ميدانية قبل التوصل إلى اتفاق هدنة محتمل.
تصاعد الضغوط الميدانية
تعاني رفح من ضغوط ميدانية متزايدة نتيجة لعشرات الغارات الجوية التي تستهدف المنازل والعمارات السكنية، وقد تركز القصف في حيي السلام والبرازيل داخل مخيم رفح، مما أدى إلى مضاعفة عدد الضحايا يومياً وتدمير البنية التحتية الهشة أساساً في هذه المنطقة، ولقد تصاعدت حدة القصف والدمار لدرجة أن رفح أصبحت آخر المناطق في قطاع غزة التي تشهد هذا المستوى الهائل من التدمير، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كان الكيان الصهيوني يسابق الزمن قبل التوصل إلى اتفاق هدنة.
النزوح الجماعي
وتزامناً مع تصاعد العمليات العسكرية، تتواصل عمليات النزوح الجماعي من رفح، حيث لم يتبقَّ سوى عدة مئات الآلاف من المواطنين في تل السلطان والحي السعودي وبعض أحياء المخيم في المنطقة الغربية من رفح، حيث إن النازحين يفرون نحو مواصي خان يونس ووسط القطاع، وخاصة دير البلح، إلا أن هذه المناطق لم تسلم أيضاً من الغارات الجوية، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجدداً دير البلح والنصيرات والبريج بنحو عشرين غارة، بالإضافة إلى قصف مدفعي لمناطق في خان يونس.
الكارثة الإنسانية
إن رفح تواجه كارثة إنسانية متفاقمة، حيث باتت البنية التحتية غير قادرة على تحمل هذا الحجم الهائل من الدمار، وتتواصل أعمال فرق الدفاع المدني رغم قلة الإمكانيات، محاولين انتشال عشرات جثث الضحايا من تحت الأنقاض ومن بين أزقة مخيم جباليا بعد يومين من انسحاب الجيش الإسرائيلي من المخيم.
الهدنة المحتملة
ويؤكد مراقبون أن هناك ضغوطاً متزايدة على الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق هدنة لوقف العمليات القتالية، وهذه الضغوط تأتي من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي تندد بالوضع الإنساني المتدهور في غزة… ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل تسعى لتحقيق أكبر قدر من الأهداف العسكرية قبل أي اتفاق محتمل، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعقد الوضع الميداني.
التحليل السياسي والعسكري
ومن منظور سياسي وعسكري، يسعى الكيان الصهيوني إلى فرض أكبر قدر من الضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية وإضعاف قدراتها القتالية قبل الدخول في أي مفاوضات لوقف إطلاق النار، وهذا التكتيك يهدف إلى تحسين موقفها التفاوضي وضمان تحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية والسياسية، ومن جهة أخرى، تواجه فصائل المقاومة الفلسطينية ضغوطاً كبيرة من الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي لوقف التصعيد وحماية المدنيين.
الدور الدولي
وإن المجتمع الدولي يلعب دوراً حيوياً في الضغط على الأطراف المتصارعة للتوصل إلى اتفاق هدنة، فالدول الكبرى ومنظمات حقوق الإنسان تدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية وفتح ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين، ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري.
خاتمة
في ضوء التصعيد العسكري الحالي في رفح، يبدو أن هناك سباقاً مع الزمن لتحقيق أهداف ميدانية قبل التوصل إلى أي اتفاق هدنة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار النزوح الجماعي وتدمير البنية التحتية، وكذلك الضغط الدولي من أجل وقف العمليات القتالية يتزايد، لكن التوصل إلى اتفاق هدنة يحتاج إلى جهود دبلوماسية مكثفة وتنازلات من جميع الأطراف المعنية، وفي نهاية المطاف، يبقى الأمل في أن يتمكن المجتمع الدولي من فرض هدنة تعيد بعض الهدوء إلى قطاع غزة وتخفف من معاناة المدنيين المستمرة.