واشنطن تخوض حرب حماية مصالحها في فلسطين

واشنطن تخوض حرب حماية مصالحها في فلسطين

منذ 39 يوم على الحرب العدوانية المتوحشة الإجرامية التي ينفذها العدو الصهيوني برعاية غربية في فلسطين المحتلة، تصدّ المقاومة الفلسطينية العدوان بشجاعة وبسالة بالتنسيق مع الجبهات المساندة -كما أطلق عليها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله- من لبنان إلى اليمن إلى سوريا والعراق. الأمين العام لحزب الله، أكد في خطابيه الأخيرين أن الحسم الأخير هو للميدان.

اليوم نحن أمام لحظة تاريخية ومفصلية وشديدة التعقيد ولا يمكن التنبؤ إلى أين تذهب الأمور. ما حصل في السابع من أكتوبر كان كبير وخطير واستراتيجي، كشف إن هذا العدو لا يستطيع أن يحمي نفسه، وأنه فقد ثقة مستوطنيه بقيادته السياسية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية. هذا الأمر دفع الغرب كلّه للتدخل والاستنفار، مما كشف إلى أي مدى يخاف هذا الغرب المنافق المتوحش على هذا الكيان الوظيفي إذ لم تعد المعركة إسرائيلية-فلسطينية إنّما معركة الغرب كلّه لحماية هذا الكيان، ولمواجهة محور المقاومة. 

بلا شك، إن التوحش الغربي -اليوم- هو الذي يقتل المدنيين في فلسطين وليس الإسرائيلي وحده. منذ البداية، الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد توسيع الحرب لأن ذلك لا يخدم مصالحها، فهي تدرك بأنّه بإمكان قدرات حزب الله -تحديدًا- تدمير كل المنشآت الحيوية والأساسية في الأراضي الفلسطينية الشّماليّة التي يحتلها الكيان الإسرائيلي. إنّ الإنجاز الذي تحقق خلال “عملية طوفان الأقصى” هو افتضاح ضعف هذا الكيان الكولونيالي وهشاشته.

بالتأكيد هناك معلومات مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تضغط بإتجاه عدم توسيع هذه الحرب. كان هدف حماس إلقاء القبض على مجموعة ضباط وجنود تبادل فيهم الأسرى، لكن افتتضاح هشاشة الإحتلال استدعى تدخل الولايات المتحدة وكل الغرب لنصرة “إسرائيل”. اليوم، الأميركي مربك لأنه عاجز عن ترميم صورة الإسرائيلي. حتى اللحظة، لم يتمكن جيش الاحتلال من إلقاء القبض على أي مقاوم فلسطيني، من الكشف عن مواقع مخازن الصورايخ ومنصات إطلاقها، من العثور على أماكن اعتقال الرهائن، وسيعج حتمًا. كل ما أنجزه هو قتل 5000 طفل فلسطيني تقريبًا؛ أطفال خدج توقف الأوكسجين عنهم. ولا حدود لهذا التوحش.

اليوم الرأي العام الغربي يتحرك من أجل غزة من أجل أطفال غزة. طبعًا إن خلفية الرأي العام الغربي السياسية والاجتماعية مرتبطة بالنشاط والحضور المؤثر للجاليات العربية والإسلامية الموجودة في أوروبا. أيضًا هناك عمومًا استياء من الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها، وبالتالي يخشى الغربيون بأنهم سيدفعون أيضًا ثمن دعم حرب غزة. الأوروبيون إنسانيون ولطيفون ليسوا وحوشًا مثل حكوماتهم، ليسوا رأسماليين، هذا التأييد محدود لكنه مهم ويؤثر ويضغط على الحكومات.

بايدن مثل نتنياهو يحسب حساباته ما بعد الحرب، فهو يخشى خسارة أصوات العرب والمسلمين، ففي الانتخابات الماضية، حاز على أصواتهم بشكل كبير. بدورها، السوشيال ميديا لم تسمح للإعلام التقليدي السائد أن ينفرد بترويج سردية الولايات المتحدة التي مارست الإبادات الجماعية منذ مئات السنين.

منافق ومخادع ومتوحش هي ثلاث صفات ملازمة لهذا الغرب.  لو كانت قضية نساء غزة هي “قضية خلع الحجاب” لاستنفرت أوروبا لهن الأساطيل والجمعيات النسوية. لو كانت قضية رجال غزة “قضية شذوذ جنسي” لأرسلت لهم أمريكا حاملات الطائرات لدعمهم. ولو كانت قضية أطفال غزة “قضية تغيير جنس” لانتفضت الأمم المتحدة بالإجماع. لكن القضية قضية مقاومة الإمبريالية. صمتت الجمعيات النسوية، صمتت اليونيسف وغيرها من الشركات الأممية بشأن التوحش الإسرائيلي.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال