السبيل السهل لإسقاط نتنياهو ووقف التصعيد والحرب

نتنياهو

توحد الجبهات وتكامل الاستراتيجيات

في ظل تصاعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتداخل العديد من الجبهات في المنطقة، بات من الواضح أن هذه الجبهات لم تعد تعمل بشكل منفصل. فلقد توحدت وتدار من غرفة عمليات واحدة تشمل جميع الجوانب: السياسية، العسكرية، الإعلامية، والدبلوماسية. وإن ما يحدث الآن هو مشهد معقد ولكنه منظم بشكل دقيق، ويبدو أن هناك إرادة واضحة لإضعاف الكيان الإسرائيلي عبر تعدد المحاور التي تواجهها.

إيران، التي لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز هذه الجبهات، زودت حزب الله بأسلحة متطورة، بما في ذلك القذائف الكهرومغناطيسية، ما جعل إسرائيل ترى نفسها مضطرة لإدخال هذه الأسلحة في حساباتها. وإن الحوثيون والفصائل المسلحة الأخرى، بما فيها تلك التي تملك طائرات “يافا” والصواريخ الفائقة السرعة، أثبتت قدرتها على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية المعقدة.

تصاعد الضغط من جبهات متعددة

ما يجعل هذا التصعيد مختلفًا عن غيره هو أن الجبهات المشاركة في القتال تتضمن مناطق متعددة: اليمن، العراق، لبنان، والجولان. وكلها تشارك في هذا الصراع بشكل متكامل، وتؤدي أدوارًا محورية. لكن الأهم هو أن هذه الجبهات تعرضت مرارًا وتكرارًا لاعتداءات إسرائيلية-أمريكية، وذلك كلما رأت إسرائيل والولايات المتحدة ضرورة لذلك. هذا النوع من الاعتداءات المستمرة هو ما يجعل هذه الحرب أكثر تعقيدًا وأكثر خطورة على المنطقة ككل.

حرب وجودية تقودها أمريكا

الحرب الحالية ليست مجرد جولة صراع عابرة؛ بل هي حرب وجودية، تقودها أمريكا وتشارك فيها إسرائيل بشكل فعّال. وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يظهر تصميمًا كبيرًا على المضي قدمًا في هذه الحرب، على الرغم من الأثمان الكبيرة التي يدفعها الداخل الإسرائيلي. كما إن حزب الله من جانبه يظهر نوعًا من الحذر والحرص على حماية لبنان وبنيته التحتية، ولكنه مستعد لتقديم التضحيات الكبيرة إذا لزم الأمر.

الاستراتيجية الإسرائيلية: “فرّق تسد

إسرائيل والولايات المتحدة تعتمد على استراتيجية قديمة لكنها فعّالة: “فرّق تسد”. منذ صعود النظام الأنجلو-ساكسوني، اعتمدت إسرائيل على هذا المبدأ في حروبها، حيث تحاول تفكيك الجبهات واحدة تلو الأخرى. لكن ما يميز هذا الصراع هو النجاح غير المسبوق للمحور في توحيد الجبهات والعمل بطريقة منسقة.

الظروف مهيأة لإسقاط نتنياهو

كل الشروط والظروف المتاحة الآن تشير إلى أن إسقاط نتنياهو وإنهاء الحرب بات ممكنًا. توافر التنسيق بين الجبهات والأسلحة يجعل إسرائيل أمام تحديات كبيرة. وإذا استمر هذا الضغط المنظم، فإن نتنياهو قد يجد نفسه مضطرًا للانسحاب، وذلك بعد أن يتم إنهاك إسرائيل وتعطيل قوتها العسكرية.

إحدى الاستراتيجيات المقترحة هي تصعيد التنسيق بين الجبهات، وذلك بهدف إنهاك إسرائيل واستنزافها. وهذه الاستراتيجية ستجعل إسرائيل عاجزة عن الاستمرار في حرب طويلة الأمد، مما يدفع نتنياهو إلى إنهاء الحرب أو حتى التسبب في انهيار حكومته.

اقتراحات لتسريع إسقاط نتنياهو

  • إعلان الطلاق مع قواعد الاشتباك القديمة

    المحور بحاجة إلى التخلي عن الأوهام المتعلقة بقواعد الاشتباك أو الردع أو “الخطوط الحمراء”. فهذه الحرب مع نتنياهو لا تعترف بأي قواعد سابقة. وإن الوقت قد حان للتخلي عن سياسة الرد المتناسب والانتقال إلى المبادرة. كما إن الهجوم وليس الدفاع يجب أن يكون السمة البارزة للمرحلة المقبلة، وبهذه الطريقة، سيصبح نتنياهو هو الطرف الذي يلهث خلف محاولات الرد.

    • التنسيق المتزايد بين الجبهات

    الجبهات في اليمن والعراق، على سبيل المثال، يمكنها تبادل الضربات على العمق الإسرائيلي بشكل يومي. هذه الهجمات المتكررة ستشل الاقتصاد الإسرائيلي وتضعف جيشه. كذلك، يمكن لجبهات الجنوب والجولان، التي أصبحت جبهة واحدة، أن تركز على القصف الصاروخي وشن الغارات على المواقع العسكرية الإسرائيلية، وهو ما سيزيد من تعقيد الوضع أمام نتنياهو.

    • تكثيف العمليات داخل فلسطين

    داخل الضفة الغربية وأراضي فلسطين المحتلة في العام 1948، يمكن تكثيف العمليات الاستشهادية والهجمات المتناغمة. وهذه العمليات ستربك إسرائيل من الداخل وتزيد من حالة الفوضى، مما يساهم في تسريع انهيار الحكومة الإسرائيلية.

    • حماية إيران من الحرب الإقليمية

    إيران يمكنها تأجيل ردها على اغتيال قياداتها إلى الوقت المناسب. في الوقت الراهن، يجب أن تبقى طهران في موقف الدعم والتموين للجبهات الأخرى، مع الحرص على حماية بنيتها التحتية من أي هجمات إسرائيلية أو أمريكية محتملة.

    التأثير الاستراتيجي على إسرائيل

    السؤال الأهم هنا: كم من الوقت يمكن لنتنياهو أن يتحمل هذا الضغط المتواصل؟ إذا استمرت هذه العمليات المتناغمة والمستمرة من الجبهات المتعددة، فإن إسرائيل ستجد نفسها في موقف لا تحسد عليه. نتنياهو، المعروف بمواقفه الصارمة، سيصبح عاجزًا عن مواصلة الحرب وسيضطر إلى اتخاذ خطوات تنازلية.

    الكلفة التي ستتكبدها الجبهات والمحور نتيجة لهذا النهج ستكون أقل بكثير من ترك المبادرة بيد نتنياهو. هذا التنسيق المستدام بين الجبهات سيؤدي إلى إنهاك إسرائيل وجيشها، وربما انهيارها داخليًا، دون الحاجة إلى التصعيد نحو حرب إقليمية واسعة.

    الخلاصة: تسريع انهيار إسرائيل وإنهاء الحرب

    النهج المتبع حاليًا من قبل الجبهات المتعددة والمحور يعد استراتيجية فعّالة. فتفعيل جبهتي اليمن والعراق، إلى جانب استخدام الأسلحة الفائقة السرعة، سيغل يد نتنياهو، ويمنعه من تحقيق أي انتصارات عسكرية. وكذلك اليمن والعراق، اللذان تضررت بنيتهما التحتية بشكل كبير، لن يكونا أهدافًا ثمينة لنتنياهو.

    في النهاية، الطريق إلى إسقاط نتنياهو ووقف الحرب يتطلب استمرارية هذا النهج المتناغم والمستدام. وإذا تم تنفيذ هذه الاستراتيجية، فإن إسرائيل ستجد نفسها أمام أزمة داخلية خانقة، مما يدفعها إلى إنهاء الحرب بشكل أسرع.

    واتس اب
    فیس بوک
    تیلجرام
    ایکس
    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    اخر أخبـــار
    سياحة وتجوال