“الانقلاب القانوني” الذي تعمل عليه الحكومة اليمينية في دولة الاحتلال وردود الفعل عليه لم يتسبب في حدوث شرخ فحسب بل أدى إلى أزمة في العلاقات مع واشنطن.
فرغم أن الولايات المتحدة لم ترغب بالتدخل في مسألة التعديلات القضائية مباشرة، لكن بايدن اضطر لتغيير سياسته بسبب قلقه على “أمن إسرائيل”، وفقًا لما ذكره البروفيسور إيتان غلبوع، الخبير في الشؤون الأمريكية
وأضاف أن “نتنياهو تجاهل سلسلة التحذيرات الأمريكية، بل إنه استخف بها، وإن عددا من وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست أبدوا ردود فعل هجومية على واشنطن”.
“ومع مرور الوقت فقد حدث تغيير جذري في العلاقات بينهما، حيث تبنى بايدن سياسة أكثر حزماً تجاه نتنياهو، وزار كبار المسؤولين الأمنيين في الإدارة الأمريكية دولة الاحتلال؛ مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكين، مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، ومدير المخابرات المركزية وليام بيرنز، للتحقق مما يحدث”، بحسب البروفيسور الأميركي.
وأضاف غلبوع أن “التوتر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وصل إلى ذروته في عدم دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، وبدأت الإشارات الأمريكية تعبر عن قلقها إزاء تشكيل حكومة يمينية، وسنّ تشريعات قانونية، وظهور الاحتجاجات الجماهيرية ضدها”.
وتابع بأن ذلك “زاد في تصدع ثقة إدارة بايدن بنتنياهو، لأنه لم يفِ بوعوده لها، لأن حكومته تضم العناصر الأكثر تطرفًا في المشهد السياسي الإسرائيلي، وصدور انتقادات أمريكية للانقلاب القانوني الجاري دون اتفاق واسع بين جميع الإسرائيليين، بزعم أن مثل هذا التشريع لن يمرّ”.
غلبوع أشار إلى أن “تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب أوصل بايدن بشكل حاسم إلى عدم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض في المستقبل القريب، وجاءت ردود الفعل الإسرائيلية قاسية، وفي بعض الحالات غريبة، وغير مسؤولة”.
وذكر المقال بأن عضو الائتلاف ميكي زوهار، اتهم بايدن بالوقوع ضحية لأخبار كاذبة، وأنه لا يعرف ولا يفهم ما يحدث في إسرائيل، ووصف مواقفه بأنها تمثل ازدراءً وغطرسة شائنة.
بل إن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لم يتردد في القول إن “إسرائيل ليست نجمة أخرى على العلم الأمريكي”، وفقًا للمقال.
وأردف بأن عضو الكنيست، دان إيلوز، من حزب الليكود، كتب خطاب احتجاج سخيف لأعضاء الكونغرس، كما زعم عضو الكنيست، نسيم فيتوري، من حزب الليكود أنه “إذا كان علينا الدفاع عن أنفسنا، فسنقوم بذلك بدون الولايات المتحدة”.