للمرة الأولى، الإحتلال يستخدم منظومة «ثاد» الأمريكية للتصدّي لصاروخ يمني

للمرة الأولى، الإحتلال يستخدم منظومة «ثاد» الأمريكية للتصدّي لصاروخ يمني

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّه «للمرة الأولى منذ نشرها في إسرائيل، تم تفعيل منظومة الدفاع الجوي الأميركية، ثاد، من أجل التصدي للصاروخ اليمني».

المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، سبق أن كشف عن تنفيذ عملية نوعية ضد  «مطار بن غوريون»، فجر الجمعة، عبر صاروخ باليستي،  «فلسطين 2» الذي نجح في الوصول إلى هدفه «رغم تكتّم الاحتلال».

وفقًا للإعلام الحربي اليمني، يحمل صاروخ «فلسطين 2» اليمني الصنع اسم فلسطين وخارطتها وعلمها والكوفية. أطلق هذا الجيل لأول مرة في يونيو الماضي. وهو أحد طرازات الصواريخ الباليستية الفرط صوتية التي دخلت الخدمة في سبتمبر الماضي. يصل مداه إلى 2150 كيلومترًا وسرعته إلى 16 ماخ.

صاروخ «فلسطين 2» يمتلك القدرة على المناورة وتضليل الدفاعات الجوية حتى لو كانت متطورة. كما يستطيع قطع مسافات كبيرة في غضون دقائق، ولديه 4 شفرات هوائية تساعد في ضبط مساره. ويستخدم «فلسطين 2» الوقود الصلب الذي يتميّز بسرعة احتراقه وقدرته على توليد قوة دفع في وقت قصير، كما يمكن تخزينه لفترات طويلة من دون تحلّله، ويعد أسهل وأكثر أمانًا في التشغيل، ويتطلب دعمًا لوجستيًّا أقل، ما يزيد صعوبة اكتشاف الصاروخ.

الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بارك مسبقًا الهجوم الصاروخي الذي نفذه «إخوان الصدق أنصار الله في اليمن باتجاه قلب الكيان الصهيوني». وأشاد في تصريح له عبر منصة «تليغرام» بوقوف اليمن الصلب إلى جانب غزة، داعيًا إلى تصعيد هجماتهم حتى يرضخ الاحتلال ويوقف حرب الإبادة.

وأدان أبو عبيدة «الهجمات الإرهابية التي نفذها الكيان الصهيوني على أهلنا في اليمن والتي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه عدوٌ للأمة أجمع ما يحتم على كل مكوناتها التصدي لإجرامه ودعم صمود الفلسطينيين خط الدفاع الأول عن الأمة».

وكانت صنعاء قد اتّخذت قرارًا بفتح جبهة مسانِدة لغزة على مراحل، بدءً من منع السفن التجارية من عبور مضيق باب المندب باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولًا إلى استهداف العمق الإسرائيلي بالطائرات المسيّرة الانقضاضية والصواريخ الباليستية.

وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن جندي أميركي تأكيده أنّ منظومة الدفاع الجوي الأميركية «ثاد»، التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن»، استُخدِمتْ في محاولة اعتراض الصاروخ إلى جانب منظومة الدفاع الإسرائيلية «حيتس».

في الـ21 أكتوبر، بناءً على توجيه من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أذِنَ وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بنشر منظومة «ثاد» وذلك لتعزيز  «الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بعد الهجمات الصاروخية الباليستية الإيرانية على إسرائيل».

وتستخدم منظومة «ثاد» لإسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، وذات الارتفاعات العالية.

من الواضح أن الهجمات الأميركية – البريطانية وتلك الإسرائيلية قد فشلت في دفع حركة «أنصار الله» إلى الانكفاء؛ إذ إنه كلما ارتفعت وتيرة الهجمات، اندفعت صنعاء أكثر إلى مهاجمة تل أبيب، كما إلى مواصلة اعتراض ومنع عبور السفن والحاويات منها وإليها.

بناءً عليه، ثمّة سيناريوهات بديلة من بينها استهداف: القيادات اليمنية والكوادر ذات الخبرة؛ الوسائل القتالية؛ مراكز وفنيو تصنيع السلاح وتخزينه؛ البنى التحتية ومنشآت الطاقة خاصةً في صنعاء بوصفها معقل حركة «أنصار الله» وصعدة نظرًا لموقعيتها في الوعي العام الجمعي اليمني (مسقط رأس السيد الحوثي ومركز انطلاق الحركة). يلي ذلك دعم وتسليح المرتزقة في الجنوب لاجتياح المناطق الشماليّة وإسقاط حكومة صنعاء تمامًا كما حدث في دمشق. إلّا أن هذا التوجه يبدو مستحيلًا علمًا أن ما يتم تداوله بين المحللين الصهاينة هو استئناف وتصعيد العدوان السعودي – الإماراتي ضد اليمن بوسائل قتالية إسرائيلية. لكن تحالف العدوان ومرتزقته قد فشل طوال عقد من تحقيق انتصار عسكري في اليمن، فهل ينجح هذه المرّة؟ 

بعض المحللين الصهاينة يعتقدون بأن تبني إدارة ترامب نهجًا مغايرًا وأكثر تطرُّفًا لردع التهديد، أي التدخل العسكري المباشر، قد يحقّق النتيجة المؤملة. فيما يحثّ محللون آخرون على الامتناع عن استهداف اليمن فإخضاعه الشّعب اليمني صعب وشائك ويكتنفه الكثير من الغموض، وبدلًا من ذلك يحثون على استهداف إيران كونها -كما يزعمون- المحرّك والمموّل لـ«أنصار الله». طبعًا سرديّة إدعائيّة كهذا تنمّ عن قلة دراية بالعقليّة اليمنية.

بعد عقدٍ من «عملية محدودة تُخاض لأسابيع لإنهاء أنصار الله»، كانت النتيجة كيانًا سياسيًّا وعسكريًّا مقتدرًا ومستقلًا يمرغ أنف الإمبرياليّة «الآبراهاميّة» بالتراب، وهو قادر على تحمّل الأثمان وصد محاولات فرض الإرادات عليه.

والسؤال الأهم: لماذا لا يجرؤ هؤلاء على مهاجمة إيران أولًا باعتبارها «المحرّك» لكلّ قوى المقاومة في غرب آسيا؟

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال