الأمم المتحدة تحذر من انتشار فيروس متحور من شلل الأطفال

شلل الأطفال

غزة بحاجة إلى 1.3 مليون جرعة لقاح

أعلنت الأمم المتحدة أن غزة منطقة وباء خطرة… محذرةً من حدوث كارثة حقيقية بين سكان القطاع يمكن أن تنتشر بسرعة بين دول العالم. وكانت الحالة الأولى التي تمّ رصدها هي لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر.

وزارة الصحة الفلسطينية تعتمد بروتوكول منظمة الصحة العالمية في تطعيمات الرضع… ومن بينها شلل الأطفال الذي يجري التحصين منه بعد الولادة بنحو شهرين… لكن بسبب الحصار التام لقطاع غزة، لم يحظَ معظم أطفال غزة بالتطعيمات مما حوّل القطاع إلى بؤرة أوبئة.

منذ فرض الحصار على غزة… انضم قطاع غزة الى أفغانستان وباكستان اللذين يستوطنهما المرض الفيروسي شديد العدوى… هذا المرض يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يحدث شللاً تاماً خلال ساعات.

إنّ هذا الفيروس ينتشر من شخص لآخر بصورة رئيسة عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة مثل المياه أو الأطعمة الملوثة، ويتكاثر في الأمعاء.

من أعراض الوباء الأولية:

الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلب الرقبة والشعور بألم في الأطراف…

وهو يصيب الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، ولكنه يمكن أن يصيب أي شخص غير ملقح ضده بصرف النظر عن عمره… لا يوجد لهذا المرض علاج، ولكن الوقاية ممكنة عبر التطعيمات المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية.

ويمكن القول بأن إصابة واحدة يمكن أن تتفشى بين 200 شخص (10 % من المصابين يلقون حتفهم بسبب توقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها).

لهذا الوباء الخطير تداعيات مرعبة على أهل غزة… إذ يؤشر تسجيل حالة واحدة بشلل الأطفال إلى تحول القطاع إلى بؤرة لتفشي هذا الوباء… ليس في حدود جغرافيا غزة فحسب، بل ممكن أن ينتقل كذلك إلى دول العالم، حتى في ظل القيود الصارمة على القطاع.

وقد صرّح أياديل ساباربيكوف… رئيس فريق الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة:

“ما دام أن هناك طفلاً واحداً مصاب بعدوى فيروس الشلل، فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض”… مضيفًا أن: “الظروف في غزة تشكل خطراً على الأطفال وتخلق البيئة المثالية لانتشار شلل الأطفال، وقد يسفر الفشل في استئصال الوباء من غزة إلى تحول القطاع لبيئة ملائمة لانتشار العدوى وتفشيها في العالم”.

وقد كشف موسى عابد، مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية، عن وصول ثلاثة أطفال إلى مستشفيات القطاع “يظهرون مؤشرات شلل رخو حاد في أطرافهم تحديداً الساقين، ومباشرة أكد الأطباء أنها من الأعراض الشائعة لشلل الأطفال”.

ويضيف بأن العدو دمر المختبر المركزي لوزارة الصحة فلا توجد أجهزة تحليل متقدمة في القطاع “وهذا يؤشر إلى مدى انهيار منظومة الرعاية الصحية في غزة”.

وخلال ذلك، حملت منظمة الصحة العالمية عينات من براز الأطفال إلى المختبر الوطني الأردني لشلل الأطفال لتحليلها، وقد تبين إصابة طفل بالمرض، وانتشار الفيروس في ستة مواقع من مدينتي خان يونس ودير البلح.

يشرح ساباربيكوف بالقول: “تم اكتشاف وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال من نوع CVPV2، وهذا هو النوع الثاني من العدوى… إن هذا الفيروس المتحور شديد الخطورة، ويصيب وينتشر ويقتل بصورة سريعة”.

وفق تقييم مديرية الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية، فإن أبرز أسباب انتشار شلل الأطفال في غزة هي:

– حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام.

– تدمير البنية التحتية للصرف الصحي.

– تكدس آلاف أطنان القمامة.

– انعدام الأمن الغذائي.

– تكدس السكان في أماكن النزوح القهري.

موسى عابد، مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية، علّق:

“تعمدت إسرائيل تفشي الوباء إذ منعت إدخال التطعيمات اللازمة، والمعدات المطلوبة لحل أزمة برك الصرف الصحي. وكذلك قيدت إدخال مياه صالحة للشرب وأطعمة صحية ونظيفة، مما يخلق بيئة خصبة لانتشار هذا الفيروس”.

ولهذا يتخوف أهالي غزة من تفشي الوباء خاصة حيث يحتمون في مدارس إيواء مكتظة… (سبعة آلاف نازح يتشاركون المرافق الصحية نفسها)

حسني مهنّا، منسق اتحاد بلديات قطاع غزة، تحدث عن تضرر البنية التحتية لقطاع الصرف الصحي في غزة مما أدى إلى “طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع والمناطق المنخفضة، وتسربها إلى شاطئ البحر في بعض المناطق، مما تسبب بكوارث بيئية وصحية خطرة”.

إنّ هذا الواقع دفع الأمم المتحدة إلى المطالبة بهدنة إنسانية… هذه الهدنة مدتها سبعة أيام من أجل تلقيح أكثر من 640 ألف طفل دون سن الـ10 ضد شلل الأطفال في القطاع. وبحسب وزير الصحة الفلسطيني، ماجد أبو رمضان، فالقطاع:

“بحاجة إلى 1.3 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال، لكن إسرائيل ترفض حتى اللحظة إدخال التطعيمات إلى القطاع”.

واتس اب
فیس بوک
تیلجرام
ایکس
مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر أخبـــار
سياحة وتجوال