لم تحسم الولايات المتحدة مسؤولية “إسرائيل” عن قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، وإن كانت رجحت القتل غير العمد.
وقال نيد برايس، المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأميركية: “بعد تحليل جنائي مفصل للغاية، لم يتمكن فاحصو الطرف الثالث المستقلون، كجزء من عملية يشرف عليها مايكل فينزل، المنسق الأمني الأميركي، من التوصل إلى نتيجة نهائية فيما يتعلق بأصل الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة”.
وأضاف: “قرر خبراء المقذوفات أن الرصاصة أصيبت بأضرار بالغة، ما حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة”، مبيناً أنّ مجلس الأمن الأميركي خلص إلى أنّ إطلاق النار من مواقع قوات الاحتلال الإسرائيلي كان مسؤولاً على الأرجح عن مقتل شيرين أبو عاقلة”.
وادعى أنّ مجلس الأمن الأميركي لم يجد أي سبب للاعتقاد بأن هذا كان متعمداً، ولكنه نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية عسكرية لقوات الاحتلال في جنين.
إضاعة للحق
الخبير في القانون الدولي سعيد الدهشان، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ تسليم السلطة الفلسطينية للرصاصة التي تسببت في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، كان خطأً كبيراً من البداية.
وبين أنّ هذه الرصاصة كان يمكن أن تستخدم قرينة واضحة في أي عملية تحقيق دولية لو أصبح هناك تحقيق دولي.
وعدّ الدهشان، مشاركة الاحتلال الإسرائيلي في التحقيق بحادثة القتل إضاعة للحق في ملاحقة مرتكب الجريمة والإفلات من العقاب، مبيناً أنّ ذلك يعود لموقف سياسي من السلطة.
ويعتقد الخبير القانوني، أنّ أركان الجريمة الدولية متحققة في عملية قتل الصحفية أبو عاقلة، موضحاً أنّ الجريمة تتمثل في ثلاثة أركان “الدولي، المادي، المعنوي”.
وأضاف: “الركن متحقق بارتكاب جريمة وقعت في أراضٍ فلسطينية محتلة بحسب توصيف القانون الدولي في أراضي جنين، والتي تصنف وفقاً للقانون الدولي أنّها أراضي محتلة، أما الركن المادي والذي يعني السلوك الذي يؤدي إلى نتيجة، وهي إزهاق الروح البشرية، والعلاقة السببية بين السلوك والنتيجة، والسلوك هو إطلاق نار باتجاه الهدف، والنتيجة هي إزهاق روح شيرين أبو عاقلة، وتعد الرصاصة المتسببة بالقتل قرينة واضحة للتحقق من عملية القتل، فهي ليست مطاطية أو غيره، بل هي رصاصة منطلقة من سلاح ناري”.
أما فيما يتعلق بالركن المعنوي، فيؤكد خبير القانون الدولي الدهشان، أنّ الأمريكان يحاولون اللعب على وتر الركن المعنوي، وهي الإرادة والخطأ العمدي الذي تسبب بالقصد، وهو المقصود به أنّ “القاتل أراد الفعل لكنه لم يرد النتيجة”.