الكاتب: علي علاءالدين / موقع قناة المنار
اختتم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط منذ تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة، التي بدأها الإثنين الماضي. وتوزّع جدول أعمال الزيارة، التي جاءت في ظروف وأوضاع حسّاسة، على عدّة محاور، كان أبرزها المحور الخارجي وعلى رأسه الملف الإيراني “الذي نُوقِش بإسهاب”، بحسب مصدر صهيوني رفيع، ومسألة توسيع “إتفاقيات أبراهم”.
على ثلاثة محاور أساسية توزّع جدول أعمال زيارة وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، وهي الأولى إلى الكيان الصهيوني منذ تأليف الحكومة الجديدة: محور خارجي على رأسه الموضوع الإيراني وتوسيع “إتفاقيات أبراهام”، ومحور فلسطيني، ومحور داخلي حول الحراك المتّصل بملف الديمقراطية والخطّة القضائية.
1. المحور الخارجي
حضر الملف الإيراني تقريباً في كلّ لقاءات وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، مع المسؤولين الصهاينة ، التي استهلها بلقاء مع وزير الخارجية ، إيلي كوهين، الذي استقبله في مطار بن غوريون. وتحدّث الجانبان عن أهمية “التصدّي المشترك للبرنامج النووي الإيراني والسعي للإعلان عن حرس الثورة الإيرانية كمنظمة إرهابية”، كما تحدّث الطرفان عن أهمية توسيع نطاق “إتفاقيات أبراهام” لتشمل دول عربية وإسلامية أُخرى.
كذلك حضر الموضوع الايراني في لقاء بلينكن لابيد حيث قال رئيس المعارضة الصهيونية ، يائير لابيد، بعد الاجتماع مع بلينكن إنه “تحدَّثنا كثيراً عن تحديات إسرائيل الأمنية، القريبة والبعيدة، وعن الخطوات المطلوبة من أجل منع إيران من أن تتحول إلى دولة نووية. كما تحدَّثنا عن التقدّم الهام لمنتدى النقب (الذي يضم وزراء خارجية الدول العربية المطبِّعة مع إسرائيل)، وعن الأهمية الهائلة لنشاط المنتدى الذي أقمناه معاً من أجل الاستقرار الإقليمي، وازدهار إسرائيل”.
ذروة لقاءات بلينكن الصهيونية كانت مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حيث عقد الطرفان لقاءً ثنائياً، أُتبع بلقاء موسّع، ومن ثمّ عقد نتنياهو وبلينكن مؤتمراً صحفياً مشتركاً، إستغله نتنياهو للتحريض ضدّ إيران، مجددا التزام الكيان بالعمل على منع إيران من امتلاك السّلاح النووي. من جهة ثانية، تطرّق نتنياهو إلى أهمية توسيع “إتفاقيات ابراهام”، مكرّراً عزمه على تحقيق المزيد من الإختراقات الدراماتيكية، بحسب تعبيره.
من جهته، جدّد بلينكن أمام نتنياهو إلتزام بلاده بأمن الكيان الصهيوني وتعزيز الشراكة بين الطرفَين، وأضاف بلينكن: “ممنوع أن تكون لإيران أيّ إمكانية للحصول على سلاح نووي”.
2. المحور الداخلي
جزء مهم من لقاءات بلينكن الصهيونية خُصّص- بحسب مُعلّقين- للموضوع الداخلي- القضائي ، وانعكس هذا الإهتمام في التصريحات الإعلامية واللّقاءات المُغلقة بين نتنياهو وبلينكن، والتي سُرّب بعض مضمونها.
ولفت المعلّقون إلى أنّ الكلام الأميركي في شأن الإصلاحات القضائية كان “إستثنائياً جداً”. وأشاروا إلى أنّ “الولايات المتحدة أعطت إسرائيل درساً في الديمقراطية”، في إشارة إلى ما قاله بلينكن في المؤتمر الصحفي مع نتنياهو من أنّ “الإصلاحات والتغييرات بعيدة المدى تمرّ ضمن توافق واسع فحسب”.
وأوضحت تقارير إعلامية أنّ الأميركيين على غير عادتهم، عبّروا عن اهتمام كبير بالإصلاح في المؤسّسة القضائية والإحتجاج الجماهيري الذي رافقه. وتجلّى هذا الأمر في تصريحات لوسائل الإعلام في ختام لقاء مطوّل بين نتنياهو وبلينكن، وأيضاً في سلسلة خطوات أميركية خلال الأسابيع الماضية.
3. المحور الفلسطيني
من بوابة تأليف الحكومة اليمينية-الدينية الجديدة في الكيان الصهيوني ، وفي ضوء ارتفاع منسوب التوتّر الأمني في الساحة الفلسطينية، حظي الملف الفلسطيني بحضور لافت في جدول أعمال زيارة بلينكن إلى المنطقة.
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مدينة رام الله، الثلاثاء، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت إذاعة صوت فلسطين (حكومية) إن الاجتماع بدأ بين الوزير الأمريكي والرئيس الفلسطيني.
ونقل معلّقون عن مصدر صهيوني رفيع، قوله إنّ القضية الفلسطينية طُرحت بإسهاب في اللّقاء بين الطرفين، إذ أوضح الأمريكيون أنّ المتوقّع من “إسرائيل” أن “تدير الأمور بطريقة موزونة ومعتدلة، سواء في كلّ ما يتعلّق بالإستيطان في الضفّة الغربيّة، أو بالعلاقة مع السلطة الفلسطينية”.
وفضلاً عن الشكل، عكس المضمون حالة من خيبة الأمل لدى الجانب الفلسطيني، ففيما كان يتوقع محمود عباس ردا أميركيا على شروطه الخمسة لاعادة التنسيق الامني مع الكيان المحتل ، أشارت عناوين إعلامية صهيونية إلى أنّ عباس “أراد سماع لفتة سياسية، ولكنّ بلينكن إقترح تحسين شبكة الخلوي”.
وفي السياق عينه أشارت تقارير إلى أنّه في محادثتهما سَمِع أبو مازن من بلينكن تحفّظاً على قرار وقف التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني ، ونيّة السلطة الفلسطينية مواصلة التوجّه إلى منظماتٍ دولية.
كما أثار بلينكن مع السلطة الفلسطينية “الحاجة إلى خطوات بناء ثقة”، ولكن بدل تقديم خطوة فعّالة ذات أهمية سياسية إستراتيجيةة، لفت معلّقون إلى أنّه تحدّث عن مساعدة إقتصادية وتسهيلات مدنية.