عد وحدات “المستعربين”، أو “مستعرفيم” كما تسمى بالعبرية، واحدة من الوحدات الإسرائيلية الخاصة التي يحيط بتحركاتها ونشاطاتها الكثير من السرية، ويطلق عليها ألقاب كثيرة، منها فرق الموت.
والمستعربون هم عناصر من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الذين يُنتقون من بشرة وملامح مشابهة للملامح العربية، ويخضعون للتدريب والتكوين في معاهد خاصة عبارة عن قرى صناعية مشابهة للقرى الفلسطينية في كل تفاصيلها، لتعلّم تفاصيل الحياة الفلسطينية، وتعلم لغتهم وعاداتهم.
وعادة ما تكون مدّة التدريب من 12 إلى 15 شهرًا، حتى لا يثيروا الشكوك حول شخصياتهم عند الاندساس بين الجماعات الفلسطينية المختلفة، وذلك بهدف تحقيق هدف “أمني” محدد، اختطاف أو اغتيال.
ويختفون خلال المظاهرات أو العمليات الخاصة، بزي يشبه الزي المنتشر في الشارع الفلسطيني، ويكونون ملثمين، ويتغلغلون بين المتظاهرين، ويقومون بأعمال تقنع المتظاهرين بأنهم منهم، مثل إلقاء الحجارة، وكأنها صوب جنود الاحتلال، إلى أن يقتربوا من الأشخاص المستهدفين، فيختطفوهم تحت التهديد بالسلاح.
ويعود الظهور الأول لفكرة الاستعراب إلى ما قبل تأسيس دولة الاحتلال، ولم تكن العصابات الصهيونية هي صاحبة المبادرة، بل جاءت الفكرة من الإنجليز الذين اقترحوا على القيادة الصهيونية استغلال الإمكانيات التي يتمتع بها اليهود الشرقيون الذين استوطنوا فلسطين، وذلك عبر انتقاء مجموعة منهم والعمل على تجنيدهم في إطار استخباراتي، ثم زرعهم في صفوف العرب داخل فلسطين وخارجها.
وفي هذا التقرير الخاص بـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، سنسلط الضوء على واحدة من أهم وأخطر وحدات المستعربين، وهي “دوفدفان” التابعة لجيش الاحتلال.
التأسيس والمهام
تأسست الوحدة في حزيران/يونيو 1986 على يد إيهود باراك الذي كان يشغل في حينها منصب قائد “المنطقة العسكرية الوسطى” في جيش الاحتلال، (أصبح لاحقًا رئيسًا للأركان ورئيس حكومة)، أطلق عليها اسم “دوفدفان” والذي يعني “الكرز”، كتعبير موازٍ “للجوهرة في رأس التاج”.
وأساس عملها تنفيذ عمليات الدهم والاعتقال والاغتيال، بالإضافة لجمع المعلومات الاستخباراتية، وإحباط أي هجمات أو عمليات فلسطينية مسلحة، خاصة في الضفة الغربية.
وحينما شُكلت ضمت جنودًا من وحدات الكوماندوز البرية والبحرية، ومع اندلاع الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة” في نهاية عام 1987، ازداد نشاط الوحدة، وشاع اسمها، واليوم تتشكل الوحدة من جنود في جيش الاحتلال وعناصر من شرطة “حرس الحدود”.
وحدد باراك ملامح أفراد الوحدة عند تشكيلها بقوله: “أريد وحدة، يبدو أفرادها كالعرب، وأن يتحدثوا اللغة العربية كالعرب، ويقودوا دراجات، ومعهم خوذ في قلب القصبة في نابلس، كما لو كانوا في شارع ديزنغوف في تل أبيب، أناسًا يكونون قادرين على التحرك بتخفٍّ جزئي يمكّنهم من الوصول للهدف دون حاجة لقوات كبيرة تكون مكشوفة ميدانيًّا”.