مراحل التصعيد الجديدة في مواجهة الكيان الصهيوني
تشهد الساحة اليمنية تحولات هامة في سياق دعمها للقضية الفلسطينية ونضالها المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي هذا الكيان الصهيوني المؤقت. فاليمن، ممثلاً بجماعة أنصار الله (الحوثيين)، قد أصبحت جبهة إسناد قوية وداعمة للمقاومة الفلسطينية، مما أضفى بُعداً جديداً على الصراع العربي الإسرائيلي، وتأتي هذه المواقف والعمليات التصعيدية في سياق تاريخي طويل من التضامن العربي مع فلسطين، ولكنها تحمل في الوقت ذاته رسائل جديدة تعكس تطورات الأحداث الإقليمية والدولية.
ولقدشهدت جبهة الإسناد اليمنية تصعيداً نوعياً في مواجهة الكيان الصهيوني المؤقت، تمثل في ضربة متقدمة بطائرة مسيرة استهدفت تل أبيب، وهذه العملية جاءت كرد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على غزة والشعب الفلسطيني، والتي لا تزال تثير موجات من الغضب والاستنكار في العالمين العربي والإسلامي… لقد جاءت هذه الضربة الجوية اليمنية كإعلان واضح عن دخول اليمن بشكل مباشر في معادلة الردع ضد إسرائيل، مؤكدة أن الصراع لم يعد محصوراً في نطاقه الجغرافي التقليدي.
السيد القائد الحوثي: رجل قول وفعل
ولطالما أكد السيد عبد الملك الحوثي، قائد جماعة أنصار الله، في خطاباته أن دعم القضية الفلسطينية ليس مجرد شعار بل هو التزام مبدئي وعقائدي، حيث أثبت مراراً وتكراراً أن كلامه يصاحبه أفعال ملموسة على الأرض، فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، توالت التصريحات والتهديدات من قبل الحوثيين بأن الرد سيكون قوياً ومؤلماً إذا استمرت الاعتداءات، وقد تجسدت هذه التهديدات مؤخراً وليس أخيراً في الضربة الجوية التي استهدفت تل أبيب، مما أعطى مصداقية للخطاب الحوثي وأثبت جديته للعالم.
ضعف وهزالة الكيان الصهيوني
وهذه الضربة اليمنية الأخيرة كشفت بشكل واضح ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني أمام تهديدات متعددة الجبهات. فالكيان الصهيوني الذي لطالما صور نفسه كقوة عسكرية لا تقهر، وجد نفسه أمام تحديات جديدة تتجاوز قدراته الدفاعية التقليدية. فالضربات الجوية اليمنية باستخدام الطائرات المسيرة أثبتت أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تكون أداة فعالة في تغيير موازين القوى، وأن الكيان الصهيوني الإسرائيلي، رغم كل تقنياته المتقدمة، يمكن أن يكون عرضة لضربات غير تقليدية تأتي من أطراف غير متوقعة.
بداية مرحلة زوال الاحتلال
هذه العمليات التصعيدية من قبل الحوثيين تعتبر جزءاً من موجة أكبر من التحديات التي يواجهها الكيان الصهيوني، فإلى جانب المقاومة الفلسطينية المسلحة في غزة والضفة الغربية، وازدياد الوعي الدولي بجرائم الاحتلال، تأتي الضربات اليمنية لتشكل عامل ضغط إضافي على الكيان الصهيوني الإسرائيلي، وهذا التصعيد المتعدد الجبهات يشير بوضوح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بات يعيش مرحلة جديدة من التهديدات قد تكون بداية لنهاية وجوده في المنطقة، فالتحركات اليمنية هي جزء من تحالف واسع يشمل قوى المقاومة في لبنان وسوريا والعراق، وكلها تسعى لتحقيق هدف واحد: تحرير فلسطين واستعادة الأراضي المحتلة.
دور الإسناد اليمني في دعم المقاومة الفلسطينية
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن دعم اليمن لفلسطين لا يقتصر على العمليات العسكرية فحسب، بل يمتد إلى تقديم الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي… فمنذ سنوات، يقوم اليمنيون بتنظيم حملات دعم لفلسطين، تشمل جمع التبرعات وتسيير قوافل المساعدات الإنسانية، وهذا الدعم المتواصل يعكس مدى التلاحم بين الشعبين اليمني والفلسطيني، ويؤكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب واحد بل هي قضية الأمة الإسلامية بأسرها.
المقاومة اليمنية: نموذج للصمود والتحدي
إن هذا الصمود الذي يظهره اليمنيون في مواجهة العدوان الخارجي والتحديات الداخلية يشكل نموذجاً يحتذى به في العالم العربي، فعلى الرغم من الحصار والعدوان الذي تتعرض له اليمن منذ سنوات، إلا أن الشعب اليمني لم يتخل عن مبادئه ولم يساوم على قضاياه العادلة… هذا الصمود اليمني يعزز من معنويات المقاومة الفلسطينية، ويعطيها دفعة قوية للاستمرار في نضالها ضد الاحتلال.
ويجدر بنا القول إلى أنهرغم الإنجازات التي حققتها جبهة الإسناد اليمنية، إلا أن التحديات المستقبلية لا تزال كبيرة، فالكيان الصهيوني المؤقت وحلفاؤه في المنطقة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تصاعد الدعم اليمني لفلسطين، ومن المتوقع أن تزداد الضغوط الدولية والإقليمية على اليمن بهدف إيقاف هذا الدعم أو تقليصه، ولكن اليمن، بقيادة الحوثيين، يبدو مصمماً على المضي قدماً في دعم فلسطين مهما كانت التحديات.
خاتمة
إن التحركات اليمنية الأخيرة لدعم المقاومة الفلسطينية تؤكد مجدداً أن القضية الفلسطينية هي قضية محورية لكل الشعوب العربية والإسلامية، والضربة الجوية على تل أبيب ليست سوى بداية لمرحلة جديدة من التصعيد والنضال، تهدف إلى زعزعة كيان الاحتلال وإعادة الأمل بتحرير الأرض والمقدسات، ولقد أثبت السيد عبد الملك الحوثي للعالم أن الوعود التي يطلقها ليست مجرد شعارات بل هي جزء من استراتيجية واضحة تستهدف تحقيق العدالة واستعادة الحقوق المسلوبة، ومع استمرار هذا الدعم وتصاعده، يبدو أن الكيان الصهيوني يعيش بداية نهايته، وأن تحرير الأقصى بات أقرب من أي وقت مضى.